انتشرت في مجتمعنا مظاهر يندى لها الجبين وهي لا تتوافق مع مبادئنا وأعرافنا المحافظة خاصة إذا ما نظرنا إلى التلاعب الكبير الذي أصبح يلاحق الحجاب كلباس شرعي من طرف بعض النسوة، فبعد الموضات الغريبة التي باتت تلاحقه من كل جانب وخرق قواعده وشروطه، تجرأت بعض الفتيات والسيدات على ارتدائه في الشتاء بحكم برودة الطقس والتخلص منه في الصيف تبعا لحرارته المرتفعة التي لا تتلاءم حسبهن مع ذلك اللباس، ولحسن الحظ أن القليلات ينظرن إلى اللباس الشرعي بذلك المنظور وإلا كانت الكارثة· خ· نسيمة حث ديننا الحنيف على ارتداء النساء للحجاب قصد عدم تشبه النسوة المسلمات بنساء الجاهلية، ولبت الكثيرات النداء وارتدين اللباس الشرعي وهن في تزايد مستمر مع مرور السنوات، وعلى الرغم من محافظة الكثيرات عليه وإعطائه حقه واحترام شروطه ومقاييسه إلا أن بعض النسوة والفتيات صرن يتلاعبن بذلك اللباس الذي فرضه الله تعالى، بدليل ما لحقه من "تشويه بذريعة "العصرنة" حتى صار لا يستر كامل الجسد لدى بعضهن على غرار ارتدائهن قمصانا من دون كمين وسراويل ضيقة تكشف تفاصيل الجسد، وتجرأن إلى أخطر من ذلك بعد أن صارت البعض تلبسه في الشتاء وتنزعه في الصيف متذرعات أن حرارة الطقس لا تتلاءم مع ما يقتضيه لبس الحجاب من ستر كلي للجسد ووضع الخمار بطريقة محكمة ما يؤدي بهم إلى الشعور بالاختناق، ذلك ما كشفه الواقع بحكم بعض العينات التي صادفناها في استطلاعنا· ما اصطدمنا به في أحد أسواق العاصمة على فم إحداهن يُندى له الجبين وبعد عدم الكشف عن هويتنا، راحت هي في حديثها بينما كانت تتفقد شتى أنواع الخمارات بالقول إنها لم تتأقلم مع وضع الخمار- كانت تضعه بطريقة تكشف أكثر مما تستر بدليل ظهور رقبتها- وأن زوجها هو من أرغمها على لبس الحجاب لكنها عزمت على الخضوع لأمره شتاءً وانتزاعه في فصل الصيف، وزعمت أن حرارة الفصل مع الخمار من شأنها أن تؤدي بها إلى الشعور بالحرارة والاختناق وهي لا تحتمل ذلك، مما أدى إلى دهشة الكثيرات ممن كن حولها يلبسن الحجاب، واستمرت في الكلام بالقول إن وظيفتها هي الأخرى لا تسمح لها بوضعه لاسيما في فصل الصيف الذي يقترن كثيرا بالرحلات السياحية فهي لا تتوانى عن نزعه وكانت تتحدث بطريقة عادية وكأن من حولها من المتحجبات هن غير العاديات· تلك العينة الحية التي صادفناها مؤخراً أكدت لنا ما أصبح يلحق الحجاب من شوائب على غرار عدم احترام مقاييسه وكذا لبسه وانتزاعه وفقا لما يحلو للبعض متحججات في ذلك أنهن لم يلبسنه عن اقتناع وفرض عليهن فرضا من طرف الأزواج أو الإخوة أو الآباء، ما أدى بهن إلى العبث به· إلا انه ومهما كانت الأعذار لا يحق لأي كانت أن تتلاعب بذلك اللباس الشرعي الذي تحكمه ضوابط ومقاييس شرعية لا يمكن الاستهانة بها، فما بالنا إن لحق الأمر إلى حد ارتدائه شتاء للحماية من البرد ونزعه صيفا ولا نسأل الله إلا الهداية لهؤلاء الضالين·