مشوار بلومي في منافسات كأس العالم على مستوى كأس العالم، جاءت تصفيات مونديال 1982، ولكنه تعرض لإصابة كبيرة كانت في بطولة الجزائر ذاك العام في مبارة بين غالي معسكر واتحاد الحراش، أبعدته عن الملاعب مدة أربعة أشهر. ولكن عودته جائت قبيل التصفيات، وكان للخضر بلومي الدور الأكبر في تأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم بإسبانيا، حيث سجل هدفا واحدا ضد منتخب سيراليون في الدور الأول، هدفين ضد منتخب النيجر في الدور الثالث وسجل في الدور الرابع والأخير هدفين ضد منتخب نيجيريا، الأول في لاغوس حيث فازت الجزائر ب2-0، والثاني في مبارة العودة بقسنطينة، إضافة إلى أنه مرّر كرة الهدف الثاني لرابح ماجر، وفازت الجزائر ب2-1 وتأهلت لأول مرة إلى كأس العالم. وعُين بلومي أحسن لاعب في تصفيات منطقة إفريقيا للمونديال، وفي أكتوبر 1981، فاز بذلك ب الكرة الذهبية الإفريقية من مجلة فرانس فوتبول ، وتلقى حينها عروضا من أكبر الأندية الأوروبية مثل نادي برشلونة الذي فضّله على النجم الأرجنتيني، دييغو مارادونا، ولكن القانون آنذاك في الجزائر لم يسمح له بالذهاب، وفي الأخير، قرّر البقاء في بلده حيث أمضى مرة أخرى مع نادي غالي معسكر، وهذا ما أدى بالنادي الإسباني لإمضاء العقد مع مارادونا، بعد أن فشل في إقحام بلومي إلى صفوفه. وفي نهائيات مونديال 1982 بإسبانيا، شارك بلومي مع المنتخب الوطني، رغم أنه كان متأثرا باضطراب في الفخذ منذ ثلاثة أشهر قبل بداية البطولة، ولكنه قدّم مع المنتخب أحسن مشاركة عربية وإفريقية آنذاك، وسجل بلومي هدفا تاريخيا ضد منتخب ألمانيا بعد 9 تمريرات دون أن يلمسها الألمان ومباشرة بعد هدف تعادلهم. كما فازوا على منتخب تشيلي. ولكن لولا تلاعب منتخبي ألمانيا والنمسا في اللقاء الأخير، لمرّت الجزائر إلى الدور الثاني، وهذا اللقاء التلاعبي أدى بتغيير قرار هام في الفيفا بلعب المبارات الأخيرة للدور الأول في أي منافسة ما في نفس الوقت. ثم جاءت تصفيات مونديال 1986 بالمكسيك، ولكن في 1985، تعرض بلومي لإصابة ثانية خطيرة وشهيرة في طرابلس بليبيا من المدافع الدولي الليبي أبو بكر باني، كانت في إطار الدور الأول لمنافسة كأس أبطال إفريقيا بين غالي معسكر واتحاد طرابلس، منعته من اللعب مدة ثمانية أشهر حيث أجرى عملية جراحية في الجزائر ثم في فرنسا، ولم يشارك في الأدوار الأولى للتصفيات، كما غاب عن نهائيات كأس أمم إفريقيا 1986 بمصر، ولكن عودته في تصفيات المونديال كانت في الوقت المناسب، في لقاء الدور الأخير أمام منتخب تونس، حيث قاد المنتخب للفوز على تونس ب4-1 في تونس العاصمة وب3-0 في الجزائر العاصمة، تبعها التأهل الثاني على التوالي للجزائر. أصيب بعدها بلومي مجدّدا في البطولة الوطنية، ولم يعد إلا في شهر أفريل 1986 على بُعد شهريين من كأس العالم، وشارك في المونديال حيث قدم المنتخب الوطني لقاء تاريخيا أمام برازيل زيكو وسقراط. وأخيرا، جاءت تصفيات مونديال 1990 بإيطاليا، ووصل بلومي مع المنتخب إلى الدور الأخير من جديد وللمرة الثالثة على التوالي، ولكنهم خرجوا في هذا الدور ضد منتخب مصر، ولعب بلومي آنذاك آخر مبارة دولية له في القاهرة في لقاء العودة، كانت يوم 17 نوفمبر 1989. مبارياته الودية الشهيرة أخيرا، للخضر بلومي العديد من اللقاءات الودية التاريخية، أبرزها اللقاء التاريخي بين منتخب نجوم العالم ومنتخب نجوم أوروبا الذي أقيم بنيويورك في جويلية 1982. وكان اللاعب العربي والإفريقي الوحيد الذي إستُدعي فيه، كما كان له الشرف أن يحمل رقم 10 في وجود دييغو مارادونا وزيكو. وسجل بلومي هدفا رائعا في تلك المباراة ضد بطل العالم الحارس الإيطالي دينو زوف، كما أنه مرّر كرة الهدف الثاني الذي سجله البرازيلي زيكو. وبعد انتهاء المبارة، توجّه إليه الجوهرة السوداء بيليه الذي شاهد اللقاء، وقال له أنت لاعب كبير . إستُدعي أيضا في المبارة الكبيرة مع منتخب العرب ضد منتخب أندية هولندا في الدوحة بقطر سنة 1982، وكان من نجوم المبارة حيث سجل آنذاك هدفين رائعين، وإنتهى اللقاء بفوز العرب ب4-1. كما لا ننسى مباراة الجزائر ضد نادي يوفنتوس تورينو الإيطالي والتي جرت بالجزائر العاصمة سنة 1985، حيث كان لقاء لخضر بلومي ضد ميشيل بلاتيني، وكان آنذاك بلومي وحده فاز على اليوفي ب3-2، وإندهش مسيرو النادي ببلومي بما فيهم بلاتيني وأرادوا ضمّه إلى النادي، ولكن حادثة إصابته بليبيا في كأس أبطال إفريقيا أوقفت هذا العقد. نهاية مسيرته كلاعب دوليا، أنهى لخضر بلومي ممارسته الكرة بمشاركته مع المنتخب الوطني داخل القاعة في بطولة العالم داخل القاعة 1989 التي جرت بهولندا واستطاع بلومي تسجيل هدف في المبارة الدور الأول ضد منتخب الدنمارك كانت في الدقيقة ال10. أما محليا، فبعد مشوار طويل في الكرة، أنهى لخضر بلومي مشواره الكروي مع فريقه الأول غالي معسكر قادما من فريقه الثاني مولودية وهران ولعب مع غالي معسكر من موسم 1994 إلى 1999 حين بلغ سن ال40، السنة التي اعتزل فيها اللعب نهائيا. كما لا ننسى تتويجه مع المنتخب الوطني بجائزة أحسن منتخب إفريقي في الثمانينيات بعد النتائج والمستوى العالي الذي قدّمه المنتخب طوال العشر سنوات، كان ترتيبه إفريقيا رابعا على الأقل في كل سنة وفاز بالمرتبة الأولى أعوام 1980، 1981 و1982 على التوالي. نذكر أنه سنة 2008 بمناسبة كأس أمم إفريقيا بغانا، حصل بلومي من الكاف على جائزة استحقاق لمشواره الكروي المتميز، وهي جائزة فريدة من نوعها. إتجاهه إلى التدريب إتجّه لخضر بلومي بعدها إلى التدريب، حيث حصل على دبلوم في التدريب من الاتحادين الدولي (الفيفا) والألماني بعد أن خضع لدورة لمدة سنتين، ودرب بعدها كل من مولودية وهران، اتحاد بلعباس، نادي أم صلال القطري، وعمل أيضا كمساعد مدرب المنتخب الوطني مع علي فرڤاني، وأخيرا كمدرب لغالي معسكر، وهو الآن مستشار فني لنادي مولودية وهران. وإضافة إلى ذلك، يقوم لخضر بلومي بنشاط توعوي في أوساط الشباب، فهو يتجول عادة في المدارس والكليات، ليحثهم على ممارسة الرياضة والابتعاد عن الآفات الاجتماعية. تسوية قضية 17 نوفمبر 1989 بالقاهرة حينما نغوص في تاريخ المواجهات بين مصر والجزائر، يستوقفنا لقاء القاهرة ليوم 17 نوفمبر 1989 في إطار لقاء الإياب من الدور الأخير لتصفيات مونديال إيطاليا 1990. بداية جرى لقاء الذهاب بقسنطينة بالجزائر وانتهى بالتعادل السلبي للمنتخبين، ثم جاء لقاء العودة بالقاهرة بمصر، ولكن هذه المبارة جرت فيها أحداث سبّبت أهم خلاف بين البلدين الشقيقين الجزائر ومصر. ومن أهم هذه الأحداث، هي إصابة أحد المناصرين المصريين، السيد أحمد عبد المنعم، طبيب المهنة، بفقىء عينه، بعد احتكاكات جرت بين الوفد الجزائري والمناصرين المصريين في نزل الشيراتون بالقاهرة. الصحافة والجهة الرسمية المصرية تكلمت أن الوفد الجزائري بعد هزيمته ب1-0 أماما المنتخب المصري، إعتدى على المناصرين المصريين الذين كانوا موجودين في النزل الذي كان يقيم فيه، بينما قام أبرز اللاعبين الجزائريين لخضر بلومي بفقئ عين السيد أحمد عبد المنعم. أما الصحافة والجهة الرسمية الجزائرية، فكان لها رأي آخر، وقالت أن هذا افتعال من الطرف المصري، لتبرير ما جرى من حوادث بما فيها المضايقات التي تعرض لها المنتخب الوطني في القاهرة وانحياز الحكم علي بن ناصر في المبارة. وأنه تم استهداف لخضر بلومي كونه أعظم لاعب جزائري. أما عن تفاصيل حادثة فقئ عين السيد أحمد عبد المنعم، فتكلمت الجهة الجزائرية أنه بعد المباراة، دخل وفد المنتخب الوطني إلى فندق الشيراطون الذي كان يُقيم فيه، ولكنه وجد مناصرين مصريين عدة في غرفة الاستقبال بينما كان من المفروض أن يكون آمنا، وكان في غرفة الاستقبال السيد أحمد عبد المنعم، فحدثت اشتباكات بين المناصرين المصريين وبعض لاعبي منتخب الجزائر، مما أدى بالحارس الثاني للمنتخب الوطني كمال قادري عن غير قصد إلى فقئ عين السيد أحمد عبد المنعم وإصابته بالتالي بعاهة مستديمة. أما البعض الآخر من اللاعبين، بما فيهم الإطار الفني بزعامة المدرب عبد الحميد كرمالي، فكانوا في الطابق الأعلى في غرفهم بما فيهم اللاعب لخضر بلومي. لكن الشرطة عند وصولها أمرت بالقبض على لخضر بلومي، فطالبت النيابة المصرية بإحضاره لاستجوابه في قسم الشرطة، وفي العاشرة ليلا، وصل النائب العام للشرطة إلى الفندق لاصطحاب بلومي الى قصر العدالة، لكن رئيس الوفد الجزائري رفض السماح للشرطة بإيقافه من الفندق والذي كان يقيم فيه أيضا السفير الجزائري، وهو ما تم الاستجابة اليه بعد تدخل مدير الفندق. وبعد حضور السفير الجزائري وإطلاعه على تفاصيل القضية المنسوبة ضد بلومي، اقترحت الشرطة المصرية بضرورة مغادرة بلومي مصر في مدة لا تتجاوز ال6 ساعات، وإلا سوف تقبض عليه، لكن السفير الجزائري رفض هذا الاقتراح وقال أن بلومي لن يرحل الا بمعية كامل البعثة. وبعد المفاوضات بين النائب العام ورئيس الوفد، تم الاستماع إلى أقوال بلومي في المستشفى الفلسطيني. ولكن في صبيحة اليوم الموالي، كتبت الصحافة المصرية أنه تم رفع دعوة قضائية ضد بلومي وأن هذا الأخير سيدلي بأقواله أمام النائب العام للشرطة. وبعدها أُصدر حكما بدفع 50 ألف دولار ككفالة، ليتمكّن بلومي من مغادرة التراب المصري. لكن في مارس 1994، أعاد القضاء المصري فتح القضية، وطلب من الأنتربول إحضار بلومي وإلقاء القبض وتقديمه للعدالة لمحاكمته، وخرج هذا القرار للتطبيق عام 2006 مما أدى بمنعه من مغادرة التراب الجزائري. هذا القرار الأخير أدى إلى تدخل السلطات العليا للجزائر لحل هذه القضية، على رأسها الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة. وفي عام 2009، تمّ إصدار قرار بإسقاط الحكم والعفو نهائيا عن لخضر بلومي أمام القضاء المصري بعد أن تقدمت دولة الجزائر باعتذار رسمي لفقئ عين السيد عبد المنعم، أدى بتنازل هذا الأخير عن حقوقه وسحب قضيته ضد لخضر بلومي الذي كان في الحقيقة بريئا من هذه التهمة، وإسقاط الحكم أمام الأنتربول خلال الجمعية العامة للمنظمة التي انعقدت في الفترة من 16 إلى 22 سبتمبر بمدينة ساوباولو البرازيلية بمشاركة 186 دولة. يذكر أن بلومي أصر دوما أنه بريء طيلة ال20 سنة. وبعد إسقاط هذا القرار، كانت أول خرجة للخضر بلومي خارج الجزائر إلى البقاع المقدسة بالعربية السعودية لأداء العمرة، وهذا ما كان قد وعد ووفى به.