** منذ ثلاث سنوات أعطي مصروفا شهرياً لأسرة يتيمة فقيرة ليست لديهم أوراق ثبوتية، وهو مبلغ بسيط، قدره 300 دينار إلى 500 دينار، ولكنني لم أخبر أسرتي بذلك ولا أريد إخبارهم عن هذه الأسرة اليتيمة لأن كل ما أفعله من خير لوجه الله تعالى، فهل هذا الذي أفعله صوابا؟ * اعلمي تقبل الله منا ومنك، وثبتك على الخير وزادك حرصاً عليه أنه يجب عليك الالتزام بالتوجيهات الرامية إلى مكافحة التسول، وعدم إعطاء المتسولين من الصدقات أو الزكاة لأنك قد تظنين أنهم محتاجون وقد يكونون غير صادقين، وقد يكون غيرهم أولى بذلك، ثم بعد ذلك إذا كان المال الذي تتصدقين منه على تلك الأسرة اليتيمة هو مالك الخاص بك فأنت حرة في التصرف فيه بما يرضي الله عز وجل، والإنفاق على الأيتام من القربات العظيمة التي يتقرب بها العبد إلى الله، ولست بحاجة إلى إشعار الأهل بذلك، بل لو استطعت أن لا تخبري به أحداً فافعلي توخياً لإخلاص النية والبعد عن الرياء، وليكون خبيئة بينك وبين الله لا يعلم بها سواه، فالذي يتصدق سراً من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، كما في صحيح البخاري والموطأ وغيرهما: «... وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا صَنَعَتْ يَمِينُهُ»، والخطاب عام لا يخص الرجال دون النساء في هذه المسألة، فهو يتجه إلى كل من اتصف بهذه الصفة سواء كان رجلا أو امرأة. والله أعلم.