خمسة قتلى و 128 جريحا خلال انفلات أمني بالمغرب كشف وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي أمس الاثنين عن العثور على خمس جثث متفحمة في فرع لأحد المصارف تم إحراقه الأحد الماضي خلال أعمال الشغب التي أعقبت تظاهرات جرت في مدينة الحسيمة في شمال المملكة. وقال الوزير في تصريح صحافي أيضا أن 128 شخصا، بينهم 115 عنصرا من قوات الأمن، أصيبوا بجروح أثناء اضطرابات وقعت في عدد من المدن بينها الحسيمة والعرش ومراكش، وذلك في أعقاب تظاهرات سلمية للغاية جرت في كافة أرجاء البلاد الأحد، وأعلن من جهة أخرى توقيف 120 شخصا إضافة إلى قاصرين لم يحدد عددهم، ونسب الشرقاوي أعمال العنف في عدد من المدن إلى "مثيري شغب"، وقال الوزير أن جثث الأشخاص التي عثر عليها في الفرع المصرفي في هذه المدينة لم يتم التعرف عليها بعد. وكان شهود عيان قد ذكروا لموقع "العربية.نت" أن مدن الحسيمة وطنجة شمال المغرب عاشت مساء الأحد 20 فبراير 2011 ساعات من الانفلات الأمني بسبب إقدام عناصر مخربة على إشعال النار في وكالات بنكية وسيارات للشرطة وإدارات عمومية وتكسير الواجهات الزجاجية للمحال التجارية في الشوارع الرئيسية، وإتلاف وثائق إدارية تعني المواطنين، كما تحدثت مصادر صحافية مغربية من الحسيمة عن العثور على جثة متفحمة في وكالة بنكية أحرقها من وصفهم سكان المدينة بالمخربين، وأكدت أن مستشفى المدينة استقبل 40 حالة من المصابين من رجال الأمن في المواجهات ضد القرويين الذين دخلوا الحسيمة وأشعلوا النيران في مؤسسات عمومية وتجارية وأخرى فندقية، ومن بين الجرحى يوجد ستة منهم حالتهم خطيرة تستدعي التدخل الجراحي. وقد شرع مئات من القرويين القادمين من بوادي الجوار في إشعال النار وتهشيم الزجاج في مقر البلدية وفي وكالات بنكية وفي سيارات للشرطة وأخرى مملوكة للمواطنين، فيما يترقب في الساعات المقبلة تعزيزات أمنية من مدن مجاورة للوقوف في وجه اعتداءات على الممتلكات العمومية. في هذه الأثناء قدم مسؤولان من هذه المدينة استقالتهما إلى مكتب المحافظ على خلفية أحداث الشغب والتخريب التي شهدتها، وكلاهما قياديان في حزب الأصالة والمعاصرة المعارض في المغرب، والذي يتولى رئاسة مجلس مدينة الحسيمة. وفي مدينة طنجة في أقصى الشمال الغربي للمغرب، وبداية من الساعة الثالثة عقب انتهاء مسيرة سلمية للمطالبة بالإصلاحات السياسية في البلاد، شهد الشارع الرئيسي في المدينة، نزول مجموعة من الشباب الذين بدؤوا في إثارة الفوضى في ظل غياب عناصر الشرطة بالتزامن مع المسيرات، حيث ارتفعت أعمدة الدخان وأحرقت النار بعض المحال والمقاهي، وعرفت مدن مغربية أخرى كصفرو والعرائش والقصر الكبير وزاكورة وتطوان ومراكش وأكادير بدورها وقتا عصيبا جراء إقدام البعض الذين استغلوا المسيرات السلمية للأحد بدعوة شباب ناشط على الفيسبوك للمطالبة بالإصلاحات السياسية في المغرب. وفي بلاغ حصل موقع "العربية- نت" على نسخة منه عبّر شباب "20 فبراير" عن استنكارهم لأعمال التخريب التي وقعت، مشددين على أن الحركة سلمية وحضارية تسعى لتحقيق مطالبها رغم كل محاولات الإفشال، ومجددين التأكيد على أن النضال مستمر لا رجعة فيه.