ورد ذكره في القرآن الكريم 78 الهادي (وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا) [الفرقان: 31] مرتان الدَّالُّ والمبين لسبيل النَّجاة لئلَّا يَزيغ العبد ويضلّ فيقع فيما يُرديه ويُهلكه وهو الذي بهدايته اهتدى إليه أهل ولايته وبهدايته اهتدى جميع الأحياء لما يصلحها واتقت ما يضرها (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْء خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50] (الَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) [الأعلى: 3]. الهدى هو: الرَّشاد والدلالة وهو معرفة الحقِّ والعمل به. والهادي هو: الدليل يُقال هديت الطريق. أثر الإيمان بالاسم: - قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم موضِّحًا مصدرَ الهداية: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) [القصص: 56]. - ثم أوضح تعالى في موضع آخر تفرُّدَه بالهداية وهو يحصرها باتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الله (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) [النور: 54]. - وجاء إقرارُ أهل الجنة بذلك (وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) [الأعراف: 43]. - جعل الله تعالى كتبَه المنزَّلة هدايةً ونورًا تهدي للصراط المستقيم. - كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل الله الهداية في دعائه وصلاته: اللهمَّ إني أَسْألكَ الهدى والتقى (الترمذي) وعلَّم ابن عمِّه عليًّا - رضي الله عنه: (قُل اللهُمَّ اهدني وَسَددني..). ثم شرح له معنى الدعاء ليدعو الله على بيِّنة ... وَاذْكُرْ بالهدى هِدايتك الطريق والسَّداد سداد السهم ثم عَلَّمَ الحسن بن علي - رضي الله عنه - أن يقول في قنوت الوتر: (اللهم اهدني فيمنْ هَدَيْتَ). - الهداية أكبر نعمة ينعم بها الهادي سبحانه على عبده وكل نعمة دونها زائلة لذلك كان أهل العلم الراسخون فيه أكثر الناس حرصًا على هذه النِّعمة وهم يدعون بعدم زوالها: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) [آل عمران: 8]. - أُمرت هذه الأمة أن تسأل اللهَ الهدايةَ في كلِّ ركعة من صلاتها: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الفاتحة: 6] .- الإنسان بقدر هدايته تكون سعادته وطيب عيشه وراحة باله في الدنيا وفوزه في الآخرة (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 38] أي فلا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة ولا هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا. - علاماتُ الهداية واضحة في نفس المؤمن: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ) [الأنعام: 125]