تلقى استحسانا كبيرا في أوساط الشباب حملات فايسبوكية لتسقيف المهور تحوّل المهر إلى كابوس للشباب المقبل على الزواج لاسيما في بعض المناطق التي تحدد مهر الفتاة بأكثر من 20 مليون سنتيم بالإضافة إلى التكاليف الأخرى الباهظة التي تفرضها أعراف الزواج وتقاليده خاصة وأن الأعراس الجزائرية باتت تميل إلى مظاهر البذخ والتبذير من باب التباهي والتفاخر لاسيما فيما يتعلق بكراء أفخم القاعات وتحضير أرقى أنواع الحلويات إلى جانب الأزياء باهظة الثمن التي ترتديها العروس تبعا لعرف التصديرة الملزم.
نسيمة خباجة المهور المرتفعة كانت سببا في عزوف الشباب عن خطوة الزواج مما أدى إلى تأخر سن الزواج بالنسبة للجنسين معا بالنظر إلى المغالاة في المهور وارتفاعها لاسيما في السنوات الأخيرة بحيث فاقت أطرها المعقولة وفي الوقت الذي كان يتحدد المهر فيما سبق بين 3 و 5 ملايين سنتيم كأقصى حد ارتفع صداق العروس إلى 15 و 20 وحتى30 مليون سنتيم ليرتفع في بعض الولايات الشرقية إلى 50 مليون بالإضافة إلى المجوهرات فالطقم الذهبي هو من مستلزمات العروس التي لا تقبل التفريط فيها بالإضافة إلى مراسيم العرس الأخرى التي لا تخرج عن مضاعفة المصاريف والنفقات. 100 مليون سنتيم تكلفة العرس الجزائري اقتربنا من بعض الشبان من أجل رصد آرائهم حول اقتراح تسقيف المهور من أجل تسهيل خطوة الزواج فأبانوا رضاهم عن الخطوة الجبارة التي تنادي بها بعض الأصوات والتي من شأنها التشجيع على إتمام نصف الدين وبناء مشروع الحياة الذي يطمح له كل شاب وشابة وأعاقته بعض الشكليات التي باتت ترهق الرجل وتصرف نظره عن الزواج. يقول فريد 38 سنة غير متزوج إن الزواج صار مشروع كبير لا يقدر عليه الكل بالنظر إلى المتطلبات المادية الكبيرة بدءا من المهر الذي ارتفع إلى حدود 15 مليون بالإضافة إلى المجوهرات فالطقم الذهبي البسيط يتعدى سعره 20 مليون سنتيم من دون أن ننسى الكبش وتجهيز العروس واقتناء غر فة النوم ورأى أن العرس الجزائري اليوم أصبح لا ينزل عن 100 مليون سنتيم ذلك المبلغ الذي يعجز العامل عن توفيره فما بالنا بالشخص العاطل عن العمل ونحن نرى أن البطالة تفعل فعلتها في الشباب الجزائري ويلجؤون في العادة إلى العمل المتقطع الأمر الذي أبعد عنهم فكرة الزواج وتسقيف المهور هي خطوة مباركة لو تم تفعليها خاصة وأن بعض العائلات تتمادى في شروطها مما ينقص حظوظ الزواج للبنت والفتى على حد سواء. وتسقيفها سوف يؤدي إلى انخفاضها بما يتوافق مع قدرات الشباب وهو اقتراح مبارك بإذن المولى عز وجل. أما وليد 32 عام فقال إنه مقبل على الزواج من فتاة ولم يشترط عليه أهلها أي شيء وفق عادة (اكسي وادي) ووجد الحال أحسن بكثير من فرض مبلغ باهظ قد يرتفع إلى 15 أو 20 مليون سنتيم. مطالبة بتسقيف المهور ب 10 ملايين سنتيم دعا في تصريح سابق رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر السيد أبو عبد الله غلام الله إلى تسقيف المهور من أجل القضاء على العزوبية بين الشباب والعنوسة المنتشرة بين الفتيات بالنظر إلى الإحصائيات الرهيبة للآفة بسبب تأخر سن الزواج بالنسبة للجنسين معا وأكد أن الحل يكمن في تسقيف المهور بما يوافق الشباب والعائلات من أجل إكمال نصف الدين وتكون مهمة تسقيف المهور ملقاة على الأعيان والأئمة بكل منطقة وفق القدرات المادية لسكانها ومن شأن ذلك الحل القضاء على ظاهرة المغالاة في المهور التي تعد ظاهرة سلبية أثرت تأثيرا بالغا على مشروع إكمال نصف الدين بالنسبة للشباب. ومن المناطق التي سعت إلى تجسيد الخطوة منطقة عين التوتة بولاية باتنة التي دعا فيها الأئمة والأعيان إلى تسقيف المهور إلى 10 ملايين سنتيم وخاتمين من الذهب بدل طقم ذهبي ولقيت المبادرة استحسان الشباب والمواطنين الذين دعوا إلى تعميم ميثاق أعراف الزواج على كافة مناطق الولاية من أجل تيسير الخطوة على الشباب والحد من ظاهرة العنوسة التي انتشرت بين الفتيات. وتولى بعض الفايسبوكيين المهمة بنشر تعليقات حول ضرورة تسقيف المهور في الجزائر إلى10 ملايين سنتيم على اعتبار أنه مبلغ معقول بالإضافة إلى إلغاء الطقم الذهبي الذي وصل إلى حدود 40 و50 مليون سنتيم والاكتفاء بخاتم الخطوبة وخاتم الزواج وبذلك سوف يكون الإقبال على الزواج أكثر من طرف الشباب ونتخلص من ظاهرة العزوف الكبير عن إتمام تلك الخطوة بسبب التكاليف الباهظة التي تتمسك بها بعض العائلات.