شباب جادوا بحياتهم ثمنا لكرامة وحرية الشعب المصري في ثورته ضد القهر والظلم خلال المظاهرات التي اندلعت شراراتها منذ 25 يناير الماضي، وتوجت يوم الجمعة 11-2-2011 برحيل الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، ليكون بذلك يوماً تاريخياً مجيداً آخر للشعوب العربية بعد يوم 14 جانفي الذي سقط فيه الشعب التونسي الطاغية زين العابدين بن علي.. خرج هؤلاء الشهداء في المظاهرات باحثين عن حياة كريمة وغد أفضل لبلادهم عامر بالحرية والعدالة الاجتماعية، كثير منهم لا ينتمون إلى حزب أو حركة، وربما لم يقوموا بأي عمل سياسي طوال حياتهم، ولكن حماسهم ورغبتهم في محو ظلام الخوف والقهر دفعهم للمضي قدما نحو غاياتهم. عطية السيد مصطفى، 40 عاما، يعيش في عزبة فرج بمنطقة التعاون بمحافظة الإسماعيلية، متزوج وله 4 أولاد هم: محمد وفاطمة وزينب ومصطفى. أصيب بطلق ناري في رأسه، يوم "جمعة الغضب" 28 يناير، أثناء حصار مقر ما يُسمى "أمن الدولة" بالإسماعيلية، نُقل بعدها للمستشفى العام بالمدينة ولفظ أنفاسه الأخيرة بعد عصر يوم السبت 29 يناير بقليل. قبل يوم من رحيله، زار الشهيد عطية مصطفى جاره إبراهيم الصعيدي في المستشفى ليعوده وقال له "سامحني". ويوم استشهاده صباحا أوصى نجله الأكبر محمد بأن يكون في خدمة الناس وأن يصنع المعروف في أهله وفي غير أهله. وعندما سأله صديقه عبد العظيم- وهو في طريقه للمظاهرة- إلى أين أنت ذاهب؟ قال: "ذاهب لأقول كلمة لله في وجه الظلمة" وهو أفضل الجهاد كما ورد عن نبينا عليه الصلاة والسلام. وفعلاً ذهب وقالها بصوت مدوٍّ "الشعب يريد إسقاط النظام" واستشهد دفاعاً عنها قبل أن يرى الطاغية مبارك يغادر الحكم ذليلاً مهاناً يوم 11 فبراير الجاري، ولكن ما دام الشهداء أحياء عند ربهم يُرزقون وليسوا أمواتاً، فبالتأكيد رأى عطية بدوره، من عالم البرزخ، اندحار الفرعون المستبد مبارك وفرح به كما فرح 80 مليون مصري و300 مليون عربي ومليار ونصف مليار مسلم في العالم، وكذا شعوب أخرى حرة تكره الاستبداد والجبروت والقهر حيثما كان موطنه في العالم.