خالف ومخلوفي وكرمالي وسعدان إنجازات المنتخب الوطني صنعها مدربون محليون يعود الفضل في إنجازات الكرة الجزائرية، منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، إلى الكفاءة الفنية المحلية، وليس للمدربين الأجانب الذين أشرفوا على المنتخب في فترات متباعدة من الستينات ثم السبعينات والثمانينات إلى غاية الألفية الجديدة. رغم أن اليوغسلافي رايكوف ساهم في تكوين ''منتخب ''1982 صانع ملحمة خيخون مع المدرب الجزائري خالف محي الدين، وبجانبه رابح سعدان ورشيد مخلوفي، إلا أن الكرة الجزائرية لم تحتفظ في سجل إنجازاتها سوى بالكفاءة المحلية دون سواها. وقبل مجيء رايكوف وروغوف إلى المنتخب الجزائري في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، فإن الجيل الذهبي لفترة الثمانينات المشارك في الألعاب المتوسطية بسبليت 1979 صنعه المدرّب القدير خالف محيي الدين، الذي خلف رشيد مخلوفي، وهو المدرب الذي أهدى الجزائر أول ألقابها بتتويجه بذهبية الألعاب المتوسطية بالجزائر سنة ,1975 ثم بلقب الألعاب الإفريقية لسنة .1978 وبالعودة إلى مشاركات المنتخب الوطني، فإن اللقب الأول والأخير لكأس أمم إفريقيا تحقق بفضل المدرّب عبد الحميد كرمالي سنة 1990 بالجزائر ثم نال بعدها الكأس الآفرو آسياوية سنة ,1991 بينما شارك المنتخب الوطني في ثلاث دورات نهائية لكأس العالم بمدربين جزائريين، حيث قاد خالف محيي الدين ''الخضر'' سنة 1982 في مونديال إسبانيا، بينما كان رابح سعدان مهندس بلوغ مونديالي مكسيكو سنة 1986 وجنوب إفريقيا سنة .2010 الفرنسي شاي.. الاستثناء الوحيد وعلى مستوى الأندية، فإن أول كأس إفريقية للأندية في تاريخ الكرة الجزائرية توّج بها عميد الأندية الجزائرية مولودية الجزائر مع المدرّب عبد الحميد زوبا سنة 1976، ونالت شبيبة القبائل نفس اللقب سنة 1981 مع المدرب محيي الدين خالف ثم سنة 1990 مع المدرّب علي فرفاني، ووفاق سطيف أصبح سنة 1988 ثالث فريق جزائري يتوّج بكأس إفريقيا للأندية البطلة بفضل المرحوم مختار لعريبي. وتوجت شبيبة القبائل بكأس إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس سنة 1995 بفضل المرحوم جعفر هاروني، ثم نالت كأس ''الكاف'' ثلاث مرات سنوات 2000 و2001 و,2002 بالمدرب كمال مواسة ثم ناصر سنجاق وخالف إلى جانب الفرنسي جون إيف شاي سنة ,2002 ويعتبر شاي المدرب الأجنبي الوحيد الذي أهدى لقبا للكرة الجزائرية. ويضم سجل الكرة الجزائرية عدة ألقاب إقليمية مثل الكأس العربية والكأس المغاربية من صنع أياد فنية جزائرية، بينما انتزع سعدان كأس إفريقيا للأندية البطلة من مولودية وهران سنة 1989 في الجزائر، حين كان مدرّبا للرجاء البيضاوي المغربي. منذ قضية كاروف 1994 مدرّبان أجنبيان فشلا في تأهيل ''الخضر'' إلى ''الكان'' شارك المنتخب الوطني في أول دورة نهائية لكأس أمم إفريقيا سنة 1968 مع الفرنسي لوسيان لوديك، وغاب بعدها عن خمس دورات نهائية ليعود سنة 1980 في دورة نيجيريا، شهدت بلوغ ''الخضر'' المباراة النهائية. ومنذ ,1980 شارك المنتخب الوطني بمدربين محليين بانتظام في الدورة النهائية، عدا دورة 1988 بالمغرب التي قاد خلالها الروسي روغوف المنتخب وبلغ نصف النهائي، غير أن المنتخب الوطني غاب، منذ دورة نيجيريا، عن أربع دورات نهائية، أولها دورة تونس سنة 1994 بسبب قضية كاروف التي أقصت المنتخب الذي كان قد اقتطع تأشيرة المشاركة مع المدربين مزيان إيغيل وعبد الرحمن مهداوي في عهد رضا عبدوش. وغاب ''الخضر'' عن دورتين متتاليتين سنة 2006 بمصر بالمدرّب البلجيكي روبير واسايج وسنة 2008 بغانا بالمدرّب الفرنسي جون ميشال كافالي، بينما فشل المدرّب الجزائري عبد الحق بن شيخة في بلوغ دورة 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية. وفشل ''الخضر'' في بلوغ دورتي 2006 و2012 في عهد رئيس الاتحادية الحالي محمّد روراوة، في الوقت الذي غاب فيه ''الخضر'' عن دورة 2008 في عهد الرئيس حميد حدّاج. عشرة مدربين أجانب تعاقبوا على العارضة الفنية ل''الخضر'' الروسي روغوف أحسنهم.. كفالي أسوأهم وبيغولا أقصرهم عمرا تعاقب على العارضة الفنية للمنتخب الجزائري لكرة القدم، منذ تأسيس الفاف عام ,1962 عشرة مدربين أجانب من مختلف الجنسيات، تمكن ثلاثة منهم فقط من إيصال التشكيلة الوطنية إلى دورة نهائية لكأس أمم إفريقيا. بغض النظر عن التقني البوسني وحيد حاليلوزيتش الذي كسب في عهده المنتخب الوطني تأشيرة المشاركة في الدورة ال 29 لكأس أمم إفريقيا المقامة حاليا في جنوب إفريقيا، تمكن من قبله مدربان أجنبيان اثنيان من قيادة ''الخضر'' إلى دورة نهائية للمنافسة الكروية الإفريقية، والبداية كانت سنة ,1968 حينما شارك المنتخب الذي كان يدربه آنذاك الفرنسي لوسيان لوديك في دورة 1968 التي احتضنتها دولة إثيوبيا، وهي أول مشاركة للجزائر في منافسة قارية. المشاركة الجزائرية كانت كارثية، حيث خرجت تشكيلة التقني الفرنسي لوديك، الذي أشرف على العارضة الفنية للمنتخب من عام 1966 إلى ,1969 في الدور الأول، بعد أن خسرت أمام كوت ديفوار وإثيوبيا (البلد المنظم)، مقابل فوز واحد على منتخب أوغندا. ثاني مشاركة للمنتخب بقيادة إطار أجنبي في دورة نهائية لكأس أمم إفريقيا، كانت عام 1988 بالمغرب، تحت إشراف الروسي غينادي روغوف (تولى شؤون المنتخب من أكتوبر 1986 إلى مارس 1988)، الذي قاد آنذاك المنتخب إلى الوصول إلى الدور نصف النهائي من التظاهرة الكروية الإفريقية، حيث اصطدم رفاق لخضر بلومي بالمنتخب النيجيري الذي كسب تأشيرة التأهل إلى النهائي بعد احتكامه للضربات الترجيحية. وباستثناء هذا الإنجاز للتقني الروسي روغوف الذي سبق له أن قاد المنتخب من سبتمبر 1980 إلى ماي 1981 رفقة اليوغسلافي زدرافكو رايكوف، لم يحقق الأجانب نتائج تستحق الذكر مع المنتخب الوطني، فلا المدرسة الفرنسية، ممثلة بجون ميشال كفالي (من عام 2006 إلى 2007) ولا المدرسة البلجيكية التي كان سفيرها جورج ليكنس (جانفي 2003 إلى جويلية 2003) وروبرت وايساج (ماي 2004 إلى سبتمبر 2004) ولا حتى المدرسة الرومانية التي مثلها فالونتان ماكري (فيفري 1974 إلى جوان 1975) ومارسيل بيغولا (من جويلية إلى أوت 1998) ومارسيا رادوليتشكيو (فيفري 2001 إلى سبتمبر 2002)، تمكنوا من رفع الراية الوطنية عاليا في المحافل الدولية القارية والعالمية. صحيح أن المدارس الكروية التي اعتمد عليها مختلف الرؤساء الذين تعاقبوا على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، لم تكلف الخزينة مبالغ مالية كبيرة، مقارنة لو استعنا بالمدارس الكروية المعروفة، كالألمانية، الإيطالية والهولندية.. إلا أن لا أحد من المدربين العشرة الذين تداولوا على العارضة الفنية ل''الخضر'' لحد الساعة، تمكنوا من تحقيق إنجاز بقي في الذاكرة الكروية الجزائرية، وسيبقى الجمهور الكروي الجزائري يحتفظ فقط بملحمة خيخون بإسبانيا عام 1982 وبالتاج القاري الوحيد عام 1990 وبملحمة أم درمان .2009 سعدان أشرف على 72 مباراة من أصل 532 يتواجد المدرب رابح سعدان على رأس قائمة المدربين الذين أشرفوا على أكبر عدد من المباريات مع المنتخب الوطني أمام منتخبات سواء كانت مباريات رسمية أو ودية. ولعب المنتخب الوطني منذ الاستقلال إلى غاية المباراة الأخيرة أمام كوت ديفوار 532 مباراة دولية، وأشرف سعدان على 72 مباراة، ويليه في المركز الثاني المدرب رشيد مخلوفي ب 59 مباراة ثم عبد الحميد زوبا ب 32 مباراة والفرنسي لوسيان لوديك والروسي روغوف ب 25 مباراة وعبد الحميد كرمالي ب 21 مباراة. يذكر أن المدرب اليوغسلافي رايكوف قاد ''الخضر'' لتحقيق أحد أكبر انتصاراته، وذلك سنة 1979 في مباراة المغرب أمام الجزائر بالمغرب ضمن تصفيات أولمبياد 1980، حيث فاز ''الخضر'' بنتيجة 1 / .5 مونديال الأواسط والأشبال من صنع كرمالي وإيبرير عدا المنتخب الوطني الأول الذي شارك في ثلاث دورات نهائية لكأس العالم، فإن المنتخبات الشبانية شاركت مرتين في كأس العالم. وشارك منتخب الأواسط في مونديال طوكيو سنة ,1979 بفضل المدرب عبد الحميد كرمالي الذي منح التاج القاري للأواسط أمام غينيا، وتأشيرة المشاركة في المونديال، وتنقل مع ''الخضر'' إلى طوكيو المدرب رابح سعدان والمدرب اليوغسلافي رايكوف. وشارك منتخب الأشبال في مونديال 2009 بنيجيريا بفضل مركز وصيف بطل إفريقيا، وتحقق ذلك بفضل الثنائي عثمان إيبرير وحكيم مدّان. مدرّبو المنتخب الوطني منذ جانفي 1963 إلى اليوم