يصاب المتتبع للساحة الرياضية بولاية البويرة بصفة عامة ومسار نوادي كرة القدم على وجه الخصوص بالدوران بفعل الوضعية الكارثية التي آلت إليها، والنتائج الهزيلة التي حققتها، رغم توفر كل الظروف الملائمة المدعمة بالخامات الحقيقية التي كان من الممكن أن تكون عاملا كبيرا في تألق هاته النوادي في مختلف البطولات المنتمية إليها، خاصة في ظل تواجد هياكل رياضية قاعدية، على رأسها المركب الرياضي الكائن بمقر الولاية، بالإضافة إلى توفر المواقع الخاصة بالتحضيرات ذات المستوى العالي، على غرار مركز التحضير بأعالي تكجدة ومرتفعات ديرة وغابة الريش. * هذه العوامل مجتمعة، وبرأي المختصين، كفيلة بترقية الرياضة بالمنطقة إذا ما رافقتها إرادة حقيقية ونية صادقة من طرف المسيرين، إلا أنه وكما يبدو فإن العكس هو الذي حدث، حيث يلاحظ وبعملية مسح بسيطة لجداول ترتيب الموسم الفارط لمختلف البطولات التي تنتمي إليها فرق المنطقة، ابتداء من القسم الجهوي الثالث، يتبين بأن أغلب النوادي إما أنها تصارع من أجل البقاء أو تلعب من أجل تفادي السقوط ليس إلا. وفي هذا الصدد، تم تسجيل انسحاب ناديين ينشطان في القسم الجهوي الثالث، ويتعلق الأمر سبورتينغ عين بسام وجمعية عين الحجر اللذين لم يستطيعا الصمود بسبب انعدام مصادر التمويل، في الوقت الذي تجنبت فيه نواد أخرى السقوط بأعجوبة، على غرار نوادي كل من حيزر، الجباحية وبشلول، التي احتلت المراتب الأخيرة، في الوقت الذي عاشت فيه النوادي المنتمية إلى القسم الجهوي الثاني الأمرين خلال الموسم المنصرم، حيث فقد كل من فريق الهاشمية وفريق مشدالة مكانيهما فيه. النادي العريق لمدينة البويرة، المولودية المحلية، كاد هو الآخر أن يسجل سقوطا ثانيا بعدما فقد مكانه في القسم الجهوي الأول الذي كان إلى وقت غير بعيد يلعب فيه الأدوار الأولى، لولا الحظ والمجهودات التي تم بذلها خلال الجولات الأخيرة، والتي جنبت نتائجها سقوطه للموسم الثاني على التوالي من بطولة، مما لا يعبر عن عراقته وتاريخه الحافل بالانجازات، وأما نادي شعبية البويرة، فقد تمكن من مجاراة بطولة بعيدة كل البعد عن مستواه الحقيقي. اتحاد الأخضرية هو الآخر ضيع فرصة حفظ ماء الوجه والارتقاء إلى قسم مابين الرابطات بعد أن تمكن من تحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية أبهرت كل المتتبعين الذين طرحوا العديد من التساؤلات حول خلفية التراجع المفاجئ الذي لاحظوه خلال الجولات الأخيرة أمام فرق مستواها متواضع جدا مقارنة بإمكانيات نادي باليسترو العريق، في الوقت الذي يتحجج مسيروه بقلة الإمكانيات المالية وعدم صلاحية الملعب، ليبقى وفاق سور الغزلان لوحده يحمل مهمة تشريف الكرة محليا، وكان بإمكانه الارتقاء إلى القسم الوطني الثاني الذي غادره منذ عدة سنوات، بالرغم من أن المشاكل المالية التي مر بها، والتي هددت بقاءه على الخريطة الكروية بعد دخول اللاعبين في إضراب في العديد من المناسبات، وتهديد رئيسه بالانسحاب نهائيا، لولا تدخل العقلاء والمحبين الذين جنبت مساعيهم سقوط الفريق الذي وبرأي المختصين المتابعين بإمكانه أن يلعب في مستويات أعلى. *