لخضر بلومي: جيل الثمانينيات لن يعود

اختصر مسيرته الكروية في أقل من نصف ساعة
**
تناولت قناة ل (ام بي سي) في حصتها الرياضية اليومية (صدى الملاعب) مسيرة النجم السابق الكروية للمنتخب الوطني الجزائري والمتوج بالكرة الذهبية الإفريقية لسنة 1981 لخضر بلومي فعلى مدار نصف ساعة تقريبا عادت بنا الحصة إلى المجد الذهبي للخضر بلومي وأهم محطاته الكروية مع المنتخب الوطني ومع أهم الأندية التي دافع عن ألوانها.
بلومي تحدث عن مشواره الرياضي واصفا جيل الثمانينيات الذي قهر المنتخب الألماني في مونديال إسبانيا عام 1982 لن يعود خاصة وأن غالبيته مشكلا من لاعبين ينشطون في البطولة المحلية.
في صورة نادرة قالت معدة الحصة انها تنشر لأول مرة ظهر ابن مدينة معسكر وسط والديه رحمهما الله قال بشأنها بلومي (أعز صورة في حياتي وفضلهما على مسيرتي الكروية كان كبيرا).
الليبيون حرموني من اللعب لليوفي
لخص قاهر الألمان في مونديال الأندلس مسيرته الكروية بقوله (حتى وإن كنت جد راض بما حققته في مسيرتي الكروي إلا أن لعنة الإصابة التي تعرضت لها في ربيع 1985 بليبيا كان لها الأثر السيئ على مستقبلي الكروي حيث حرمتني من اللعب لأقوى الأندية العالمية نادي جوفنتوس حيث كنت على وشك الانضمام إليه بطلب من قائد الفريق في تلك الفترة الفرنسي ميشال بلاتيني حيث كان من بين أشد المعجبين بطريقة لعبي لكن للأسف الليبيون حرموني من تحقيق حلم من الصعب على لاعب عربي تحقيقه الآن).
منتخب 1982 كان بإمكانه بلوغ نصف نهائي مونديال إسبانيا
بلومي وخلال سرده بعض لقطات من مباريات المنتخب الوطني في مونديال إسبانيا 1982 قال (منتخب 1982 لن يعود ولن يعود طالما أن الساهرين على الكرة الجزائرية حاليا يلهثون وراء اللاعبين الناشطين في المهجر وعليه فلا يمكن بناء منتخب قوي كمنتخب 1982 وهو المنتخب الذي أبهر العالم خلال مونديال إسبانيا حيث كان بإمكاننا بلوغ المربع الذهبي على الأقل لو لم نتعرض الى مكيدة من طرف ألمانيا والنمسا).
ومن مونديال 1982 عرج بلومي الى مونديال المكسيك 1986 والذي خرج فيه المنتخب الجزائري في الدور الأول من تعادل أمام إيرلندا الشمالية وخسارتين أمام البرازيل وإسبانيا قال بلومي (منتخب 1986 كان عرضة لمشاكل داخلية المحليون من جهة والمحترفون من جهة أخرى استعصى على المدرب آنذاك رابح سعدان حلها فكان من البديهي أن نخرج في الدور الاول رغم أن هذا المنتخب كان أقوى من منتخب 1982.
تمنيت المشاركة في كأس إفريقيا 1990 ولكن...
وخلال حديثه عن المنتخب الوطني المتوج بكأس أمم إفريقيا سنة 1990 والذي غاب عنه بلومي قال ابن مدينة معسكر (صحيح أنني أعلنت اعتزالي اللعب قبل أشهر قليلة من بدء كأس أمم إفريقيا 1990 لكن سرعان ما أبديت نيتي بالعودة للمنتخب الوطني قصد مساعدتي له من أجل الفوز بالكأس القارية لكن للأسف نيتي لم تجد من يجسدها على أرضية الواقع رغم أن سني آنذاك لم يكن يتجاوز ال32 في وقت أن هناك بعض اللاعبين شاركوا في الدورة وهم أكثر مني سنا).
ليس المهم التأهل إلى العرس القاري بل الفوز باللقب القاري
بلومي انتهز حديثه بخصوص المنتخب الوطني الحالي بقوله: جميل جدا أن يتأهل المنتخب الوطني الى العرس القاري المقبل بالغابون قبل نهاية التصفيات لكن الأهم هو الفوز باللقب القاري فزمن المشاركة في النهائيات ولّى وانتهى فحان الوقت ليقول الساهرون على المنتخب الوطني سنذهب الى الغابون من أجل الفوز بالكأس وليس من أجل التأهل الى الدور الثاني.
وأضاف يقول بلومي: أتعجب حين أسمع كلام المسؤولين بقولهم: إن الهدف من المشاركة في الكأس القارية المقبلة هو التأهل الى الدور نصف النهائي فإلى متى سيظل المنتخب الوطني يشارك من اجل المشاركة ألم يحن الوقت لنشارك من اجل الفوز باللقب القاري ماذا ينقص المنتخب الحالي أليس هو أحسن منتخب في في ترتيب الفيفا أليس تشكيلته هي الأحسن في إفريقيا كونها تملك العديد من الأسماء الكبيرة الناشطة في أقوى البطولات الأوروبية لذا يجب على المنتخب ان يذهب الى الغابون من اجل العودة بالكأس وليس من أجل بلوغ المربع الذهبي.
بلوغ مونديال روسيا صعبٌ لكنه ليس مستحيلاً
وبخصوص حظوظ المنتخب الوطني في بلوغ مونديال روسيا قال لخضر بلومي: للأسف القرعة لم ترحم المنتخب الوطني بعدما أوقعته في مجموعة في غاية الصعوبة يكفي أن نقولإن من بين المنتخبات الأربعة المشكلة للمجموعة ثلاثة منتخبات كانت قد شاركت في الطبعتين الأخيرتين لكأس العالم نيجيريا والكاميرون إضافة إلى المنتخب الجزائري أما المنتخب الرابع ونعني به المنتخب الزامبي فهو لا يستهان به بدليل أنه قد توج بالكأس القارية في الطبعة ماقبل الأخيرة وعليه فمهمة المنتخب الجزائري ليست سهلة خاصة في ظل الوجه الجيد للاعبين النيجيريين في أولمبياد ريو دي جانيرو حيث حصدوا الميدالية البرونزية والكثير من هؤلاء اللاعبين هم النواة الأساسية للمنتخب النيجيري الأول لذا فالحيطة والحذر للناخب الوطني الجزائري واجب وأي خطأ قد يكلفنا غاليا فعلى اللاعبين عدم التهاون وعدم استصغار المنافس مهما كانت بدايته في التصفيات وإن أردنا بلوغ مونديال روسيا علينا بعدم تضييع اي نقطة بالجزائر وحصد على الأقل ثلاث نقاط خارج الديار.
مهنة التدريب في الجزائر ... انتحار
من بين النقاط التي تحدث عنها لخضر بلومي مهنة التدريب حيث وصفها بمهنة الانتحار في الجزائر كون الكل يطالب برأسك حتى اللاعبين يطالبون برأسك متجاهلين أنهم في الكثير من الأحيان هم سبب بلايا فريقهم لهذا السبب صعب عليّ ولوج مهنة التدريب من أبوابها الواسعة فقد خضت بعض التجارب مع بعض الأندية الجزائرية للأسف اصطدمت بواقع مر أرغمت بتقديم استقالتي لكن ليس معنى هذا أنني مدرب فاشل بل لو وجدت شروط العمل والمناخ الملائم للتدريب لوفقت في عملي.
متفائل بعودة غالي معسكر إلى سالف أيامه الذهبية
وبشأن فريقه الأصلي غالي معسكر قال لخضر بلومي إنه سعد جدا بعودة غالي معسكر الى القسم المحترف الثاني بعد سنوات طويلة من نزوله الى قسم الهواة وحسب قول بلومي فريق الغالي الحالي يملك أسماء شابة اذا وجدت العناية من طرف الإدارة المسيرة سيكون لها شأن كبير في المستقبل .
وأضاف يقول بلومي: غالي معسكر يملك كل المؤهلات ليصبح من بين أقوى الأندية في الجزائر وأقول لأنصار الغالي الفريق الذي توج بلقب البطولة الوطنية عام 1984 سيعود قريبا لكن أقول وأكرر شريطة أن يجد الفريق العناية اللازمة من طرف المسؤولين فاللاعبون لا يمكنهم فعل أي شيء إن وجودوا أنفسهم في أيادي غير آمنة.
==
أول لاعب جزائري يتوّج بالكرة الذهبية الإفريقية
لخضر بلومي في سطور
وُلد لخضر بلومي سنة 1958م بمعسكر في عائلة بسيطة وهو الابن الأصغر للسيد سي البشير الذي كان يعمل فلاحا بدأ بلومي ممارسة الكرة في سن مبكر جدا مع صنف الأشبال في نادي أولمبي سامباك بمعسكر وبعد عام من ذلك صعد إلى صنف الأواسط ومن هنا بدأت حكاية الساحر الصغير الذي أبهر مدرب الأكابر إذ أصبح سنة بعد ذلك يلعب أول مباراة له مع الفريق الأول الذي كان ينشط في الدرجة الثالثة للدوري الجزائري وهو في سن أصغر من سن الأواسط حيث كان عمره يبلغ 12 سنة فقط.
وعندما بلغ 17 سنة أمضى أول عقد احترافي في خميس مليانة مع نادي صفاء الخميس في الدرجة الثانية على بعد 150 كم عن معسكر واسترشد اختياره بسبب الحاجة لتقليل العبء على والده بجلب دخل إضافي للأسرة. في نفس العام استدعي للفريق الوطني للأواسط (للشباب) بعدما كان مع منتخب الناشئين منذ 1974 وبعد سنة أمضى مع غالي معسكر حيث لعب موسم واحد ثم التحق بالنادي الكبير والعريق مولودية وهران تحت قيادة المدرب الكبير سعيد عمارة وفي نهاية الموسم فاز بلقب هداف البطولة والتحق بالمنتخب الوطني الأول وهو في السن ال19 حيث أصبح أساسيا وكان السيد رشيد مخلوفي آنذاك يدرب النخبة الوطنية وكانت أول مباراة له مع الفريق الوطني الجزائري يوم 22 أكتوبر 1978 في بلانتيري بمالاوي في مباراة ودية أمام منتخب ملاوي والذي انتهى بالتعادل (1-1).
أما على مستوى النوادي فما عدا سنتين لعب فيها مع مولودية الجزائر العاصمة ما بين 1979و1981 عندما أدى خدمته العسكرية برز مع ناديين هما غالي معسكر ومولودية وهران فهو اللاعب الذي استطاع أن يقود لوحده نادي غالي معسكر المتواضع إلى الفوز ببطولة الجزائر عام 1984 وأوصله إلى الدور ربع النهائي في كأس أبطال إفريقيا سنة 1985 حيث خسروا ضد نادي بيليما من الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا). ولم يشارك بلومي في هذا الدور بعد الإصابة التي تعرض لها في الدور الأول في طرابلس ضد الاتحاد الليبي.
أما مع نادي مولودية وهران الكبير ففاز معه ببطولة الجزائر سنة 1988 وكان وصيف بطل الجزائر مرتين سنة 1987و1990 كما وصل معه إلى نهائي كأس أبطال إفريقيا كوصيف بطل الدورة سنة 1989 ضد الرجاء البيضاوي بعد الانهزام ب1-0 في الدار البيضاء والفوز 1-0 في وهران ولكنهم خسروا في بضربات الترجيح 4-2.
احترف لخضر بلومي مرة واحدة في حياته كان مع النادي العربي القطري موسم 1988 / 1989 واحتل مع الفريق المركز الرابع في الدوري القطري.
شارك بلومي في أربع نهائيات لكأس أمم إفريقيا وكان هذا الإنجاز رقم قياسي إفريقي وعربي في تلك الفترة سنوات 1980 و1982 و1986 1988 كما شارك مرتين في المونديال 1982 بإسبانيا و1986 بالمكسيك/ كما شارك في أولمبياد موسكو 1980
لعب بلومي آخر مبارة دولية له في القاهرة في لقاء العودة كانت يوم 17 نوفمبر 1989.
إضافة الى كل هذا توّج بلومي بالكرة الذهبية الإفريقية عام 1981.