من المؤسف جدّا أن يصل الأمر إلى المستوى الذي أضحى عليه المحيط الكروي الجزائري، وهو ما يتجلّى من خلال التصريحات التي يدلي بها غالبية الفاعلين في المحيط الكروي، والتي تعود إلى الصراعات الموجودة بين هذه الأطراف، على غرار تصريحات رئيس شبيبة القبائل محند شريف حنّاشي الذي انقلب ألف في الساعة على رئيس "الفاف" محمد روراوة· فبعدما كان حنّاشي من الأوائل الذين صرّحوا لمختلف وسائل الإعلام المحلّية والدولية بأن روراوة هو الرجل الأنسب لمنصب رئاسة "الفاف" تحوّل بين عشية وضحاها إلى أشدّ أعدائه، إلى درجة أنه دخل معه في صراع علني عبر المحاكم· وعليه، من المفترض بالمعنيين التدخّل لوضع الجميع أمام الأمر الواقع وكشف المستور لأن ما صرّح به حنّاشي ضد روراوة والعكس كذلك، يعكس حقيقة الوضع المزري الذي تتواجد فيه الكرة الجزائرية، الأمر الذي يوجب إعادة النّظر في الطريقة المنتهجة لإنجاح البطولة الاحترافية لأن ما يحدث هذه الأيّام يقلّل من شأن هذا المشروع الهام الذي يراهن عليه الجميع لإعطاء قوّة إضافية لكرة القدم الجزائرية، لا سيّما وأن الدولة رصدت أموالا طائلة لجعل الجزائر في مصاف البلدان التي نجحت بأتم معنى الكلمة في تجسيد الاحتراف وفقا للقوانين المعمول بها من طرف "الفيفا"· طبعا، كلّ رئيس لديه الحقّ في انتقاد المشرفين على تسيير شؤون كرتنا، لكن لابد من الاعتراف بوجود أناس على رأس إدارة غالبية الفرق التي تمّ قبول ملفات انخراطها في البطولة الاحترافية ليست لهم أيّ علاقة بالتسيير الكروي وما يهمّهم هو إيجاد الطرق التي تصل بهم إلى ما يهدفون إليه على حساب المصلحة العامّة للكرة الجزائرية، والتي حتما ستدخل بطولة الانحراف وليس الاحتراف·