سيناريو قيدوم قد يتكرر معه ** فجأة وجد وزير الشباب والرياضة نفسه بين مطرقة (روراوة) وسندان الوزير الأول عبد الملك سلال بعد أن طالب الرجل (القوي) في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الفاف محمد روراوة بتقديم توضيحات بشأن أسباب مشاركة (الخضر) الهزيلة في كأس أمم إفريقيا الأخيرة بالغابون وخروجه في الدور الأول بدون انتصار. كلام السيد الهادي ولد علي أثار غضب روراوة وراح يشتكي إلى الوزير الأول عبد الملك سلال كما راسل رئيس (الفيفا) السويسري ايفانتينيو بشأن ماصدر من ولد علي الأمر الذي دفع بالاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) بطلب توضيحات من روراوة فيما طالب الوزير عبد الملك سلال من ولد علي بعدم الخوض في مثل هذه المسائل التي لن تخدم مصلحة تطوير رياضة كرة القدم في الجزائر. وبعد أن أحس ولد علي أن ماصدر منه تجاه روراوة قد يكلفه غاليا غيّر من لهجته بل حرّف أقواله السابقة حيث قال في آخر تصريح له لإحدى القنوات الفضائية الجزائرية إنّه قصد بكلامه (جميع رؤساء الاتحاديات الرياضية الوطنية) وليس (روراوة) فحسب. لكن الذي كان يجهله ولد علي أن سائر الاتحاديات الرياضية الدولية ترفض بشكل تام أي تدخل حكومي في شؤون الاتحاديات الرياضة الوطنية وليس فقط اتحادية كرة القدم بمعنى آخر أن ولد علي ورّط نفسه بنفسه وقد يدفع ثمن تصريحاته الأخيرة غاليا على غرار ما حدث للوزير الأسبق للشباب والرياضة يحيى قيدوم في منتصف العشرية الماضية حيث دفع ثمن إصراره بتطبيق المنشور الشهير 06/74 إلى تدخل رئيس الحكومة آنذاك أحمد أويحيى بإقالته من منصبه. وسبق ل الفيفا أن هدّدت بإقصاء عدة منتخبات من المنافسات الدولية بعد تدخل حكومات في تسييرها على منوال بوليفياتونس ونيجيريا وكادت الجزائر أن تعاقب في خريف عام 1994 غداة إقدام وزير الشباب والرياضية آنذاك السيد علي لبيب على إيقاف رئيس الاتحاد المنتخب مولدي عيساوي قبل أن يتم احتواء تلك الأزمة بانتخاب الراحل رشيد حرايق رئيسا جديدا. وصار وضع منتخب الجزائر حسّاسا للغاية إذ يمكن للفيفا أن تقصي (الخضر) فضلا عن النوادي الجزائرية من كافة المنافسات القارية والدولية ما لم يتم تقديم ردّ مفحم للهيئة العالمية. يُشار إلى أنّ وزير الشباب والرياضة ولد علي شدد السبت الماضي على (أنّ الذين فشلوا في تحقيق الأهداف المسطرة والإنجازات المنتظرة منهم يتعين عليهم الرحيل وعدم الترشح مجددا) كما ذكر أنّ الوزارة تدقّق بصرامة في الحصيلتين الأدبية والمالية لجميع الاتحاديات قبل إعطاء الضوء الأخضر لعقد جمعيات انتخابية . وحدّدت وزارة الشباب والرياضة الفترة ما بين 15 جانفي الأخير و28 فيفري الجاري لعقد الجمعيات العامة العادية والانتخابية لمختلف الاتحاديات الرياضية واللجنة الأولمبية الجزائرية. بعد مشاركته الكارثية في كأس إفريقيا المنتخب الجزائري قد يسجل أسوأ تراجع في ترتيب الفيفا منذ 12 سنة ينتظر أن يدفع المنتخب الوطني فاتورة مشاركته (الهزيلة) في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بالغابون غاليا في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا لشهر فيفري الجاري والذي سيصدر غدا الخميس بعد التراجع الرهيب في النصف الثاني من العام المنصرم 2016 من أحسن منتخب إفريقي وعربي في بداية السنة الأخيرة إلى الخامس إفريقيا والثالث عربيا في نهاية تلك السنة. ينتظر أن يسجل المنتخب الجزائري تراجعا كبيرا في التصنيف الجديد إذا تفيد إحصائيات (الفيفا) والذي تم نشرها أول امس أن المنتخب الجزائري وعلى ضوء نتائجه الأخيرة في كأس أمم إفريقيا بالغابون قد يسجل أسوأ تراجع له منذ 12 سنة حين كان حل في مطلع عام 2005 في المركز ال54. ووفق (الفيفا) أن نكسة منتخب الجزائر في (كان) الغابون 2017 والخروج من الدور الأول بهزيمتين وتعادلين أحدهما سيكون لها تأثير كبير على تصنيفه العالمي إذ سيخسر المنتخب الوطني الجزائري نقاطا كثيرة تجعله يتقهقر في التصنيف العالمي وهو الذي أنهى كأس إفريقيا للأمم الحالية في المرتبة العاشرة.ويحتل المنتخب الوطني حاليا المركز 39 في التصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يصدر شهريا ولكن الخضر سيتراجعون 11 مركزا في تصنيف الجديد. وعليه ودائما وفق إحصائيات (الفيفا) قد يحتل (الخضر) المركز رقم 50 بعد فشله في تحقيق أي فوز في الغابون والخروج من الدور الأول في مجموعة ضمت السينغال وتونس وزيمبابوي. بالإضافة إلى التراجع العالمي سيخرج منتخب الجزائر لأول مرة من المراكز العشرة الأولى في ترتيب منتخبات القارة الإفريقية بعد سنوات من اعتلاء القمة وسيحتل المركز رقم 11 على مستوى إفريقيا بعد كل من مصر والسينغال وتونس والكاميرون والكونغ والديمقراطية وغانا ونيجيريا وبوركينا فاسو والمغرب وكوت ديفوار.. وفي انتظار تحديد مركز الجزائر وصل رصيد (الخضر) إلى النقطة 642 نقطة وهو الرصيد الذي سيخرج الجزائر من المراكز العشرة الأوائل في القارة السمراء كما أن هذا الرصيد من النقاط قد ينقله للمراكز الخمسين في التصنيف العالمي للفيفا وهو الذي دخل نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالغابون في المركز 39 بحسب التصنيف الصادر يوم 12 جانفي الأخير بمجموع 676 نقطة ما يعني أن (الخضر) خسروا 35 نقطة عقب مشاركتهم المخيبة في النسخة ال31 لكأس أمم إفريقيا الأخيرة..