عرفت أغلب المدارس الخصوصية إنزالا من طرف التلاميذ بغية متابعة الدروس التدعيمية بعد هول النتائج التي وقفت عليها بعض الأسر في الفصل الأول والتدهور الكبير لمستويات التلاميذ في مختلف الأطوار، مما أجبر الأسر على إدراجهم بمدارس الدعم التي تحوّلت إلى حتمية لا مفر منها لإنقاذ مصائر الأبناء، فساعات الدوام بالمدرسة لم تعد تكفي التلاميذ لأجل استيعاب الدروس، كما يرى الأولياء أن هناك تسيبا ولا مبالاة واضحين من طرف بعض المعلمين والأساتذة مما أدى إلى كارثية الموقف وضياع التلاميذ. نسيمة خباجة وفي غمرة استئناف الفروض التي تسبق الاختبارات في الفصل الثاني فرت الكثير من الأسر بأبنائها نحو مدارس الدعم كونها لا ترغب في الاصطدام بنفس النتائج التي واجهتها خلال الفصل الأول والتي مست حتى بعض التلاميذ النجباء الذين حققوا نتائج غير مرضية، ونزل مستواهم بصفة ملفتة للانتباه كما أن الظاهرة مست مختلف الأطوار وامتلأت كواشف النقاط بالإنذرات والتوبيخات مما أدى إلى قنوط الأولياء وتخوفاتهم حول مستقبل أبنائهم الدراسي ورعبهم من طردهم المبكر، فكان الحل بالركض إلى المدارس الخصوصية من أجل استدراك ما فات وصارت الحل المنقذ لأغلب الأولياء وتحوّلت إلى سوق موازية وكبديل عن المدارس العمومية التي افتقد الكثير من الأولياء ثقتهم بها، ويعللون ذلك بتهاون بعض المعلمين في إلقاء الدروس والمحسوبية بين التلاميذ والانشغال فقط بالتلميذ النجيب ليوضع متوسطو المستوى بعدهم، أما الفاشلين فحدث ولا حرج كونهم فئة لا محل لها من الإعراب ونجدها في آخر المراتب وفي آخر الصفوف. بحيث كانت وجهة الكثير من العائلات في هذه الفترة بالذات مدارس الدعم الخصوصية المنتشرة هنا وهناك بعد أن رأتها فرضية منقذة للأبناء في ظل الظروف التي تحيط بهم وتدهور مستوياتهم الدراسية. اقتربنا من بعض أولياء التلاميذ فأجمعوا على أن إدراج أبنائهم بمدارس خاصة يستدركون بها ما فاتهم صارت حتمية لا مفر منها، كون أن الثقة في المدرسة العمومية صارت منعدمة تماما بسبب ما تلفظه سنويا من تلاميذ يطردون في مراحلهم الأولى من التعليم، ولكي لا يكون أبناؤهم عرضة لتلك المصائر اختاروا الدروس التدعيمية لأجل إنقاذ الموقف. إحدى السيدات قالت إنها وبعد عزوفها عن دروس الدعم في الأول اصطدمت بالنتائج التي حصلت عليها ابنتها التي انتقلت إلى مرحلة المتوسط وهي التي لم يعهد عليها تلك النتائج، وأرجع المعلمون الأمر إلى اختلاف مرحلتي الابتدائي والمتوسط، إلا أنها سارعت إلى المدرسة الخاصة لأجل انقاذ ابنتها في الفصل الثاني ورأت أنه لا بديل آخر لاسيما وأن بعض المعلمين أضحوا لا يبذلون أي جهد من أجل إنقاذ التلميذ، بحيث ينهون ساعات دوامهم ويخرجون من دون تقييم مستوى التلميذ أو حتى البحث في فهمه أو عدم فهمه للدروس. أما سيدة أخرى فقالت إنها سارعت خلال الفصل الثاني للمدرسة الخصوصية وأدرجت ابنيها فيها، ولو كان بيدها لاستبدلت التعليم العمومي بالخاص بالنظر إلى التدهور الذي تعيشه المدرسة العمومية من كل جانب، بحيث وقفت على النتائج الكارثية المحققة ولم ترد أن تقف موقف المتفرج إزاء الوضع، وسارعت بابنيها إلى الدروس التدعيمية في المواد التي فشلوا فيها على رأسها الرياضيات واللغة الفرنسية. وقد شهدت المدارس الخصوصية تدفقا من طرف الأولياء وأبنائهم المتمدرسين بعد أن صدمتهم نتائج الفصل الأول، والنقطة التي حيرتهم هو مكمن الإشكال هل يعود إلى محدودية قدرة استيعاب أبنائهم أم إلى الوضع المتردي التي تعيشه المدرسة العمومية الجزائرية، وفي ظل المعادلة الصعبة لم يجد الأولياء سبيلا وحلا إلا بالركض نحو المدارس الخصوصية من أجل إنقاذ أبنائهم وتفادي ضياعهم.