ذكر الإمام القرطبي عن ابن صبيح قال: شكا رجل إلى الحسن الجدوبة: فقال له: استغفر الله وشكا آخر إليه الفقر فقال له: استغفر الله وقال له آخر: ادع الله أن يرزقني ولداً فقال له: استغفر الله وشكا إليه آخر جفاف بستانه فقال له: استغفر الله فقال له الربيع بن صبيح أتاك رجال يشكون أنواعاً فأمرتهم كلهم بالاستغفار ! فقال: ما قلت من عندي شيئاً ! إن الله عز وجل يقول في سورة نوح: (قُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَال وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّات وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) (سورة نوح الآيات: 10-12). قال الرجل للحسن البصري: أما يستحي أحدنا من ربه ؟ نفعل الذنب ثم نستغفر ثم نفعله مرة أخرى ثم نستغفر وهكذا. فقال له الحسن: ودَّ الشيطانُ لو ظفر منكم بهذا لا تتركوا الاستغفار أبداَ.