* 200 رعية جزائرية تغادر القاهرة ع· سفيان بات فرعون مصر، حسني مبارك، يقف اليوم وحيدا، ليس في مواجهة المصريين وحدهم، بل في مواجهة العالم أجمع، خصوصا بعد المجازر البشعة التي ارتكبتها عصابته في حق مئات الأبرياء الذين يكونون قد قضوا نحبهم خلال الأيام الأخيرة، وكان يوم أمس الجمعة يوما عصيبا جدا على نظام مبارك، ف"جمعة الرحيل" أثبتت إصرار المصريين على إسقاط "آخر الفراعنة"، ويعد ميدان التحرير في قلب القاهرة شاهدا على هذا الإصرار، حيث هتف المصريون فيه وفي غيره من ميادين المدن المصرية بصوت واحد·· "اعتصام حتى يسقط النظام"· صلى مئات الآلاف من المتظاهرين المصريين جمعة أمس في ميدان التحرير حيث أمهم الشيخ خالد المراكبي، وهو من أنصار السنة المحمدية وهي جماعة دينية إصلاحية معتدلة ليست لها أي اتجاهات سياسية وتدعو إلى نبذ البدع والخرافات· وطالب المراكبي المحتجين في خطبته ب"الثبات حتى النصر"، وقال "الكل جاء مسلم ومسيحي ليعبر عن حقه المسلوب" و"ليس لنا أي حزب يعبر عنا وعن مطالبنا ومن يريد أن يفاوض عليه أن يأتي إلى هنا ويتكلم أنها حركة مصرية"· وبكى الإمام ومعه جموع المتظاهرين أثناء أداء صلاة الغائب ثم تعالى هتاف الجموع كالهدير "ارحل ارحل"· وبعد صلاة الجمعة دوت هتافات تطالب مبارك بالرحيل الفوري، وأكد المتظاهرون أن اعتصامهم سيتواصل حتى يرحل "الفرعون الأخير"·· وفي سياق ذي صلة، غادر أكثر 200 جزائري وجزائرية بعد ظهر يوم أمس الجمعة العاصمة المصرية القاهرة عائدين إلى أرض الوطن على متن طائرة خصصتها الجزائر لإجلاء الراغبين في العودة جراء الأحداث التي تشهدها مصر· وقال مصدر مسؤول بممثلية الخطوط الجوية الجزائريةبالقاهرة لواج أنه تم اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لتسهيل الأمور على المسافرين الجزائريين من عائلات وطلبة رغم حالة الاكتظاظ والزحام التي يعرفها مطار القاهرة الدولي منذ بدء المظاهرات· وأضاف أن هناك رحلة ثانية إضافية غدا السبت لنقل الراغبين من الرعايا الجزائريين في العودة إلى البلاد· وكانت القنصلية الجزائريةبالقاهرة قد خصصت خطين هاتفين لاستقبال وتسجيل أسماء الراغبين في العودة إلى أرض الوطن· وقد صرح سفير الجزائربالقاهرة السيد عبد القادر حجار لواج أن السفارة على اتصال دائم بأعضاء الجالية للاطلاع على أحوالهم في هذه الظروف التي تشهدها مصر، مؤكدا استعداد الجزائر توفير رحلات إضافية في حالة الضرورة· ويلاحظ أن عددا كبيرا من العائدين إلى الجزائر هم من الطلبة الذي يزاولون دراستهم في القاهرة والمحافظات الأخرى خاصة وأن الجامعات متوقفة إلى أجل غير مسمى جراء الأحداث الجارية· من جهة أخرى، أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي بيانا حيّى فيه انتفاضة الشعب المصري ضد الاستبداد والقمع والفساد، وعدد أوجه الانهيار الاقتصادي والسياسي التي عرفتها مصر طوال حقبة الرئيس مبارك، وحيّى الجيش المصري على امتناعه عن قمع الشعب المصري ، كما أكد على أن المطلوب ليس تغيير أسماء فقط وإنما تغيير نظام كامل بكل سوءاته وفساده بنظام أكثر عدلا ونزاهة ، كما وصف من قُتلوا من الشباب في انتفاضة الغضب على أيدي قوات الأمن أو البلطجية بأنهم شهداء عند الله· وختم القرضاوي بيانه قائلا: أدعوكم جميعا يا رجال مصر، أن تقفوا يدا واحدة، وجبهة واحدة، حتى تحققوا أمل الشعب، فإن الاتحاد قوة، ويد الله مع الجماعة، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)··