دعا مفتي دمشق وريفها الشيخ محمد عدنان الأفيوني سهرة الثلاثاء بوهران علماء الأمة الإسلامية إلى ضرورة نشر الفكر الصحيح النير كوسيلة مثلى لمحاربة جميع مظاهر التطرف والتشدد. وقال المفتي السوري الذي نشط بعد صلاة التراويح محاضرة عنوانها "نبذ التشدد والغلو في الدين وأدب الاختلاف" أنه "يتوجب على علماء الأمة الإسلامية السعي إلى نشر وتعميم وإظهار الفكر الصحيح لتعاليم الدين الإسلامي كوسيلة مثلى لمحاربة كل أشكال التطرف والغلو". وأضاف أن الأمة الإسلامية في راهنها "بحاجة ماسة إلى صحوة فكرية رائدة كفيلة بردع هذا التطرف الذي أسسه فكر آخر مغالط مزيف يحاول اتخاذ من الإسلام مطية لاستعطاف الناس وتجنيدهم في دوامة من القتل والعنف والتعصب وهدر الدماء وتدمير الحياة بكل مكوناتها". وأشار إلى أن الوضع لا يحتمل "التراخي" وأنه يتطلب "استفاقة فكرية وحشد علمي مستمد من حقائق الدين الإسلامي الحنيف" وذلك من خلال "ابتكار فكري باستطاعته وضع حد لهذا الانحراف الفكري المتعصب الذي أوصل أمتنا الإسلامية إلى حالة من الهشاشة والضعف". وأرجع المحاضر مستمعيه إلى تراث السنة المحمدية الشريفة التي تستند إلى الوسطية ومن سماحة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف مبرزا بالمناسبة صورا من تعايش الرسول الكريم مع غير المسلمين وجنوحه إلى السلم والصلح ودعوته إلى قبول الآخر وكذا تجسد أدب الاختلاف في سيرته ومعاملاته مع الجميع. وتطرق مفتي دمشق أيضا إلى أحكام الدين الإسلامي من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والتي تدعو إلى المحافظة على حياة الناس وبسط الرحمة ونبذ الخصام والتفرقة والإكراه مشيرا إلى نماذج من سيرة الرسول الكريم في تعامله مع المتخاصمين ومنهاجه في الصلح فيما بينهم وترسيخ مبدأ السلم والتصالح. يذكر أن هذه المحاضرة تندرج في إطار اليوم الثاني على التوالي من الطبعة الحادية عشرة لسلسلة الدروس المحمدية التي تحتضنها سنويا بمناسبة شهر رمضان الفضيل الزاوية البلقائدية الهبرية الكائن مقرها ببلدة سيدي معروف شرق مدينة وهران. وقد اختير لهذه الطبعة الجديدة عنوانا محوريا يتمثل في "صلاح الأمة في إتباع رسول الرحمة" وذلك تحت شعار الآية الكريمة "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن إتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين".