شجارات ومشاحنات تنغص يوميات العائلات أزمة الأخلاق تطال علاقة الأم بابنتها تعتبر العلاقات الأسرية من أنبل وأطهر العلاقات على الإطلاق نظرا لصدق المشاعر فيها ومن أعظم العلاقات علاقة الأم بأبنائها فحب الأم لفلذة أكبادها لا يضاهيه حب ولا مثيل لما فيه من صدق وطهر ولكن أزمة الأخلاق التي تعصف بالمجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة وصلت حتى هذه العلاقة الطاهرة وقد أصبحت علاقة الأم بابنتها تعرف اضطرابات كبيرة تفوق حدود المعقول. عتيقة مغوفل عادة ما تحب الأمهات أن يرزقهنَ الله ببنت لأن البنت حبيبة أمها وصديقتها وصندوق لأسرارها فعادة ما تكون للأم علاقة خاصة بالبنت الكبرى لأنها عادة ما تكون سندها في الحياة إلا أنه بلغت مسامعنا وفي مرات عديدة أن هناك بعض الأمهات من تجمعهن علاقات غريبة ببناتهن فإما تكون ظالمة أو مظلومة في هذه العلاقة. تعصي أمها لأنها تحب العيش في حرية مطلقة لم يكن من السهل علينا الخوض في الموضوع لأنه من الصعب أن نتحدث عن العلاقات الأسرية على اعتبار أنها تعد من الطابوهات في المجتمع الجزائري ولكن كان لابد علينا أن نبحث عن أمهات وبنات لهن علاقات صعبة وبعد جهد جهيد قابلنا السيدة (غ ن)متزوجة وأم لأربعة أبناء ثلاثة ذكور وبنت في ربيعها ال 19 ونحن نتكلم مع هذه الأم عن أسماء أبنائها وما يفعلون في حياتهم اليومية كانت تتجنب الحديث عن البنت رغم أنها الوحيدة لديها وسط الذكور وبعد الأخذ والرد في الحوار أدركنا أن الأم ليست على وفاق تام مع ابنتها فقد أخبرتنا عن مدى معاناتها معها فهما في شجار دائم إما لأسباب تافهة وحتى لعدمها أحيانا ولكن جوهر المشكل بينهما أن البنت تحب أن تعيش في حرية تامة دون حسيب ولا رقيب تخرج وقت ما تشاء وتعود إن أرادت العودة وقت ما تريد وإن أرادت الأم محاورتها أو التحدث إليها صدتها بعنف لأنها عدائية في تصرفاتها والسبب في هذه العداوة بين الأم وابنتها أن البنت تحب أن تعيش على الطريقة الأوروبية وليس على طريقة أجدادها كما تحب والدتها وترضاها فهي واحدة من الطالبات الجامعيات اللائي يرددن شعارات حرية المرأة التامة والمطلقة عدنا وسألنا السيدة (غ.ن) عن ردة فعل الوالد من تصرفات ابنته التي قد تؤدي بها إلى التهلكة فأجابتنا (إن والدها يدللها كثيرا وما وصلت إليه اليوم كله بسببه ودلاله الزائد لها فبصفتها الوحيدة وسط الذكور لها الأفضلية دوما ولكن حين تتمادى في تصرفاتها يلومني أنا على تربيتي لها بحجتي أنني لا أعرف كيف أتقرب منها وما تفعله انتقام مني) ليس لهن الحق حتى في الاستحمام ولكن ليست الأمهات فقط من لهن مشاكل مع بناتهن فالعكس صحيح أيضا لأن هناك فتيات يتكبدن الويلات مع أمهاتهن وهو حال سناء شابة في ربيع الزهور تبلغ من العمر 22سنة من ولاية الأغواط التقيناها بالعاصمة جاءت في عطلة عند شقيقتها الكبرى المتزوجة بحسين داي روت لنا مدى معاناتها وأخواتها هاجر 27 سنة وخديجة 19عاما مع والدتهن المتشددة التي كلما تدخل سناء إلى الحمام لتستحم تقوم بإطفاء مسخن المياه وتتركها تستحم بمياه باردة في عز فصل الشتاء وإذا ما أخرجت هذه الأم إحدى البنات من أجل قضاء حاجة خارج البيت تقوم بالصراخ عليها ويتطور الأمر أحيانا فتقوم بضربها وسط الشارع وأمام الملء دون أدنى درجات الحياء وإذا ما تقدم شاب لخطبة إحدى البنات تقوم بطرده دون أن تبحث عن أية تفاصيل معتادة في مراسيم الأعراس الجزائرية وفي يوم من الأيام قامت بكي خديجة بالنار لأنها كانت تتبادل أطراف الحديث مع ابن عمتها يوم زفاف أخته سكتت سناء قليلا بعد أن أخذت نفسا عميقا لنعود ونسألها مرة أخرى عن الأسباب التي تدفع بوالدتها للتصرف معهنّ بهذه الطريقة فرّدت علينا قائلة: (أمي امرأة مطلقة وقد طلقها والدي لأنها لم تنجب له الصبي الذي لطالما حلم أن يرزق به فقرر الزواج مرة أخرى على أمي ولكنها رفضت الأمر جملة وتفصيلة ما دفع به إلى تطليقها من أجل الزواج مرة أخرى وهو ما فعله ورزقه الله بصبيين فما فعله والدي جعلها تنتقم منا شرّ انتقام فبالنسبة لها نحن سبب في طلاقها).
...وكانت دار المسنين مثواها الأخير أما خالتي زهور عجوز في 78سنة متواجدة حاليا بدار العجزة لباب الزوار لأزيد من 9 سنوات والسبب أنها لم تنجب أولادا فتبنت مونية من دار الأيتام وعمرها لا يتعدى أسبوعا واحدا ربتها وحرست على رعايتها حتى بلغت 26 عاما من العمر فزوجتها مع زميل لها في الجامعة بل وأبعد من ذلك سجلت لها المنزل بإسمها حتى تضمن لها حقها بعد وفاتها وبعد مرور فترة وجيزة من الزمن توفي زوج خالتي زهور وفتح عليها بابا واسعا من المشاكل التي لم تفكر فيها خالتي زهور ولم تتوقع حدوثها فقد قامت مونية وزوجها ببيع البيت ووضع خالتي زهور في دار المسنين ووعدتها أنها ستعود لأخذها بعد أن تتمكن من تسوية وضعيتها ولكنها ذهبت ولم تعد وكان جزاء خالتي زهور كجزاء سنمار الذي رماه الملك من أعلى البرج الذي بناه من أجله حتى لا يبني برجا مثله أو أحسن منه لأحد غيره.