يلاحظ الكثير من مستعملي الطرقات السريعة وغيرها من الطرقات والممرات الفرعية المنتشرة عبر الكثير من أحيائنا وشوارعنا، قيام العديد من المراهقين والأطفال على وجه الخصوص بمحاولات توقيف أصحاب السيارات لنقلهم معهم إلى الوجهات التي يريدونها، وهي العلمية التي يعرفها الجزائريون باسم »الستوب« وغالبا ما يلجأ إليها المواطنون الذين يجدون أنفسهم متأخرين جدا أو في مناطق خالية لا تتوفر بها وسائل النقل العمومية وحتى إن كانت المسافات قريبة جدا بين المكان الذي يكونون فيها والمكان الذي يريدون الذهاب إليه، فمنهم من يتخذها هواية وطريقة للتسلية وتمضية الوقت، ورغم المخاطر الكبيرة المنطوية تحت هذه العلمية وبصفة خاصة بالنسبة للأطفال الصغار، إلا أن ذلك لا يمنع من تواجد هذه الظاهرة بكثرة، ليبقى هؤلاء الأطفال هم الضحايا الوحيدون لها، في ظل عدم وجود رقابة صارمة من طرف الأولياء ناحية أبنائهم وتركهم لهم إلى ساعات متأخرة خارج المنزل أو علمهم بتواجدهم في أماكن معزولة لا تتوفر بها وسائل النقل بصفة كافية تمكنهم من الرجوع إلى المنزل في الوقت المناسب، عوض التوجه إليهم وجلبهم سواء من أماكن الدراسة أو الرياضة وغيرها. وإذا كان الكثير من أصحاب السيارات يرفضون بدورهم التوقف لهؤلاء نظرا لأن بعضا منهم يكون مستغلا من طرف عصابات تمتهن الاعتداء على أصحاب المراكب والسيارات لسرقتهم وسلب ممتلكاتهم ولذلك فإنهم يمرون بهم دون توقف ودون حتى إلقاء البال إليهم، خوفا من أن يكون مجرد طعم يستعمله بعض المنحرفين للاعتداء عليهم، في حين أن آخرين يتوقفون طبعا بحسن نية، ومنهم من يخبئ وراء ذلك نية شريرة وقصدا عدائيا. وتتربص الكثير من المخاطر بهؤلاء الأطفال على مستوى الطرقات السريعة أثناء قيامهم ب»الستوب« وإيقاف أصحاب السيارات والحافلات وغيرها من المركبات مع أنهم لا يعرفونهم ولا يعلمون شيئا عن خبث نواياهم أو صدقها، خاصة في ظل ارتفاع الجرائم ضد الأطفال كجرائم الاختطاف والتحرش الجنسي والاغتصاب وغيرها من الأخطار التي قد يتعرَّضون لها على أيدي هؤلاء الغرباء، الذين قد لا يهمُّهم شيء أكثر من إشباع نزواتهم الدنيئة في أجساد أطفال أتوا بكامل إرادتهم إليهم. وتبقى المسؤولية الكاملة في هذا الشأن للأولياء بالدرجة الأولى الذين عليهم تنبيه أطفالهم إلى خطورة هذه الطريقة، وكذا إلى عدم الوثوق في أي كان، وتذكيرهم في كل مرة بوجوب الدخول المبكر إلى المنزل وعدم الابتعاد عنه كثيرا حتى لا يجدوا أنفسهم متأخرين ومضطرين إلى الركوب مع أشخاص قد ينطلقون بهم إلى وجهات مجهولة لا يعلمون ما سيصيبهم فيها، فعلى الأولياء الانتباه جيدا إلى أبنائهم وعدم تركهم يواجهون الأخطار المتربصة بهم في الشارع بمفردهم.