يراهن مسؤولون ومحللون اسرائيليون على بقاء نظام الرئيس حسني مبارك في مصر التي تشهد موجة من الاحتجاجات منذ 25 جانفي الجاري، مستبعدين اي تهديد لاتفاقيات السلام بين البلدين. واثارت موجة الاحتجاجات التي تجتاح مصر التكهنات بشان مصير نظام الرئيس حسني مبارك وعلاقات مصر مع اسرائيل، نظرا لان مصر اضافة الى الاردن هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان وقعتا اتفاق سلام مع اسرائيل. الا ان مسؤولين ومحللين اسرائيليين قالوا انهم لا يتوقعون سقوط النظام المصري، واعربوا عن ثقتهم انه حتى في حال تغير النظام، فان ذلك لن يؤدي الى قطع علاقات مصر مع اسرائيل. وقال وزير اسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه لصحافيين اجانب "نحن نشهد زلزالا في الشرق الاوسط، ولكننا نعتقد ان النظام المصري قوي بما فيه الكفاية، وان مصر قادرة على الصمود امام الموجة الحالية من المظاهرات". وجاءت التظاهرات المصرية بعد ان ادت حركة احتجاجات في تونس الى الاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي في 14 جانفي الجاري. الا ان مسؤوليين اسرائيليين لم يروا تشابها كبيرا بين البلدين. وأوضح الوزير"مبارك ليس زين العابدين بن علي، هناك فرق كبير فالنظام المصري بما في ذلك المؤسسة العسكرية راسخ بقوة. والنظام المصري قوي بما يكفي للتغلب على الوضع". وابدى مسؤول حكومي آخر طلب كذلك عدم الكشف عن اسمه، رأياً مماثلا. وصرح لوكالة فرانس برس "ربما يكون النظام قد اهتز بسبب الاضطرابات حاليا، وكل شيء ممكن، ولكن الأمور لا تبدو خطيرة". مضيفا ان اتفاق السلام الموقع مع مصر ليس في خطر. واضاف المسؤول "من المهم لمصر ان تبقي على علاقاتها المميزة مع العالم الغربي، والسلام مع اسرائيل هو جزء من ذلك". ولم يصدر اي رد فعل رسمي من اسرائيل حتى الان حول اندلاع التظاهرات في مصر، والتي تعد الاكبر التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة عقود خشية اتهامها بالتدخل في شؤون مصر الداخلية. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية يغال بالمور لوكالة فرانس برس "نحن نتابع الوضع باهتمام بالغ". والاربعاء اعرب سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي عن امله بان "تعطي السلطات المصرية مواطنيها حرياتهم وحقوقهم مع الاستمرار في الطريق الصحيح بالابقاء على العلاقات الجيدة المستمرة مع اسرائيل منذ عام 1979". واستبعد محللون اسرائيليون سقوط النظام المصري، وقالوا انه حتى لو حصل ذلك فانه لن يؤثر بالضرورة على اتفاقات السلام الثنائية. وقال الباحث يورام ميتال من جامعة بئر السبع "حتى لو تولى الاخوان المسلمون الحكم، رغم انتقادهم للعلاقات مع اسرائيل، فان الجيش والاجهزة الامنية سيعارضون ذلك بكل قوتهم". واضاف "حتى لو كانت المعارضة معادية جدا لاسرائيل، وحتى لو رفضت كافة أشكال التطبيع (مع اسرائيل)، فلن تكون مستعدة للتخلي عن السلام البارد بين البلدين وتخاطر بمواجهة حرب جديدة". واشار الى ان التظاهرات "تتعلق بمطالب اجتماعية وديمقراطية، وهي تركز على شخص الرئيس ولا علاقة لها بالعلاقات مع اسرائيل". ومن جانبه قال يوري بن جوزف استاذ العلاقات الدولية في جامعة حيفا ان "مصر ليست ايران. حتى بين الاخوان المسلمين هناك تيار معتدل لن يخاطر برفض اتفاق السلام". ولا يستبعد هذا الباحث المتخصص في الاستخبارات تهميش الرئيس مبارك وعائلته. الا انه ما زال يرى انه حتى في هذه الحالة فان "جميع الاوراق ستكون في يد الجيش الذي سيبقي على التعاون الامني مع اسرائيل ضد الجماعات (الارهابية) وضد ايران". * قال الباحث يورام ميتال من جامعة بئر السبع "حتى لو تولى الاخوان المسلمون الحكم، رغم انتقادهم للعلاقات مع اسرائيل، فان الجيش والاجهزة الامنية سيعارضون ذلك بكل قوتهم". واضاف "حتى لو كانت المعارضة معادية جدا لاسرائيل، وحتى لو رفضت كافة أشكال التطبيع (مع اسرائيل)، فلن تكون مستعدة للتخلي عن السلام البارد بين البلدين وتخاطر بمواجهة حرب جديدة".