من ربوع الوطن العرس العنابي عادات وتقاليد وانعكاس لأصالة سكان الولاية يتميز العرس العنابي بتقاليد قديمة لا زالت راسخة إلى يومنا هذا ويمارسها سكان ولاية عنابة بكل تفاصيلها فرغم أن أعراسهم مكلفة إلا أن العائلات العنابية تستعد له بكل الإمكانيات المسخرة للرفع من قيمة وفخامة المرأة والعروس العنابية بشكل عام. م. عتيقة/ق. م العروس العنابية وكغيرها من العرائس في أغلب ولايات الوطن ترتدي يوم زفافها الأزياء التقليدية التي تعتبر دقيقة الصنع نسبة للطرز والأشكال المرسومة ومن الألبسة التقليدية مثلا جبة القشاشية التي يرتديها البونوازية يوم الحناء أي سكان الريف في عنابة وتلبسها العروس مرة واحدة في العمر فإذا ارتدتها مرة ثانية فهذا نذير شؤم لها ومعناه أن تتزوج مرة ثانية كما تحتفظ بها ولا تعطيها حتى لأختها عندما تتزوج فهي خاصة بها فقط وعلى أختها أن تصنع مثلها ففي ليلة الحنة تضع العروس اللفة وتقوم أم العريس بجلب الطبق والألبسة التي تكون أغلبها مطرزة ومصنوعة باليد لأن عائلة الزوج هي التي تشتري جهاز العروس خاصة في الريف فالعجوز هي التي تشترط خياطة الألبسة. 10ألبسة تصديرة العروس العنابية ويصل عدد التصديرات إلى عشرة ألبسة أهمها (الدلالة) وهو لباس تقليدي يكون باللون الأزرق مصنوع بالفتلة الذهبية متكونة من معطف قصير وخفيف مع قبعة طويلة على الرأس مزينة بجواهر (الويز) الذي يسمى السلطاني مرفوقا بمنديل أزرق يعرف باسم التسريحة. كما أ ن العروس العنابية ترتدي الكثير من المجوهرات منها سخاب الجوهر الأبيض سخاب العنبر البني أو الأسود المخبل الخلخال سوار اليدين ... والثوب الثاني الذي تلبسه المرأة في الحنى يسمى اللفة باللون الزيتي مصنوع من المجبود أو الفتلة ترقص العروس به مع حماتها يتكون من منديل بلون ذهبي يسمى محرمة أزندة مع الفتول مرفوقة بقبعة شاشية مزينة بالذهب كذلك من الرشة لجبين زينة الخد.... كما ترافق العروس امرأة تدعى الماشطة وهي السيدة التي تهتم بالعروس طوال اليوم بماكياجها لباسها وتسريحة شعرها تستدعيها الفتاة مقابل مبلغ مالي تدفعه لها. يتميز سكان عنابة أيضا بوضع الحنة والحرقوس حتى بدون مناسبات وتضع العروس الحنة على أصابعها فقط بالتدرج ويسمى في المنطقة عشق وفريد وهناك طريقة أخرى تسمى خيط الحنة أما بالنسبة للرجل فيضع الحناء قبل العرس في منتصف الليل من طرف أربع فتيات غير متزوجات ولا مخطوبات يقمن بفرد الحنة على يده مع الزغاريد والتصفيقات. ترتدي نساء عنابة الفستان التقليدي المطرز بالفتلة بإضافة محزمة تتوسط الجسم فالمحزمة تعتبر رمزا للمتزوجة فقط فمن ترتدي المحزمة فهي من المدعوين فقد تكون أخت العروس أو أمها أو إحدى قريباتها أما العروس فلا ترتدي المحزمة في حفل بيت أهلها بل في بيت زوجها فالحناء تضعها أم العريس لزوجة ابنها مغطاة الرأس بدون تدخل أمها ثم تعرض حنتها للحضور تحت إيقاعات الفرقة الموسيقية أو المسامع (لفقيرات في عنابة). والمجوهرات زينة لها يوم زفافها المجوهرات وكل اللوازم التي اشترتها أم العريس على المدعوين من المحزمة وطاقم الذهب ... الخ ويعتبر الطاقم للأشخاص البسطاء في هذه المنطقة ثم يأتي دور الهدايا التي قدمت للفتاة من طرف عمها وخالها وأقربائها فأغلب الهدايا في عنابة تكون ذهبا كالخلخال والخاتم ولكرافاش وغيرها في المقابل تعتبر القندورة رخيصة الثمن بعنابة تصل إلى 10 ملايين كحد أدنى ويختلف لباس عنابة عن ولاية قسنطينة من ناحية الصنف فقط فلباس عنابة يصنع بالفتلة أما في قسنطينة فيستعملون المجبود ويختلف أيضا في رسومات الشكل ولكل شكل قصة وحكاية تعتبر جوهرة السلطاني التي توضع على الرأس من أصول يهودية بسبب الاحتكاك بهم في المنطقة مع ولاية قسنطينة ويوجد في عنابة أزياء أخرى مثل االبرنوس قندورة الحساب والعكسة فالعروس عندما تخرج من الحمام ترتدي قندروة الحساب مع البرنوس إجباري حيث يقام عرس مميز كذلك في الحمام ويسمى الخلوة يكون فيها المدعوين كذلك ليسبحوا مع العروسة و الرجل هو من يدفع تكاليف الحمام وتأتي أمه بجلب الخضر والكبش للتأكد من مصداقية الذهاب إلى الحمام مع التهليل والزغاريد. الملاية أيضا ترتديه المرأة في عنابة نسبة لوفاة الداي صالح والحزن عليه وأصبحت ترتديه المرأة في الشرق الجزائري في عدة ولايات هناك أيضا قندورة البوكار وأكمام الدالية والعجار المصنوع بالطرز هي عادات بونوا إضافة إلى صندوق من الحطب تحمله الماشطة التي تهتم بتزيين العروس. عندما تخرج العروس من بيت أهلها ترتدي الفستان الأبيض والبرنوس بحضور فرقة العيساوة تحضر أطباق عديدة في العرس العنابي منها الكسكس الجاري مرقة حلوة الصفر الدولمة شباح السفرة طاجين الدجاج. وفي اليوم التالي في صباح العروسة ويسمى بالتخليلة في عنابة ترتدي العروس اللون الوردي واللفة على الرأس فينزع لها التخليلة أمام الحضور وتبقى باللون الأبيض ثم بعدها الأزرق تحت إيقاعات لفقيرات دائما ويكون الحفل في المساء بعد الظهيرة بتقديم الحلوى التي حضرتها العائلتان ليبدأ الاتصال والتواصل كعائلة واحدة حيث يتم أيضا تبادل صينية البقلاوة بينهما فتكون أم العريس قد قدمت من قبل الصينية أثناء العرس وترد أم الزوجة في يوم التخليلة صينية جديدة ويأتي طفل صغير لوضع الحزام للعروس كي تصبح سيدة بعدها.