يتقزز العديد من المواطنين وهم يصادفون في الصباح الباكر عند ذهابهم إلى عملهم ومشاغلهم تلك الأكوام التي عادة ما تقابلهم كل صباح وتعكر مزاجهم، بحيث تجمع مخلفات المتشردين من ملابس بالية وعصي وقنينات خمر، وغيرها من المستلزمات الأخرى ويتفادى الكل العبور من أمامها بسبب الرائحة النتنة المنطلقة منها، إضافة إلى انزعاجهم من مصادفتها كل صباح. ومست الظاهرة حتى الأماكن التي شاع عنها أنها راقية، وبالإضافة إلى النفايات التي تسببت في تشويه بعض الأحياء زادت تلك المخلفات الناجمة عن المشردين والسكارى من اتساخ بعض المقاطعات. وعادة ما تقابلنا ونحن نمشي في الطريق خاصة في الصباح الباكر بعض المستلزمات البالية والمتسخة والتي يتضح للجميع منذ أول وهلة أنها مخلفات »ليالي« المشردين والسكارى، على غرار قنينات المشروبات الكحولية التي تملأ كافة الأزقة والشوارع، وتقابل المرء أينما ولىّ نظره، إضافة إلى الملابس الرثة والبطانيات وبعض المستلزمات التي من شأنها أن تخدش حياء الشخص أينما صادفها. وينزعج الكثيرون من تلك المشاهد التي تقابلهم مرارا وتكرارا في الصباح الباكر بعد أن تُترك في مكانها ويتحاشى الجميع العبور بمحاذاتها خوفا من استنشاق الروائح الكريهة أو انتقال بعض الجراثيم والميكروبات من تلك المستلزمات التي تركها المتشردون والسكارى وحتى المجانين، وتساهم تلك المخلفات التي تطبع ديكور العاصمة في الصباح الباكر في تشويه المنظر العام لبعض المقاطعات حتى تلك الراقية والمتمركزة في قلب العاصمة على غرار الساحات العمومية والأقواس المنتشرة عبر عدة نقاط، فهي من بين الأماكن المفضلة التي يتستر فيها المشردون وحتى السكارى من حر الصيف وبرد الشتاء. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم فقالت فيروز، وهي فتاة عاملة: »لطالما اصطدمت بتلك الحاجيات التي يتركها المشردون والسكارى بعد استعمالها ليلا على غرار البطانيات والحاويات الكارتونية التي احتلت بعض الأماكن المعهودة إليهم، لاسيما الأقواس التي يفضلونها كثيرا كونها تشتمل على أسقف تحميهم من الأمطار، وبذلك تحولت تلك الأقواس إلى »شقق خاصة« يستأجرونها ليلا ليغادروها في الصباح الباكر تاركين وراءهم تلك المخلفات التي استعملوها في مبيتهم هناك، ذلك من شأنه أن يزعج المارة، ناهيك عن الروائح النتنة المنطلقة من تلك المخلفات، وقالت إن ما تنزعج له كثيرا هو مظهر قنينات الكحول المترامية هنا وهناك، بالإضافة إلى بقايا الأطعمة المشوّهة للمكان الذي ينقلب إلى مفرغة للنفايات. والغريب في الأمر أنه ببعض المقاطعات لا تكاد أن تمشي بضع خطوات وتودع تلك المناظر لتقابلك مثيلاتها بعد مسافات قصيرة كونه شاع على بعض المناطق احتلالها من طرف المتشردين والسكارى وحتى المختلين عقليا. أما كوثر فقالت إنه حاليا لم نعد نصادف متشردا واحدا بل عائلات متشردة اتخذت من بعض المناطق الملجأ المفضل لها، وبات هؤلاء يستعملونها في مأكلهم ومشربهم وحتى طرح فضلاتهم - أكرمكم الله _ وبذلك انقلب المغزى من تلك الأماكن العمومية التي يستعملها عامة الناس من أجل العبور، فمن البديهي أن يساهم كل ذلك في تحول تلك النواحي إلى مفارغ للنفايات والمخلفات الناجمة عن المتشردين، والتي ينزعج منها الكل أيما إزعاج، كما زادت تلك المخلفات من تشويه المنظر العام للعاصمة ومس ذلك الوجه السلبي حتى المقاطعات الراقية والمتمركزة بقلب العاصمة، كالبريد المركزي وحديقة صوفيا وباب عزون وساحة أودان وغيرها من الأماكن التي شوهها انتشار المتشردين، وما زاد الأمر تأزما هو المخلفات التي يتركونها وراءهم بعد مغادرتهم تلك الأمكنة. وطالب الجميع بضرورة إيفاد هؤلاء المشردين إلى مراكز تأويهم ومسارعة المصالح المختصة إلى انتشال تلك المخلفات التي زادت من كارثية وضع بعض المقاطعات.