مجازر يومية من الرمادي إلى الموصل مدارس ومساجد العراق تحت القصف لليوم الثالث على التوالي استمرت أمس عمليات القصف الجوي التي تشنها طائرات التحالف الدولي والطيران الحكومي العراقي على بلدات ومناطق عدة من غرب وشمال البلاد موقعةً العشرات من المدنيين بين قتيل وجريح وسط تكتم متواصل من الحكومة العراقية بشأن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين. ووفقاً لمصادر طبية عراقية وأخرى محلية فقد سُجّل بمدن الشرقاط وهيت وجزيرة الرمادي والحضر والبعاج والقيارة مقتل 84 مدنياً من بينهم 36 طفلاً فيما أصيب 113 آخرون خلال الاثنتين والسبعين ساعة الماضية جراء القصف الذي تشنه طائرات التحالف الدولي والطيران الحكومي العراقي على المدن التي يتواجد بها تنظيم الدولة (داعش). ويفرض التنظيم إقامة جبرية على العوائل ويمنع المدنيين من الخروج من المدن التي يسيطر عليها ويهدد بعقوبات تصل إلى حد كسر الأرجل بقضبان حديدية في حال حاول أحدهم الفرار. وبحسب المصادر ذاتها فإن الطيران التابع للحكومة العراقية والطيران الدولي قصف 42 موقعاً من بينها مساجد ومدارس ومبان سكنية و14 حياً يقطن بها مواطنون في مدن غرب العراق وشماله خلال اليومين الماضيين. الدكتور محمد هاشم من مستشفى الشرقاط 70 كيلومتراً شمال الموصل قال في اتصال مع العربي الجديد صباح أمس الأربعاء إن الجثث تملأ المستشفى وبعض الأطفال عبارة عن أشلاء يتم جمعهم في أكياس ودفنهم في المقبرة. وأضاف أن عوائل كاملة قُتلت وانقطع ذكرها والطيران العراقي أكثر بشاعة ووحشية من الطيران الدولي مبيناً أن عناصر داعش على أطراف المدينة وهم يعلمون ذلك والسكان لا حول لهم ولا قوة يختبئون بالمنازل لكن الصواريخ لا تسقط إلا فوق رؤوسهم متهماً السلطات في بغداد بتنفيذ عمليات قتل طائفية تحت ذريعة الحرب على الإرهاب. إلى ذلك طالب القيادي بالتيار المدني العراقي محمد المرسومي أمس الأربعاء المجتمعين اليوم في مؤتمر دول التحالف على الإرهاب الذي يعقد في قاعدة مريلاند العسكرية بالولايات المتحدة بمناقشة ارتفاع الضحايا المدنيين ووحشية التعامل معهم. وقال المرسومي (بكل تأكيد أمام كل عنصر من داعش يسقط 10 مدنيين وهذا خزي وعار على الجميع). التحالف يعد لضربة منسقة في الموصل وفي الأثناء قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول إن قوات التحالف الدولي تعد لتوجيه لضربة منسقة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الموصل شمالي العراق. يأتي ذلك بينما انطلقت أمس الأربعاء في قاعدة أندروز قرب واشنطن أعمال ملتقى يضم العشرات من وزراء الدفاع والخارجية لبحث الحرب ضد تنظيم الدولة والإعداد لطرده من الموصل. وأضاف فول لإذاعة فرانس إنفو أن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان في واشنطن وأنه يعد مع الأميركيين لهجوم منسق على الموصل. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو تحدث في مقابلة مع رويترز عن اجتماع في واشنطن للتحالف المناهض لتنظيم الدولة. ويستمر ملتقى وزراء دفاع التحالف ليومين ومن المتوقع أن يجمع أكثر من ملياري دولار للعراق قبل معركة الموصل التي قد تنطلق في أكتوبر المقبل. وقال بريت ماكجورك المبعوث الخاص للرئيس الأميركي المعني بالقتال ضد تنظيم الدولة (نتطلع إلى الموصل التي ستكون أكبر تحد حتى الآن). وأوضح أنه اجتمع في الآونة الأخيرة مع مسؤولين عراقيين في أربيل لبحث استعداد القوات للمعركة. وأضاف أن القوات ستشمل مقاتلين من البشمركة الكردية والجيش العراقي و15 ألف مقاتل محلي من ولاية نينوى. وقال إن هناك ثلاثة تحديات أخرى ستتطرق إليها اجتماعات هذا الأسبوع بالتفصيل وهي: الخطط الخاصة بالإغاثة الإنسانية واستقرار الموصل على المدى القصير والحكم المحلي. وحتى الحين لم يعلن العراقيون والأميركيون عن جدول زمني للتحرك نحو الموصل لكن دبلوماسيا كبيرا قال إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يرغب في بدء حملة الموصل في أكتوبر المقبل. وأفادت مصادر عديدة بأن العبادي يخطط لتنصيب حاكم عسكري على الموصل بعد طرد تنظيم الدولة. لكن مسؤولا عسكريا أميركيا شكك في قدرة الجيش العراقي على استعادة المدينة (من دون مساعدة طويلة وكبيرة) من قوات الأمن الكردية والفصائل الشيعية. وأوضح أن الخليط الطائفي قد يعقد محاولات المصالحة بعد الصراع. تداعيات إنسانية وتقول الأممالمتحدة إنها تحتاج على الفور إلى 280 مليون دولار حتى تستعد للتداعيات الإنسانية لمعركة الموصل من خلال توفير عشرات الآلاف من الخيام والمئات من المراكز الصحية المتنقلة استعدادا للتدفق المتوقع للنازحين. ومن المتوقع أن يجمع اجتماع الدول المانحة للعراق بواشنطن أمس الأربعاء أكثر من ملياري دولار. وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أنه في أسوأ السيناريوهات فإن من المحتمل تشريد أكثر من مليون شخص من الموصل و830 ألف آخرين يقطنون بجنوبها. يشار إلى أن الموصل ثاني أكبر مدن العراق ويعيش فيها خليط قابل للاشتعال من السنة والأكراد والتركمان وغيرهم وقد سيطر عليها تنظيم الدولة في جوان 2014. وقال مصدر في مجلس الأمن الإقليمي الكردي (إذا لم يتم دعم الهجوم على الموصل بتسويات سياسية حقيقية بين السنة والشيعة فإننا نعتقد أنها ستكون مجرد مسألة وقت قبل أن ينفجر (الوضع) مرة أخرى).