تعرف إقبالا كبيرا في أوائل العام الدراسي الأولياء يستنجدون بالدروس الخصوصية لإنقاذ أبنائهم تحوّلت الدروس الخصوصية إلى فرضية لدى التلاميذ وأوليائهم بحيث باتت تعرف إقبالا كبيرا منذ أوائل العام الدراسي فالخوف من التسرب المدرسي يدفع العائلات إلى إدراج أبنائها في مدارس الدعم ولم يعد الأمر متعلقا بتلاميذ الطور المتوسط والثانوي بل زحفت عدوى الدروس الخصوصية إلى تلاميذ المرحلة الابتدائية وتتنوع دوافع وأسباب إدراج الأولياء لأبنائهم في الدروس الخصوصية لكنها تصب في وعاء واحد يتلخص في تحقيق نتائج مرضية وإبعاد شبح التسرب المدرسي والطرد المبكر من المدرسة. نسيمة خباجة لم يعد ارتباط التلاميذ بمدارس الدعم مقتصرا على فترة الامتحانات بل باتت الدروس الخصوصية بمثابة المدرسة الموازية للتعليم العمومي ما يعكسه الإقبال الكبير عليها منذ أوائل العام الدراسي ومن مختلف الأطوار خاصة وأن بعضها تشهر بخدماتها مع انطلاق العام الدراسي وهو ما وجدت فيه العائلات الفرصة للتعرف أكثر على خدمات ومستوى التعليم بالمدرسة من أجل إدراج الأبناء بحيث تخوض مختلف العائلات غمار انتقاء المدرسة التدعيمية المفضلة لدعم الأبناء بعد أن رأت فيها تحصيلا حاصلا في السنوات الأخيرة أمام كثافة البرامج وعشوائيتها لاسيما في ظل إصلاحات الجيل الثاني والكتب المليئة بالأخطاء والهفوات. اقتربنا من بعض الأولياء لمعرفة دوافع إقبالهم الكبير على إدراج أبنائهم في دروس الدعم مند أوائل العام الدراسي وعدم انتظار فترات الامتحان فكان لكل واحد حجة. السيدة سميرة قالت إنها تتخوف كثيرا على المصير الدراسي لأبنائها الثلاثة أصغرهم يدرس في الطور الابتدائي أما الاثنين الآخرين فيدرسان في مرحلة المتوسط وهي تعكف على إدراجهم جميعا بمدرسة للدعم خاصة وأنها عاملة ولا تملك الوقت الكافي لمتابعتهم دراسيا من حيث الشرح والحفظ لذلك أوكلت تلك المهمة إلى المعلمين الخصوصيين مادام أن هناك مدارس اختصت في تقديم دروس الدعم للتلاميذ كما أضافت أن برامج جيل اليوم تختلف كثيرا عن برامج جيل الأمس مما يستعصى على الأولياء متابعة أبنائهم من الناحية الدراسية خوفا من الوقوع في أخطاء فوجد أغلب الأولياء الحل في الدروس الخصوصية التي باتت الحل الوحيد لإنقاد مشوار الأبناء الدراسي. أما سيدة أخرى فقالت إنها هي الأخرى تبحث عن حلول لإنقاد أبنائها وضمان نجاحهم وتحقيق نتائج مرضية ورأت أنه لابديل عن إدراجهم بالدروس الخصوصية وفضلت أن تكون الخطوة في أوائل العام الدراسي من أجل المثابرة منذ أوائل السنة وعن السبب الرئيسي قالت إنها عاملة ولا تمتلك الوقت لمساعدة أبنائها في الدراسة خاصة وأن لها أربعة ابناء متمدرسين كلهم بين الطورين الابتدائي والمتوسط اختارت أن تدرجهم في مدرسة الدروس التدعيمية لضمان تحقيقهم نتائج مرضية لاسيما خلال هذه السنة التي عرفت فيها الإصلاحات فوضى بسبب الأخطاء الواردة في الكتب. ميزانية الدروس الخصوصية تحصيل حاصل بعد أن تحوّلت الدروس الخصوصية إلى فرضية لم تجد العائلات من حل سوى بتدبر تكاليف تلك الدروس التي تكون باهظة في معظم الأحيان خاصة مع كثرة الأبناء المتمدرسين داخل الأسرة الواحدة وصارت الدروس الخصوصية تستنزف جزءا معتبرا من ميزانية الأسرة التي لا ترضى أن تراهن بمستقبل الأبناء ولا يهمها المال في سبيل تحقيق النجاح وبعد استماعنا لبعض المواطنين وجدنا أن ميزانية الدروس الخصوصية تتعدى 1 مليون سنتيم شهريا خلال العام الدراسي لتصعد على حسب تعداد الأبناء تقول السيدة فهيمة إن الدرو س الخصوصية باتت تدخل ضمن الأعباء الاسرية المختلفة على غرار فواتير الماء والكهرباء والغاز ومصاريف البيت المتنوعة التي يحتاجها الأكل والشرب وبالإضافة إلى هذا وذاك صار الإقبال على الدروس الخصوصية لا نقاش فيه خاصة مع تخوف الأولياء من رسوب الأبناء بسبب تراجع المستوى والاضطرابات التي يعرفها العام الدراسي في كل مرة من خلال شن الإضرابات دون أن ننسى الخلط الحاصل في البرامج وكثافتها كل تلك الأمور دفعت الأولياء إلى ضرورة إدراج الأبناء في الدروس الخصوصية قصد إنقاذ مشوارهم الدراسي.