تقاليد تعكس التراث الصحراوي سكان تندوف يتمسكون بعاداتهم في إقامة الأعراس يعتبر الزواج سنة من سنن الله في هذا الكون وضرورة حتمية وفطرية لمواصلة النسل البشري لهذا اهتمت به جميع الديانات السماوية والشرائع الوضعية والدين الإسلامي من أكثر الديانات التي حثت على الزواج وشجعت عليه قال الله تعالى (فانكحوا ما طاب لكم من النساء). ق. م والجزائر تعتبر نموذجا دوليا في تنوعها الثقافي إنها قارة ثقافية حملت زحم الشرق العربي الإسلامي وثوابت الامتداد الأمازيغي ورياح الداخل الإفريقي وعمق الصرح الصحراوي مما جعل مراسيم الزواج تتنوع في كل ربع من ربوع هذه الأرض الطيبة وتندوف كولاية جزائرية صحراوية لها عاداتها وتقاليدها في إحياء مراسيم الزواج واعتبرت هذه العادات دليل قوة على تمسك المجتمع التندوفي بعاداته وتقاليده من جهة ومن جهة أخرى ساهم في الحفاظ على التراث والموروث الثقافي والفني للمنطقة الضاربة في عمق التاريخ. ونحن في هذا العرض نساهم ولو نسبيا في تسليط الضوء على مراسيم الزواج في هذه الولاية الطيبة الواقعة في أقصى الجنوب الغربي للجزائر ونلمس هذه المراسيم من خلال المظهر العام الذي تشترك فيه أهم قبائل المنطقة (التاج كنت الرقيبات...) و تشبعت به بقية القبائل والشخصيات الوافدة للولاية على أن يبقى مجال البحث فيه متواصلا. بمجرد ما يبلغ الشاب سن الزواج يبدأ التفكير في شريكة الحياة وغالبا ما يأخذه تفكيره في ابنة عمه على اعتبار أنها أقرب الناس إليه وقد تتدخل في اختيارها الأم أو الأخت مراعين في ذلك المعايير التالية: الأدب الجمال النسب الثراء أحيانا (خاصة لدى العائلات الغنية) وقد يتدخل الأب في اختيار شريكة ابنه على أنها ابنة أخيه أو ابنة صديقه وأحيانا يكون الزواج إجباريا لكلا الطرفين بعد تراضي الآباء. وهذه هي العادة الغالبة في الزواج زمن العهود السابقة بل قد لا يرى الزوج زوجته إلا أثناء حفلة الزفاف. وقد يتعدى حاليا نظر الشاب في اختياره لرفيقة دربه بالنظر إليها في الأعراس أو خارج مضارب الديار والمدينة أو من خلال وصف أحد أصدقائه لها ولدى بعض القبائل للبنت دور كبير في الموافقة على الخطيب أو رفضه...الخ. الخطبة تختلف مراسم الخطبة من قبيلة لأخرى ففي حين نجدها عند البعض بتوجه أم العريس إلى أهل الفتاة التي يراد خطبتها أين يتم استقبالها بالترحاب وتطلب يد ابنتهم لابنها فإن وافقت الأم يأتي في اليوم الموالي الرجال من أهل العريس محملين بالخطبة وهي التي يسميها سكان تندوف ب(الواجب) أي الموالي الرجال من أهل العريس محملين بالخطبة وهي التي يسميها سكان تندوف بالواجب أي الخطيب يوجد الخطيبة بما يحمله معه يوم الخطوبة من ملابس وأحذية و عطور ورأس الغنم وصناديق الخضر إضافة إلى جمل أو ذبيحة متمثلة في كبش كبير ويضطر أهل الفتاة لاستضافتهم وذبح رأس غنم لهم دليلا على الموافقة. ثم يحدد وقت آخر لإجراء حفل الزواج باليوم والشهر على أن يكون ذلك برضا الطرفين في حين تعتمد قبيلة أخرى على الدور النسوي في تحديد المهر والشروط التي تتفق عليها العائلتان ثم يحضر الرجال بعد التراضي على عقد القران والذي غالبا ما يكون في منزل الزوجة وترى قبيلة أخرى أن أبوي الشاب لما يتفقان على اختيار زوجة ابنهم يتوجه أب الشاب إلى أب البنت ويطلب يدها لابنه فإن وافق بعد مدة التفكير تتوجه أم الخطيب لتبلغها خبر الموافقة وهي ما تسمى بإعطاء (الكلمة) على البنت ريثما يتفق الرجال على الشرط (غالبا ما يحدد برؤوس الإبل وقد تضاف شروط أخرى) وإعلان العقد الرسمي بحضور الإمام. أطباق العرس ومأكولاته من أهم الأطباق التي تميز حفل الزواج نجد: - البانافا: هي خليط من كبد الإبل الذي يقطع إلى أجزاء صغيرة وشحم الإبل المتروع من سنامه (الدروة) ثم يوضعان في القدر وقد يضاف لهم لحم الإبل. - الكسكسي: يوضع فوقه كمية كبيرة من اللحم. - شواء اللحم: أين يوضع اللحم في قدر كبيرة لا ماء ولا خضر فيه ويسدد ويترك وقتا طويلا يتعرق حتى يصبح طريا ثم يوضع في صحون ويقدم فيعرف بلحم المعرق. - تدقيت: يتكون هذا الطبق من لحم الإبل المجفف والذي يدق في المهراس ويضاف له شحم الإبل المتروع من الدروة (السنام) ويقدم عادة ساخنا. بالإضافة إلى بعض العوارض الأساسية (خبز الملة) (خبز يطهى تحت الرمل وفوقه كومة الرماد) ومن أهم الأكلات التي تحضر أثناء حفل الزواج نجد (البلغمان).