مليكة حراث تعيش جل مكاتب البريد الواقعة على مستوى ولاية الجزائر العاصمة، اكتظاظا واسعا وطوابير تعودنا على مشاهدتها خاصة مع اقتراب نهاية كل شهر وبداية شهر جديد، حيث باتت العائلات القاطنة بالولاية تسابق عقارب الساعة لسحب مبالغها المالية وأجرة والأجرة الشهرية من مراكز ومكاتب البريد، في صورة واقعية وسيناريو يتكرر وننتظر حدوثه مع اقتراب كل مناسبة ، بغية اقتناء حاجيات ومستلزمات المولد النبوي الشريف خصوصا وأن ما لا يقل عن أسبوع فقط يفصلنا عنه بعد أقل من أسبوعين عن حلول المولد النبوي الشريف ، خرجت أخبار اليوم في جولة ميدانية إلى بعض مراكز ومكاتب بريد ولاية الجزائر، للإطلاع على الأجواء التي تعيشها هذه الأخيرة بمناسبة اقتراب موعد المناسبة المذكورة الذي تستعد له العائلات الجزائرية كافة والعاصمية خاصة بطريقة مميزة، على غرار باقي شعوب العالم الإسلامي. وهناك وقفت على حجم الفوضى والاكتظاظ والطوابير اللامتناهية التي تتخبط فيها مكاتب البريد بكل عين البنيان والرويبة ، براقي، برج الكيفان ..الخ، نتيجة ضيقها وعدم توفر الخدمات التقنية والضرورية بها كمقاعد الانتظار من جهة ولاستقبالها كم هائل خلال المناسبات الدينية والوطنية من جهة أخرى. توجهنا صباحا إلى المكتب الواحد والوحيد ببلدية الرويبة هذ البلدية التي تتميز بكثافة سكانها وتعتبر أهم دائرة وبلدية بولاية الجزائر لمكانتها الاقتصادية فهي تضم أكبر منطقة صناعية في الجزائر بالإضافة إلى موقعها المتميز فهي ملتقى عدة بلديات ونقطة ربط ، ومع ذلك لا تتوفر بلديتها سوى على مكتب بريد واحد وضيق، لايغطي خدمات واستيعاب الأعداد الهائلة للمواطنين الذين يقصدونه لاستخراج سيولتهم النقدية، لاسيما خلال المناسبات كالأعياد والمناسبات السابق ذكرها. وأثناء تواجدنا هناك التقينا مجموعة من المواطنين وكان لنا الحديث مع بعضهم هؤلاء أعربوا لنا عن استيائهم الشديد كلما قاموا بالتوجه لهذا المكتب البريدي لاستخراج مبالغهم المالية ، وذلك نظرا لضيقه وتدني الخدمات به ، حيث قال احد المواطنين ضاقوا ذرعا من هذه الوضعية المتردية لهذا المكتب البريدي خصوصا لمشهد للطوابير اللامتناهية التي يشكلها المواطنون القاصدين لهذا الأخير من مختلف أنحاء البلدية، يوميا وان هذه الصورة باتت نمطية وظاهرة متكررة على مدار السنة نظرا لتدنى الخدمات به وضيق المقر أو مكتب البريد ووافقه القول مجموعة من المواطنين هناك والذين كانوا ينتظرون دورهم وملامح الاستياء والتذمر بادية على وجوههم والتمسنا ذلك من خلال نبرة كلماتهم الحادة إزاء تماطل السلطات في توفير وسائل مريحة للموطن وأمام هذا الوضع يناشد هؤلاء لسلطات الوصية بفتح مكاتب فرعية وتحسين الخدمات لرفع الغبن عن المعاناة اليومية التي يعيشها المواطنين.