* رياح التغيير تهبّ على مدن المغرب بقوّة ع· صلاح الدين اعترف وزير الداخلية المغربي الطيّب الشرقاوي أمس الاثنين بالعثور على خمس جثث متفحّمة في فرع لأحد البنوك التي تعرّضت للحرق الأحد إثر أعمال شغب تلت تظاهرات في أنحاء من المغرب، وهي المظاهرات التي هزّت عرش "أمير المؤمنين" الملك محمد السادس، وتسبّبت الأحداث التي رافقتها في حالة رعب شديد بين كثير من المغاربة الذين لم يتعوّدوا على مثل هذه التظاهرات التي يبدو أنها تضع السادس على خطى مبارك وبن علي· ذكر وزير الداخلية المغربي أنه تمّ العثور على الجثث في مصرف بمدينة الحسيمة شمالي المغرب، الذي أشار إلى أن المظاهرات المطالبة بالتغيير والإصلاح عمّت ستّ مدن مغربية على الأقل· وكان عدد من المدن الرئيسية في المغرب قد شهد مظاهرات متفاوتة الحجم يوم الأحد مطالبة بسنّ إصلاحات جذرية في المجالات السياسية والاقتصادية، وذلك تلبية لنداء مجموعات شبابية على "الفايس بوك" مسنودة بعدد من الهيئات السياسية والحقوقية· وعاش الشارع المغربي خلال الأيّام السابقة ل "حركة 20 فيفري" على وقع تخوّفات من وقوع انفلاتات مصاحبة للمسيرات· وبينما غلب الطابع السلمي على جلّ المظاهرات، فإن المعلومات التي تناقلتها مصادر إعلامية من مصادر محلّية مختلفة سجّلت وقوع اضطرابات وأعمال تخريب في عدد من المدن المغربية، بعضها اندلع بعد انتهاء التظاهرات· وأفادت المصادر بوقوع أعمال تخريب على هامش المسيرة التي جابت شوارع مدينة "مراكش"، حيث هاجم متظاهرون واجهات عدد من المطاعم والمقاهي ومحلاّت تجارية لعلامات عالمية بوسط المدينة الراقي· وفي الحسيمة (شمال شرق)، قال شاهد عيان للموقع إن مجموعات من سكان ضواحي المدينة تدفّقوا على وسطها وقاموا بإحراق عدد من عربات الشرطة· وفي مدينة صفرو (ضاحية فاس)، أصيب شرطي بجروح إثر رشقه بالحجارة من طرف متظاهرين عمدوا إلى تكسير واجهات وكالات بنكية وسيّارات ومؤسسات عمومية· وسجّلت أضخم المسيرات على المستوى الوطني في العاصمة الرباط التي تفاوتت تقديرات الأعداد المشاركة فيها من قبل قيادات تنظيمية للحركة بين 40 ألف و60 ألف مشارك، أغلبهم من الشباب، كما عرفت مدن أخرى مسيرات حاشدة من قبيل "أغادير"، "طنجة"، "تازة" و"العرائش"·