تعرف معظم مكاتب البريد الواقعة على مستوى ولاية الجزائر عشية عيد الفطر المبارك اكتظاظا واسعا وطوابير تعود بنا لسنوات الثمانينات الأزمة الاقتصادية أو عام البو كما يطلق عليه أهالينا، حيث يسابق هؤلاء عقارب الساعة لاستخراج مبالغهم المالية، بغية اقتناء حاجيات ومستلزمات العيد كسوة وحلويات الذي وشك على دخول أبوابنا قبل فوات الأوان، حسب ما سجلته الحوار التي جالت بعض مكاتب بريد العاصمة يومين قبل قدوم عيد الفطر المبارك. فوضى عارمة بمكتب بريد الرغاية يعيش مكتب البريد المتواجد على مستوى بلدية الرغاية شرق العاصمة، عشية عيد الفطر المبارك فوضى عارمة، بسبب الاكتظاظ والطوابير الطويلة من قبل سكان أحياء البلدية وحتى البلديات المجاورة، حيث يسابق المواطنون عقارب الساعة لاستخراج مبالغ مالية، من أجل اقتناء حاجيات العيد قبل فوات الأوان. وبهذا الصدد أعرب معظم من التقتهم الحوار، عن استيائهم الشديد والواضح من الوضعية الكارثية التي يعيشها المكتب البريدي الضيق والذي يستقطب يوميا مئات المواطنين من مختلف الأحياء، كما جددوا مطالبتهم للسلطات البلدية والمعنية بغية التدخل العاجل لإيجاد حل لهذه الوضعية الذي أرهقتهم كثيرا، حيث يضطر معظمهم إلى تحمل الوقوف لساعات طويلة من الزمن وسط الاكتظاظ والازدحام، بسبب ضيق المقر وكثرة عدد المتوافدين عليه. ... واكتظاظ واسع بمكتب بريد عين البنيان يعرف مكتب بريد عين البنيان ضغطا كبيرا بسبب إقبال عدد هائل من سكان أحياء البلدية عليه، بغية استخراج مبالغ مالية لمواجهة طلبات ومستلزمات عيد الفطر المبارك الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى يوما أو يومين فقط. في سياق مماثل وعلى الرغم من ارتفاع الكثافة السكانية خلال السنوات الأخيرة ببلدية عين البنيان، نتيجة التوسع العمراني المذهل الذي شهدته المنطقة، ما نتج عنه ظهور أحياء جديدة آهلة بالسكان كما هو الحال بالنسبة لكل من حي 11 ديسمبر وحي ميناء الجميلة وأحياء أخرى، بالإضافة إلى عمليات الترحيل المختلفة التي كانت باتجاه المنطقة ذاتها، غير أن سكانها لم يستفيدوا من مكاتب بريدية إضافية لخدمة مصالح مواطنيها في ظروف لائقة، حيث يضطر عشرات السكان إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى مكتب البريد لاستخراج مبالغ مالية لتلبية حاجياتهم اليومية. وفي هذا الصدد أبدى معظم من التقتهم يومية الحوار لاسيما الطاعنون في السن ممن لا تقوى أجسادهم على تحمل الوقوف لفترات طويلة تصل في أحيان عدة إلى ساعتين إلى حين مجيء أدوارهم لاستخراج معاشاتهم أو دخلهم، عن إستيائهم الشديد من هذا الوضع الصعب الذي يعيشونه كلما توجهوا إلى مكتب البريد الوحيد على مستوى البلدية استنادا إلى تصريحات بعضهم. ونتيجة لهذه الوضعية المزرية حسبهم يطالب قاطنو البلدية بضرورة إنجاز مكتب بريدي آخر لتخفيف الضغط الممارس على المكتب الحالي من جهة وخدمة مصالح المواطنين في ظروف لائقة من جهة أخرى. ... ومكتب بريد بدرانة ببرج الكيفان يعاني وضعية كارثية يشتكي قاطنو حي درانة الواقع ببلدية برج الكيفان شرق العاصمة، من الوضعية الكارثية التي يعرفها المكتب البريدي للحي، بسبب قلة الخدمات به وضيق المقر وعدم قدرته على استيعاب طلبات السكان الذين يتوافدون عليه من الحي والأحياء المجاورة، خاصة خلال هذه الأيام الفاصلة عن حلول عيد الفطر المبارك. إذ يعمل المكتب البريدي بدرانة بشباك واحد فقط لكشف الرصيد وسحب المبالغ المالية، ما يسبب اكتظاظا كبيرا بالمواطنين ويؤدي في أحيانا كثيرة إلى تسجيل حالات إغماء لبعض كبار السن ومرضى الربو - على حد تصريحات من التقيناهم -. ومازاد الطين بلة إلى جانب كل النقائص التي يعرفها المكتب هو حدوث عمليات السرقة، حيث يلجأ بعض اللصوص إلى اغتنام فرصة الازدحام والاكتظاظ للسطو على جيوب الناس، مثلما وقع لإحدى الشابات التي فقدت هاتفها النقال وسط الازدحام. في سياق مماثل صرح بعض المواطنين ل''الحوار'' أنهم يضطرون أحيانا للانتظار ساعات طويلة دون سحب أموالهم بسبب أعطاب في جهاز الكمبيوتر أو عدم توفر السيولة المالية، كما يفتقر المكتب للموزع الآلي عن طريق بطاقة سحب الأموال، وهو ما يدفع بالمواطنين إلى التنقل للمكاتب البريدية بالبلديات المجاورة. من جهة أخرى أكد لنا أحد المواطنين أنه لم يستطع فتح دفتر للصندوق الوطني للتوفير والاحتياط بسبب عدم توفر الدفاتر في المكتب البريدي بدرانة، ويعاني المكتب من هذا النقص منذ أكثر من 4 أشهر حسب تصريح أحد العاملين به.