ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3583 شهيدا و 15244 مصابا    هولندا ستعتقل المدعو نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية    الرابطة الأولى موبيليس: شباب قسنطينة يفوز على اتحاد الجزائر (1-0) ويعتلي الصدارة    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    شايبي يتلقى رسالة دعم من المدير الرياضي لفرانكفورت    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أندية أوربية كبيرة تهافتت على خدماته
لخضر بلومي.الأسطورة الجزائرية الذي أذهل العالم بفنياته الساحرة
نشر في المشوار السياسي يوم 23 - 04 - 2014

لخضر بلومي من مواليد 29 ديسمبر 1958 م في مدينة معسكر، أسطورة كرة القدم الجزائرية ، أفضل لاعب جزائري عرفه التاريخ ، إمتاز بأخلاقه الحسنة وانضباطه في الرياضة، قاد المنتخب الذهبي للجزائر منتخب الثمانينات، صاحب التمريرة أو اللمسة المعاكسة (حيث لا يمكن لأحد أن يعرف أين سيمرر أو يلعب الكرة حتى لحظة وصولها لزميله حيث يمررها من جهة بينما حركاته ونظراته من جهة أخرى)، يمتاز أيضا بالأناقة وبطريقة لعبه الجذابة وهو فوق الميدان. صُنف كرابع أفضل لاعب إفريقي في القرن العشرين بعد جورج وياه، روجيه ميلا وعبيدي بيليه ، ويصنفه بعض الأخصائيين في لعبة الكرة كأحسن لاعب إفريقي القرن ما إذا كان قد لعب في الفرق الأوروبية الكبرى التي طال ما كانت تتمناه، حيث هو اللاعب الذي تلقى اتصالات عديدة من أكبر الأندية، لعلها أكبر عروض تلقاها لاعب عربي في تاريخ الكرة العربية، ومن بين هذه الأندية، نادي برشلونة، ريال مدريد، يوفنتوس تورينو، باريس سان جيرمان، بايرن ميونخ...إلى آخره . برز في ناديين هما غالي معسكر ومولودية وهران. شارك في كأس العالم لكرة القدم مرتين، في نهائيات كأس أمم إفريقيا أربع مرات، في نهائيات دورة الألعاب الأولمبية مرة واحدة وفي نهائيات دورة ألعاب البحر المتوسط مرتين. خاض 147 مباراة دولية مع منتخب الجزائر من 1978 إلى 1989 سجل فيها 34 هدف حيث يعتبر ثاني أحسن هداف للمنتخب بعد عبد الحفيظ تاسفاوت (35 هدف)، وسجل في الدوري الجزائري أكثر من 200 هدف. حصل على الكرة الذهبية الإفريقية كأفضل لاعب إفريقي عام 1981. ويجزم الكثيرون ممن عرفوا لخضر بلومي في الملاعب بأنه من أحسن ما أنجبته الكرة الجزائرية والعالمية حيث لا يوجد لاعب جزائري بمثل مهاراته وفنياته وتحكمه في الكرة. كما أنه تميز باعتراف كبار نجوم العالم على غرار بيليه الذي قال لو كان بلومي يلعب مع منتخب السامبا لاستطاع الفريق البرازيلي الفوز بكأسي العالم 1982 بإسبانيا و1986 بالمكسيك وزيكو وسقراط اللذان قالا عنه بعد مباراة الجزائر أمام البرازيل بمونديال المكسيك سنة 1986 إنه من دهاة القرن في عالم كرة القدم .
بدية الأسطورة لخضر مع كرة القدم
وُلد لخضر بلومي سنة 1958 م بمعسكر في عائلة بسيطة، وهو الابن الأصغر للسيد سي البشير الذي كان يعمل فلاحا. ولقد بدأ لخضر بلومي ممارسة الكرة في سن مبكر جدا مع صنف الاشبال في نادي أولمبي سامباك بمعسكر. وبعد عام من ذلك صعد إلى صنف الأواسط، ومن هنا بدأت حكاية الساحر الصغير الذي أبهر مدرب الأكابر، مما جعله سنة بعد ذلك يلعب أول مباراة له مع الفريق الأول الذي كان ينشط في الدرجة الثالثة للدوري الجزائري وهو في سن أصغر من سن الأواسط حيث كان عمره يبلغ 12 سنة فقط. وعندما بلغ 17 سنة، أمضى أول عقد احترافي في خميس مليانة مع نادي صفاء الخميس في الدرجة الثانية على بعد 150 كم عن معسكر، واسترشد اختياره بسبب الحاجة لتقليل العبء على والده بجلب دخل إضافي للأسرة. في نفس العام إستدعي للفريق الوطني للأواسط (للشباب) بعدما كان مع منتخب الناشئين منذ 1974. وبعد سنة أمضى مع غالي معسكر حيث لعب موسم واحد، ثم التحق بالنادي الكبير والعريق مولودية وهران تحت قيادة المدرب الكبير سعيد عمارة، وفي نهاية الموسم فاز بلقب هداف البطولة والتحق بالمنتخب الوطني الأول وهو في السن ال19 حيث أصبح أساسيا، وكان السيد رشيد مخلوفي آنذاك يدرب النخبة الوطنية، وكانت أول مبارة له مع الفريق الوطني الجزائري يوم 22 أكتوبر 1978 في بلانتيري بمالاوي في مبارة ودية أمام منتخب ملاوي
لخضر بلومي مع الأندية
لخضر بلومي بطل الدوري الجزائري مع مولودية وهران 1988 وقوف من اليمين : شريف الوزاني، بوط، بن شيحة، لباح، بلعطوي جلوس من اليمين : سباح، ماروك، مزيان، بلومي، مشري، فوسي لخضر بلومي بطل الجزائر مع غالي معسكر 1984 لخضر بلومي قائد نادي غالي معسكر 1984 أما على مستوى النوادي، فما عدى سنتين لعب فيها مع مولودية الجزائر العاصمة ما بين 1979 و1981 عندما أدى خدمته العسكرية، برز مع ناديين هما، غالي معسكر ومولودية وهران. فهو اللاعب الذي استطاع أن يقود لوحده نادي غالي معسكر المتواضع إلى الفوز ببطولة الجزائر عام 1984، وأوصله إلى الدور ربع النهائي في كأس أبطال إفريقيا سنة 1985 حيث خسرو ضد نادي بيليما من الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا). ولم يشارك بلومي في هذا الدور بعد الإصابة التي تعرض لها في الدور الأول في طرابلس ضد الاتحاد الليبي. أما مع نادي مولودية وهران الكبير، ففاز معه ببطولة الجزائر سنة 1988، وكان وصيف بطل الجزائر مرتين، سنة 1987 و1990. كما وصل معه إلى نهائي كأس أبطال إفريقيا كوصيف بطل الدورة سنة 1989 ضد الرجاء البيضاوي بعد الانهزام ب1-0 في الدار البيضاء والفوز 1-0 في وهران، ولكنهم خسرو في ضربات الترجيح 4-2 لصالح الخصم. ورغم هذا عُين نادي مولودية وهران أفضل نادي في تلك الدورة نظرا للمستوى الكبير الذي قدمه، وكان الفريق يضم أسماء كبار إلى جانب لخضر بلومي، مثل الطاهر شريف الوزاني، كريم ماروك، نصر الدين دريد...إلى آخره، وكان ثاني أحسن هجوم، كما فاز بجائزة أفضل نادي إفريقي في ذلك العام. إلى جانب هذا، إحترف لخضر بلومي مرة واحدة في حياته كان مع النادي العربي القطري موسم 1989/1988. وإحتل مع الفريق المركز الرابع في الدوري القطري.
لخضر بلومي مع الخضر في المنافسات الإقليمية
قاد لخضر بلومي منتخب الجزائر في سبتمبر 1979 في دورة ألعاب البحر المتوسط بسبليت في يوغسلافيا تحت قيادة المدرب محي الدين خالف للفوز بالميدالية البرونزية بعد الفوز على اليونان في اللقاء الترتيبي. وسجل بلومي في الدورة أهداف هامة منها الهدف الذي سجله في المبارة الترتيبية ضد منتخب اليونان. ولقد عُين ثالث أحسن لاعب في هذه البطولة بحصوله على جائزة الذب، رمز هذه الألعاب. كما شارك بلومي في دورة 1983 بالدار البيضاء مع المنتخب ولكنه خرج في الدور الأول بصعوبة.
مشواره في المنافسات الأولمبية
على الصعيد الأولمبي، ففي ديسمبر 1979 قاد بلومي الفريق الوطني إلى هزم منتخب المغرب ب5-1 في الدار البيضاء وب3-0 في الجزائر العاصمة ضمن الدور الثاني لتصفيات الالعاب الأولمبية 1980 بموسكو مما فتح للمنتخب باب التأهل بعد اعتدار منتخب ليبيا لملاقاة منتخب الجزائر في الدور الثالث والأخير. وفي شهر يوليو 1980، أقيمت الألعاب الأولمبية في موسكو، واستطاع بلومي قيادة منتخب الجزائر إلى الدور ربع النهائي، نذكر فقط أنه سجل أهداف هامة، منها هدف التعادل ضد المنتخب الإسباني والذي بفضله تأهلت الجزائر إلى دور ربع النهائي. فقد ساهم بالتالي لصنع اسم للمنتخب على الصعيد الدولي وكان بلومي من بين أحسن اللاعبين في الدورة. كما لا ننسى دوره في وصول المنتخب إلى الدور الأخير في تصفيات قارة إفريقيا مرتين على التوالي بعدما تأهلو سنة 1980، الأولى في تصفيات أولمبياد لوس أنجليس 1984 ضد منتخب مصر، والثانية في تصفيات سيول 1988 ضد منتخب نيجيريا.
مسيرته في المنافسات الإفريقية
على المستوى الإفريقي، شارك بلومي في أربع نهائيات لكأس أمم إفريقيا وكان هذا الإنجاز رقم قياسي إفريقي وعربي في تلك الفترة. بداية وفي مارس 1980، شارك منتخب الجزائر في كأس أمم إفريقيا بنيجيريا، وقاد بلومي المنتخب إلى وصوله لنهائي الدورة أمام منتخب نيجيريا في أول مشاركة للجزائر بعد مشاركة دورة 1968، وفاز بلومي بجدارة بجائزة أفضل مهاجم في الدورة. و في دورة 1982 بليبيا، وصل بلومي مع منتخب الجزائر إلى الدور نصف النهائي، وخسر أمام منتخب غانا بصعوبة في الوقت الإضافي. و في دورة 1984 بكوت ديفوار، قدم منتخب الجزائر وخاصة لخضر بلومي أحسن مستوى له، فكان له الدور الكبير في احتلال المنتخب المرتبة الثالثة أمام منتخب مصر. وإنتُخب بلومي أحسن رقم 10، وثاني أحسن لاعب بعد الكامروني تيوفيل أبيغا، وثالث أحسن هداف في الدورة، وكان أحسن هداف لمنتخب الجزائر. بينما عُين منتخب الجزائر كأحسن فريق في الدورة وفاز بثاني أحسن هجوم ب8 أهداف وأحسن دفاع بهدف واحدو خرج بدون انهزام. في دورة 1986 بمصر، غاب بلومي عن الدورة بسبب الإصابة التي تعرض لها في كأس إفريقيا للأندية البطلة في ليبيا في نهاية سنة 1985، وخرج منتخب الجزائر في غياب صانع ألعابه من الدور الأول للنهائيات. أما في دورة 1988 بالمغرب، فإحتل لخضر بلومي مع منتخب الجزائر المرتبة الثالثة أمام منتخب المغرب بفضل هدف التعادل الذي سجله بلومي في المبارة الترتيبية أمام المغرب وبفضل ضربة الجزاء التي سجلها في ضربات الترجيح. وفاز لخضر بلومي بلقب أحسن هداف رفقة الكاميروني روجيه ميلا، الإفواري عبد الله تراوري والمصري جمال عبد الحميد بهدفين وكانت آخر كأس أمم إفريقيا يلعبها
يعد أحد نجوم الخضر في الثمانينات
لخضر بلومي ..مسيرة كورية مليئة بالإنجازات الكبيرة ..مشوار بلومي في منافسات كأس العالم
على مستوى كأس العالم، جاءت تصفيات مونديال 1982، ولكنه تعرض لإصابة كبيرة كانت في بطولة الجزائر ذاك العام في مبارة بين غالي معسكر واتحاد الحراش أبعدته عن الملاعب مدة أربعة أشهر. ولكن عودته جائت قبيل التصفيات، وكان للخضر بلومي الدور الأكبر في تأهل منتخب الجزائر إلى كأس العالم بإسبانيا، حيث سجل هدف واحد ضد منتخب سيراليون في الدور الأول، هدفين ضد منتخب النيجر في الدور الثالث وسجل في الدور الرابع والأخير هدفين ضد منتخب نيجيريا، الأول في لاجوس حيث فازت الجزائر 2-0، والثاني في مبارة العودة بقسنطينة إضافة إلى أنه مرّر كرة الهدف الثاني لرابح ماجر وفازت الجزائر 2-1 وتأهلت لأول مرة إلى كأس العالم. وعُين بلومي أحسن لاعب في تصفيات منطقة إفريقيا للمونديال، وفي أكتوبر 1981 فاز بذلك بالكرة الذهبية الإفريقية من مجلة فرانس فوتبول، وتلقى حينها عروضا من أكبر الأندية الأوروبية مثل نادي برشلونة الذي فضله على النجم الأرجنتيني دييغو مارادونا، ولكن القانون آنذاك في الجزائر لم يسمح له بالذهاب وفي الأخير قرّر البقاء في بلده حيث أمضى مرة أخرى مع نادي غالي معسكر، وهذا ما أدى بالنادي الإسباني لإمضاء العقد مع مارادونا بعد أن فشل في إقحام بلومي إلى صفوفه. و في نهائيات مونديال 1982 بإسبانيا، شارك بلومي مع منتخب الجزائر رغم أنه كان متاُثر باضطراب في الفخذ منذ ثلاثة أشهر قبل بداية البطولة، ولكنه قدم مع المنتخب أحسن مشاركة عربية وإفريقية آنذاك، وسجل بلومي هدف تاريخي ضد منتخب ألمانيا بعد 9 تمريرات دون أن يلمسها الألمان ومباشرة بعد هدف تعادلهم. كما فازو على منتخب تشيلي. ولكن لولا تلاعب منتخبي ألمانيا والنمسا في اللقاء الأخير، لمرّت الجزائر إلى الدور الثاني، وهذا اللقاء التلاعبي أدى بتغيير قرار هام في الفيفا بلعب المبارات الأخيرة للدور الأول في أي منافسة ما في نفس الوقت. ثم جاءت تصفيات مونديال 1986 بالمكسيك، ولكن في 1985 تعرض بلومي لإصابة ثانية خطيرة وشهيرة في طرابلس بليبيا من المدافع الدولي الليبي أبو بكر باني، كانت في إطار الدور الأول لمنافسة كأس أبطال إفريقيا بين غالي معسكر واتحاد طرابلس منعته من اللعب مدة ثمانية أشهر حيث أجرى عملية جراحية في الجزائر ثم في فرنسا، ولم يشارك في الأدوار الأولى للتصفيات، كما غاب عن نهائيات كأس أمم إفريقيا 1986 بمصر، ولكن عودته في تصفيات المونديال كانت في الوقت المناسب، في لقاء الدور الأخير أمام منتخب تونس حيث قاد المنتخب للفوز على تونس ب4-1 في تونس العاصمة وب3-0 في الجزائر العاصمة، تبعها التأهل الثاني على التوالي للجزائر. أصيب بعدها بلومي مجددا في البطولة الوطنية، ولم يعد إلا في شهر أبريل 1986 على بُعد شهريين من كأس العالم، وشارك في المونديال حيث قدم منتخب الجزائر لقاء تاريخي أمام برازيل زيكو وسقراط. و أخيرا جاءت تصفيات مونديال 1990 بإيطاليا، ووصل بلومي مع المنتخب إلى الدور الأخير من جديد وللمرة الثالثة على التوالي، ولكنهم خرجو في هذا الدور ضد منتخب مصر، ولعب بلومي آنذاك آخر مبارة دولية له في القاهرة في لقاء العودة، كانت يوم 17 نوفمبر 1989.
مبارياته الودية شهيرة
أخيرا للخضر بلومي العديد من اللقاءات الودية التاريخية، أبرزها اللقاء التاريخي بين منتخب نجوم العالم ومنتخب نجوم أوروبا الذي أقيم بنيو يورك في جويلية 1982. وكان اللاعب العربي والإفريقي الوحيد الذي إستُدعي فيه، كما كان له الشرف أن يحمل رقم 10 في وجود دييغو مارادونا وزيكو. وسجل بلومي هدف رائع في تلك المباراة ضد بطل العالم الحارس الإيطالي دينو زوف كما أنه مرر كرة الهدف الثاني الذي سجله البرازيلي زيكو. وبعد انتهاء المبارة، توجه إليه الجوهرة السوداء بيليه الذي شاهد اللقاء، وقال له أنت لاعب كبير . إستُدعي أيضا في المبارة الكبيرة مع منتخب العرب ضد منتخب أندية هولندا في الدوحة بقطر سنة 1982، وكان من نجوم المبارة حيث سجل آنذاك هدفين رائعين، وإنتهى اللقاء بفوز العرب 4-1. كما لا ننسى مباراة الجزائر ضد نادي يوفنتوس تورينو الإيطالي والتي جرت بالجزائر العاصمة سنة 1985، حيث كان لقاء لخضر بلومي ضد ميشيل بلاتيني، وكان آنذاك بلومي وحده فاز على اليوفي ب3-2، وإندهش مسيرو النادي ببلومي بما فيهم بلاتيني وأرادو ضمه إلى النادي، ولكن حادثة إصابته بليبيا في كأس أبطال إفريقيا أوقفت هذا العقد.
نهاية مسيرته كلاعب
دوليا أنهى لخضر بلومي ممارسته الكرة بمشاركته مع منتخب الجزائر داخل الصالة في بطولة العالم داخل الصالة 1989 التي جرت بهولندا واستطاع بلومي تسجيل هدف في المبارة الدور الأول ضد منتخب الدنمارك كانت في الدقيقة 10. أما محليا، فبعد مشوار طويل في الكرة أنهى لخضر بلومي مشواره الكروي مع فريقه الأول غالي معسكر قادما من فريقه الثاني مولودية وهران ولعب مع غالي معسكر من موسم 1994 إلى 1999 حين بلغ السن ال40، السنة التي اعتزل فيها اللعب نهائيا. كما لا ننسى تتويجه مع منتخب الجزائر بجائزة أحسن منتخب إفريقي في التمانينات بعد النتائج والمستوى العالي الذي قدمه المنتخب طوال العشر سنوات، كان ترتيبه إفريقيا رابعا على الأقل في كل سنة وفاز بالمرتبة الأولى أعوام 1980، 1981 و1982 على التوالي. نذكر أنه سنة 2008 بمناسبة كأس أمم إفريقيا بغانا، حصل بلومي من الكاف على جائزة استحقاق لمشواره الكروي المتميز، وهي جائزة فريدة من نوعها.
إتجاهه إلى التدريب
إتجه لخضر بلومي بعدها إلى التدريب، حيث حصل على دبلوم في التدريب من الاتحادين الدولي (الفيفا) والألماني بعد أن خضع لدورة لمدة سنتين، ودرب بعدها كل من مولودية وهران، اتحاد بلعباس، نادي أم صلال القطري، وعمل أيضا كمساعد مدرب منتخب الجزائر مع علي فرقاني، وأخيرا كمدرب لغالي معسكر، وهو الآن مستشار فني لنادي مولودية وهران. وإضافة إلى ذلك يقوم لخضر بلومي بنشاط توعوي في أوساط الشباب، فهو يتجول عادة في المدارس والكليات ليحثهم على ممارسة الرياضة والابتعاد عن الآفات الاجتماعية.
تسوية قضية 17 نوفمبر 1989 بالقاهرة
حينما نغوص في تاريخ المواجهات بين مصر والجزائر، يستوقفنا لقاء القاهرة ليوم 17 نوفمبر 1989 في إطار لقاء الإياب من الدور الأخير لتصفيات مونديال إيطاليا 1990. بداية جرى لقاء الذهاب بقسنطينة بالجزائر وانتهى بالتعادل السلبي للمنتخبين، ثم جاء لقاء العودة بالقاهرة بمصر، ولكن هذه المبارة جرت فيها أحداث سببت أهم خلاف بين البلدين الشقيقين الجزائر ومصر. ومن أهم هذه الأحداث، هي إصابة أحد المناصرين المصريين، السيد أحمد عبد المنعم (طبيب المهنة) بفقى عينه، هذا بعد احتكاكات جرت بين الوفد الجزائري والمناصرين المصريين في نزل الشيراتون بالقاهرة. الصحافة والجهة الرسمية المصرية تكلمت أن الوفد الجزائري بعد هزيمته 1-0 أماما المنتخب المصري، إعتدى على المناصرين المصريين الذين كانو موجودين في النزل الذي كان يقيم فيه، بينما قام أبرز اللاعبين الجزائريين لخضر بلومي بفقئ عين السيد أحمد عبد المنعم. أما الصحافة والجهة الرسمية الجزائرية فكان لها رأي آخر، وقالت أن هذا افتعال من الطرف المصري لتبرير ما جرى من حوادث بما فيها المضايقات التي تعرض لها منتخب الجزائر في القاهرة وكدى انحياز الحكم علي بن ناصر في المبارة. وأنه تم استهداف لخضر بلومي كونه أعظم لاعب جزائري. أما عن تفاصيل حادثة فقئ عين السيد أحمد عبد المنعم، فتكلمت الجهة الجزائرية أنه بعد المبارة، دخل وفد المنتخب الجزائري إلى فندق الشيراطون الذي كان يُقيم فيه، ولكنه وجد مناصرين مصريين عدة في غرفة الاستقبال بينما كان من المفروض أن يكون آمنا، وكان في غرفة الاستقبال السيد أحمد عبد المنعم، فحدثت اشتباكات بين المناصرين المصريين وبعض لاعبي منتخب الجزائر مما أدى بالحارس الثاني لمنتخب الجزائر كمال قادري عن غير قصد إلى فقئ عين السيد أحمد عبد المنعم وإصابته بالتالي بعاهة مستديمة. أما البعض الآخر من اللاعبين بما فيهم الإيطار الفني بزعامة المدرب عبد الحميد كرمالي، فكانو في الطابق الأعلى في غرفهم بما فيهم اللاعب لخضر بلومي [8]. لكن الشرطة عند وصولها أمرت القبض على لخضر بلومي، فطالبت النيابة المصرية إحضاره لاستجوابه في قسم الشرطة، وفي العاشرة ليلا وصل النائب العام للشرطة إلى الفندق لاصطحاب بلومي الي قصر العدالة، لكن رئيس الوفد الجزائري رفض السماح للشرطة بإيقافه من الفندق والذي كان يقيم فيه أيضا السفير الجزائري، وهو ما تم الاستجابة اليه بعد تدخل مدير الفندق. وبعد حضور السفير الجزائري واطلاعه تفاصيل القضية المنسوبة ضد بلومي، اقترحت الشرطة المصرية بضرورة مغادرة بلومي مصر في مدة لا تتجاوز 6 ساعات وإلا سوف تقبض عليه، لكن السفير الجزائري رفض هذا الاقتراح وقال أن بلومي لن يرحل الا بمعية كامل البعثة. وبعد المفاوضات بين النائب العام ورئيس الوفد. تم الاستماع إلي أقوال بلومي في المستشفي الفلسطيني. ولكن في صبيحة اليوم الموالي كتبت الصحافة المصرية أنه تم رفع دعوة قضائية ضد بلومي وأن هذا الأخير سيذلي بأقواله أمام النائب العام للشرطة. وبعدها أُصدر حكما بدفع 50 ألف دولار ككفالة ليتمكن بلومي من مغادرة التراب المصري . لكن في مارس 1994، أعاد القضاء المصري فتح القضية، وطلب من الانتربول إحضار بلومي إلقاء القبض وتقديمه للعدالة لمحاكمته، وخرج هذا القرار للتطبيق عام 2006 أدى بمنعه من مغادرة التراب الجزائري. هذا القرار الأخير أدى إلى تدخل السلطات العليا للجزائر لحل هذه القضية، على رأسها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وفي عام 2009، تمّ إصدار قرار بإسقاط الحكم والعفو نهائيا عن لخضر بلومي أمام القضاء المصري بعد أن تقدمت دولة الجزائر باعتذار رسمي لفقئ عين السيد عبد المنعم، أدى بتنازل هذا الأخير عن حقوقه وسحب قضيته ضد لخضر بلومي الذي كان في الحقيقة بريئا من هذه التهمة، وإسقاط الحكم أمام الإنتربول خلال الجمعية العامة للمنظمة التي إنعقدت في الفترة من 16 إلى 22 سبتمبر بمدينة ساوباولو البرازيلية بمشاركة 186 دولة. يذكر أن بلومي أصر دوما أنه بريء طيلة ال20 سنة. وبعد إسقاط هذا القرار، كانت أول خرجة للخضر بلومي خارج الجزائر إلى البقاع المقدسة بالعربية السعودية لأداء العمرة، وهذا ما كان قد وعد ووفى به .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.