قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إنه يجب على الولاياتالمتحدة الأميركية أن تقطع علاقتها بالرئيس المصري حسني مبارك على الفور، مشيرة إلى خروج الشعب المصري بمئات الألوف إلى الشوارع في مختلف أنحاء البلاد بشكل لم تكن الإدارة الأميركية وآخرون في واشنطن يتوقعونه أبدا. وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أمس أن مئات الألوف من المصريين خرجوا الجمعة بقضهم وقضيضهم ثائرين غاضبين مطالبين بإسقاط نظام مبارك وحكومته وإنهاء الحكم المستبد والمطلق للفرد الواحد في البلاد، مما كان له هول المفاجأة على إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وآخرين كثيرين في واشنطن. المصريون الثائرون الغاضبون تغلبوا على قوات الشرطة المصرية بمختلف أصنافها وأدوات أجهزتها الأمنية المختلفة، التي نشرها النظام المصري في شتى أنحاء الجمهورية بهدف قمع وسحق أبناء الشعب الثائر الغاضب المتحرك في كل أنحاء البلاد. وأما أبناء الكنانة الثائرون -والقول لواشنطن بوست- فقد كسروا حاجز الخوف وتحدوا جبروت الاستبداد وعصوا أوامر الحاكم العسكري المتمثل في إعلان حسني مبارك فرض حظر التجول الليلي في القاهرة وأنحاء متفرقة من البلاد، بالرغم من نشر مبارك للجيش بآلياته المختلفة في معظم شوارع ومدن وقرى مصر الملتهِبة. وأشعل المصريون الغاضبون النيران وألهبوها في مقار الحزب الحاكم ومقار أمن الدولة والشرطة في القاهرة وأنحاء مختلفة في البلاد. " أمران اثنان فقط يمكن لهما إيقاف الثورة الشعبية المصرية الغاضبة –والقول للصحيفة- وهما إما قيام الجيش المصري بقصف وقمع أبناء الشعب المصري الثائر باستخدام القوة العسكرية، وإما سقوط نظام حسني مبارك " سقوط مبارك أمران اثنان فقط يمكن لهما إيقاف الثورة الشعبية المصرية الغاضبة –والقول للصحيفة- إما قيام الجيش المصري بقصف وقمع أبناء الشعب المصري الثائر باستخدام القوة العسكرية المسلحة وهذا غير معقول، وإما بتخلي حسني مبارك عن السلطة وسقوط نظام. واشنطن بوست قالت إنه لتحقيق الأمر الثاني يجب على الولاياتالمتحدة استخدام كل نفوذها للتأكيد على النتيجة الأخيرة المتمثلة في سقوط النظام. كما انتقدت واشنطن بوست في افتتاحيتها دور الولاياتالمتحدة الذي وصفته بالمتأخر والذي ينتظر حتى تتأزم الأحداث، مشيرة إلى دور إدارة أوباما الفاتر في الثورة الشعبية التونسية التي تفجرت في الأسابيع الماضية. ويبدو أن إدارة أوباما تفترض استمرار نظام حسني مبارك (82 عاما) والذي استفرد بدفة الحكم منذ ثلاثين عاما، ومن هنا ربما أشار أوباما في يوم جمعة الغضب أنه قد يستمر في علاقته مع مبارك. والخطورة تكمن في أن هذه السياسة الأميركية من شأنها إغضاب الجماهير الشعبية الغاضبة أصلا والثائرة لليوم الخامس من أبناء وبنات وأطفال الشعب المصري بشتى أطيافه. وبدلا من مطالبة أوباما نظام حسني مبارك بإجراء إصلاحات، فيجب على إدارة أوباما أن تشرع في استرضاء الشعب المصري الثائر ضد الاستبداد، وأن تبادر للاتصال بمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق محمد البرادعي -الذي قيل إن السلطات المصرية وضعته في جمعة الغضب قيد الإقامة الجبرية- وبقادة شتى أطياف المعارضة المصرية. واختتمت واشنطن بوست بأنه يجب على إدارة أوباما إعلام الجيش المصري بأن أي محاولة من طرفه لقمع الثورة الشعبية المصرية بالقوة والعنف، من شأنه أن يمزق كل علاقات الجيش المصري مع الولاياتالمتحدة، مؤكدة على ضرورة قطع العلاقة مع مبارك.