أرجأت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة أمس البت في ملف أخطر عصابتين لترويج المخدرات بالعاصمة تضم 19 متهما من بينهم امرأة تعد الوسيطة بين زعيمي العصابتين في عمليات البيع والتوزيع، حيث قام أفراد الشبكة بالترويج ل 124 كلغ من القنب الهندي، يتم شراؤها من المملكة المغربية، وبالضبط من مدينة وجدة ويروّج لها في كل من العاصمة، البليدة، بجاية، عن طريق استغلال الأطفال لتمويه مصالح الأمن أثناء عمليات النقل· وقد وجهت لجميع المتهمين جناية إنشاء جماعة إجرامية منظمة، الغرض منها الحيازة من أجل المتاجرة والترويج والتصدير للمخدرات، حيث يعد المتهم ''ه· واسيني" المنحدر من مدينة مغنية الرأس المدبر لصفقات الاتجار بالمخدرات، وهو الممون الرئيسي لها، بحكم أنه يشتريها من المملكة المغربية حسب ما جاء في ملف القضية، بينما يتكفل باقي المتهمين بنقلها على متن سيارات يتم استئجارها من قبل وكالات كراء السيارات بالعاصمة، فيما يتكفل آخرون بتأمين الطريق للسيارات المعبأة بالمخدرات، لاسيما المتهم ''ب· بن سعيد'' الذي كان دوره إبلاغ بعض أفراد العصابة عن حواجز مصالح الأمن لتنفيذ عدة عمليات، منها نقل 85 كلغ من المخدرات من مدينة مغنية إلى بريكة مقابل 75 ألف دينار· وتعد نقطة التقائهم لإبرام صفقات المخدرات محطة بنزين بمدينة بوفاريك، أين تم استلام كميات قادمة من مغنية ووهران على وجه الخصوص وترويجها في أحياء ديار المحصول وحسين داي بالعاصمة وولايات أخرى· وتعد المتهمة "ب·أمال" وسيطة بين صديقها "ع· يزيد"، وهو الرأس المدبر للعصابة التي تنشط بحسين داي، والمتهم "د· سفيان" الرأس المدبر لعصابة ديار المحصول حيث تمكنت مصالح بعد الإيقاع بهذا الأخير وبحوزته 20 غراما من المخدرات بناء على معلومات وردت على مصالحها من الإطاحة بأفراد الشبكة الواحد تلوى الآخر بفضل تصريحاته التي جاء فيها أنه يستهلك المخدرات بإفراط منذ حوالي 4 سنوات، ويتم تموليه بمقدار 3 إلى 4 كلغ أسبوعيا لترويجها بين شباب حي حسين داي، حيث كان يقوم بتوزيعها على كل من "ب·رمضان" و"ب· عبد المالك" مقابل 08 ملايين ونصف للكيلوغرام، أما الكمية المتبقية فقد كان يتصرف فيها بمعرفته وأنه كان يتزود بها من طرف "ل·شفيق"، هذا الأخير بعد إلقاء القبض عليه صرح أنه يتحصل عليها من طرف تنظيم إجرامي ينشط بغرب البلاد بالضبط بمدينة مغنية وأنه كان على اتصال مع كل من "ه· واسيني" و"ب· عبد المالك" هذا الأخير ألقي عليه القبض بعدما نصب له كمين محكم من طرف مصالح الأمن على مستوى محطة البنزين بوفاريك والذي كان رفقة زوجته وأبنائه الأربعة على متن سيارة من نوع ''بيجو'' وعلى متنها عدة صفائح من المخدرات بوزن إجمالي قدره 33 كلغ، وأكد المتهم أثناء سماعه في التحقيق، أنه يتعمد أن ترافقه زوجته وأبناؤه لعدم لفت الانتباه أمام نقاط المراقبة، ويتقاضى مقابل ذلك عمولة نقدية 4 آلاف دينار للكيلوغرام الواحد، وقال أن أفراد أسرته لم يكونوا على علم بما يقوم به، إذ يعدهم في كل مرة بأخذهم لغرض الاستجمام بإحدى الحمامات، وفي نفس الوقت زيارة شقيقه بواد السمار· من جانب آخر، أظهرت التحريات، أن بعض المتهمين المسبوقين قضائيا تعارفوا داخل المؤسسات العقابية في قضايا أخرى، وعند خروجهم بقوا على اتصال ونشطوا في مجال المخدرات، حيث كان المتهم ''ب·ع'' يقتني المخدرات من شخص تعرف عليه عندما كان محبوسا بسبب قضية سابقة تتعلق بتزوير سيارة، وبعد خروجه عرفه على شريكه وهو المتهم الرئيسي''ه· واسيني'' وعرضا عليه ترويج المخدرات بين شباب حي حسين داي، على أن يتكفلا بنقلها من مدينة مغنية إلى الجزائر·