تراجع مستوى فرق ولاية بومرداس لكرة القدم بشكل رهيب في السنوات الأخيرة إلى درجة أن أغلب الفرق التي تمثّل الولاية في مختلف البطولات لم تتمكّن من بلوغ الأهداف المسطّرة· حيث سقطت الموسم الفارط خمسة فرق من الجهوي الثاني إلى القسم الولائي، في حين تفادى اتحاد خميس الخشنة جحيم السقوط بفضل إلغاء نظام السقوط من قسم ما بين الرابطات إلى الجهوي الأوّل· بالإضافة إلى ذلك، فالفرق المنتمية إلى بطولة الجهوي الأوّل ضيّعت فرصة صعود أربعة فرق في الموسم الفارط، الأمر الذي جعل المعنيين بكرة القدم على مستوى الولاية يطالبون بضرورة إعادة النّظر في السياسية المنتهجة لإعادة الاعتبار لفرق ولاية بومرداس، على غرار شباب برج منايل الذي سبق له وأن مثّل الكرة الجزائرية في منافسة إفريقية قبل يسقط إلى القسم الجهوي الثاني، وهو ما أكّده لنا رئيس الرابطة الولائية لبومرداس سعيد بكري في هذا الحوار الذي أجريناه معه. حاوره: ي· تيشات - بداية كيف تفسّر التراجع الرّهيب لفرق ولاية بومرداس في المواسم الأخيرة؟ -- صحيح ما تقوله من أن كرة القدم على مستوى ولاية بومرداس تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة بسبب تدنّي مستوى الفرق التي كانت من قبل تعدّ بمثابة الصورة الحقيقة للولاية، منها على وجه الخصوص شباب برج منايل الذي وللأسف الشديد أصبح يجد صعوبة كبيرة في تفادي جحيم السقوط إلى القسم الولائي، وهو ما يعكس حتمية إيجاد الحلول الكفيلة بإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان· - نفهم من كلامك أن المشكل يكمن في التسيير، أليس كذلك؟ -- طبعا، لابد من الاعتراف بأن المشكل يكمن بالدرجة الأولى في عدم محاسبة المشرفين على تسير شؤون الفرق المعنية لأن السلطات الوصية مطالبة بحسم الأمور ووضع هؤلاء المسيّرين أمام الأمر الواقع بإعادة النّظر في الطريقة المنتهجة في التسيير بغرض بلوغ الأهداف المنشودة في أقرب الآجال، خاصّة وأن الدولة وفّرت كافّة الوسائل الضرورية من النّاحية المالية· - يقال إن ولاية بومرداس من الولايات التي تعاني من نقص المرافق الرياضية، هل هذا صحيح؟ -- بالعكس، في المدّة الأخيرة ولاية بومرداس استفادت من عدّة مشاريع جديدة لتهيئة أغلب الملاعب المتواجدة في إقليم الولاية بالعشب الاصطناعي، وهذا بفضل السياسة الرشيدة المنتهجة من قبل السلطات الوصية· لكن هذا لا يعني أن ولاية بومرداس ليست بحاجة إلى إنجاز ملاعب جديدة، بالعكس من الضروري أن يتمّ إنجاز مركّب رياضي يتماشى مع القوانين الجديدة ل "الفيفا" ليكون لهذه الولاية الساحلية شرف احتضان مباريات المنتخب الوطني، خاصّة وأن كلّ الظروف مواتية لبلوغ ذلك، لأنه وللأسف الشديد أصبح مركّب الشهيد "جيلاي بونعامة" المتواجد بمدينة بومرداس لا يصلح بتاتا لاحتضان مباريات بطولة الأقسام السفلى نتيجة تدهور أرضيته المعشوشبة طبيعيا، وعليه وحسب رأيي الشخصي إعادة تهيئته بالعشب الاصطناعي بات أكثر من ضروري· - ماذا عن منافسة بطولة رابطتكم الولائية؟ -- كلّ الأمور تسيير وفقا للبرنامج الذي تمّ تسطيره قبل انطلاق البطولة، حيث وبعد الرّاحة الشتوية التي منحناها للفرق المعنية تمّ استئناف البطولة بصفة عادية جدّا ببرمجة جولتين من مرحلة العودة للبطولة، حيث نتطلّع إلى أن يكون التنافس على أشدّه بين الفرق التي أبدت رغبتها الملحّة في الظفر بتأشيرة الصعود، منها على وجه الخصوص فرق أمل الزعاترة وشباب سي مصطفى وترجي أولاد موسى· - مع كلّ موسم تظهر على السطح مشاكل ومتاعب الفرق من النّاحية المالية، كيف تتعامون مع الفرق التي تعاني من هذا العائق؟ -- إلى حدّ الآن ليس هناك أيّ مشكل من هذا الجانب، حيث عقدنا اجتماعا مع جميع الفرق وتمّ طرح الإشكال بطريقة منظّمة وخرجنا باتّفاق نهائي بشأن طريقة تسوية الإشكال بطريقة ترضي جميع الأطراف لأن تأخّر تسديد الديون بالنّسبة للفرق المعنية من شأنه أن يعيق المنافسة بحكم أننا نعتمد على أموال الفرق لتسوية مستحقّات الحكّام لمواصلة مشوار البطولة، وعليه أرغمنا الفرق المعنية على عدم التأخّر في تسديد ديونها طبقا للقوانين المعمول بها من طرف "الفاف"· - صراحة، هل أنت راض عن مستوى منافسة البطولة؟ -- نأمل في أن يكون المستوى أفضل خلال بقّية مشوار البطولة لأننا لم نشاهد المستوى الذي كان منتظرا خلال مرحلة الذهاب، خاصّة بالنّسبة لبطولة قسم ترقية ما قبل الشرفي كونها مشكلة من فرق تعدّ الأقدم على مستوى ولاية بومرداس وأغلبها تملك المؤهّلات التي تؤهّلها للّعب ضمن بطولة الجهوي الأولى، منها على وجه الخصوص شباب زموري وترجّي أولاد موسى ووداد تيجلابين واتحاد دلّس وبني عمران وشبيبة يسّر وغيرها، وعليه أكون معك صريحا أنا شخصيا لست مقتنعا تماما بالمستوى العام للبطولة· - في ختام هذا الحوار، ماذا عن الأهداف الذي تريدون بلوغها قبل نهاية عهدتكم؟ -- في الوقت الحالي أسعى بكلّ ما في وسعي رفقة أعضاء مكتب الرابطة إلى إنشاء أكاديمية كرة القدم على مستوى ولاية بومرداس لأننا نملك طاقة شبّانية قادرة على رفع التحدّي وهي في أمس الحاجة إلى مساعدة، لذا أوجّه نداء للسلطات الوصية وعلى رأسها والي الولاية السيّد كمال عباس لتقديم لنا يد المساعدة ليكون لولاية بومرداس أكاديمية لكرة القدم في أقرب وقت ممكن، خاصّة وأن التأطير الفنّي جاهز للتكفّل بالأكاديمية في أيّ لحظة لأن ولاية بومرداس تزخر بمؤهّلات عالية في مجال التدريب وهو عامل يساهم كثيرا في إنجاح الأكاديمية·