بعد إصدار القاضي اليهودي ريتشارد غولدستون تقرير، بتهم فيه دولة الاحتلال بارتكاب جرائم حرب خلال عدوانها الأخير على غزة، أصبحت إسرائيل تعيش حالة من العزلة الدولية، خاصة فيما يخص خوفها من اعتقال قادتها الذين شاركوا في العدوان وزادت هذه العزلة، بعد إصرار حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة على مواصلة عمليات الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة، وحتى القدسالمحتلة، غير مكترثة بالاعتراضات الأمريكية والأوروبية على هذه السياسات التي تعرقل عملية السلام المزعوم . الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس، يريد كسر هذه العزلة عبر البوابة المصرية،كالمعتاد من خلال علاقاته الحميمة مع النظام المصري على رأسه حسني مبارك، وهويستعد حاليا لزيارة القاهرة رفقة ايهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي لعرض مبادرة السلام المزعوم، التي تنص على إقامة دولة فلسطينية مؤقتة وطبعا منزوعة السلاح، على أجزاء من الضفة الغربيةالمحتلة وهذا بشروط إسرائيلية ومقابل اعتراف العرب والفلسطينيين بيهودية إسرائيل. وهي الشروط ذاتها التي طالب بها رئيس حكومة إسرائيل المتطرفة بنيامين نتنياهو. قبل الشروع في آية مفاوضات مع الفلسطينيين. يرى المحللون السياسيون أنه يتحتم على مصر، رفض استقبال باراك باعتبار أن إسمه وارد إلى جانب مسؤولين وضباط إسرائيليين، مدانين بارتكاب جرائم حرب أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وهذا من خلال التقرير الذي أصدره ريتشارد غولدستون ذو الأصول اليهودية. وهوالتقرير الذي فضح المجزرة التي ارتكبت في حق مدنيين عزل معظمهم من النساء والأطفال . فالقادة الإسرائيليون على رأسهم ليفني، باراك وغيرهم من المفروض أن يعتقلوا في مصر وجرهم إلى المحكمة الدولية ومحاكمتهم بتهم جرائم الحرب، باعتبار أن ارتكاب هذه الجرائم تم بأوامر مباشرة منهم، عندما كانوا مسؤولين في حكومة «كاديما" بزعامة إيهود أولمرت.إلا أن المراقبين والمحللين يتوقعون مسبقا موقف الحكومة المصرية من هذه المبادرة الإسرائيلية التي ستستقبلهم " كضيوف محترمين" وليس كمجرمي حرب بدليل أن الرئيس المصري حسني مبارك، استقبل نتنياهو مرتين رغم مواصلته للاستيطان في الأراضي المحتلة، والقدس خصوصا، وبالتالي لن يتردد في استقبال صديقيه الحميمين بيريس وباراك، تحت ذريعة الاستماع إلى ما لديهما من أفكار. كما أن حسني مبارك تعرض لإهانة شخصية، عندما خذله نتنياهو، ولم يف بوعده بالعمل على إنجاح فاروق حسني وزير الثقافة المصري، أثناء ترشحه لرئاسة منظمة اليونسكو، ولم يتدخل بشكل جدي، لوقف الحملات التي شنها اللوبي الصهيوني في أوروبا وأمريكا ضد هذا الترشيح، بسبب ما قاله حسني عن عزمه حرق كتب باللغة العبرية ورفضه زيارة إسرائيل، ودعوته لمقاومة كل أشكال التطبيع بما فيها الثقافي مع دولة الاحتلال . ورغم هذه الاهانات الإسرائيلية للنظام المصري، فإن هذا الأخير لن يجرأ على رفض استقبال مسؤولين إسرائيليين، خاصة إذا كانت مهمتهم كسر الحصار عن حكومة يمينية إسرائيلية عنصرية، تضم وزير خارجية تهجم على الرئيس مبارك شخصيا، وهدد بقصف السد العالي وإغراق مصر وشعبها.