يحلمون بالاستقلال بعد 41 سنة على تأسيس جمهوريتهم الصحراويون عازمون على استكمال المعركة المقدسة يحيي الشعب الصحراوي يوم غد الإثنين 27 فيفري الجاري الذكرى ال41 لتأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وكله عزم على استكمال (معركته المقدسة والعادلة) في ظرف تطبعه الانتصارات القانونية والدبلوماسية وحملة تضامنية دولية. ويستعيد الصحراويون ممن شاركوا في وضع اللبنة التأسيسية للدولة الصحراوية ذات 27 فيفري 1976 هذه الذكرى بكل فخر وإعتزاز خاصة وأن الإعلان عن تأسيس الجمهورية الصحراوية من طرف جبهة البوليزاريو ببئر لحلو (الأراضي المحررة) تم غداة مغادرة آخر جندي إسباني للتراب الصحراوي ومع بداية حرب تحريرية جديدة ضد المحتل المغربي انتهت ميدانيا بالتوقيع على إتفاق وقف إطلاق النار على أساس مخطط التسوية السلمي الأممي-الإفريقي. وفور الإعلان عن تأسيس الجمهورية تم تنصيب الحكومة الصحراوية الأولى ببئر لحلو يوم 5 مارس 1976 بالرغم من نقص الإمكانيات ونزوح الآلاف من الأشخاص الفارين من الغزو المغربي لأراضيهم. وعلى الرغم من ظروف المنفى الصعبة ونقص الإمكانيات استطاع الشعب الصحراوي طيلة أربعة عقود من الزمن بناء مؤسساته الوطنية وتأطير عمله النضالي بكل كفاءة واقتدار بفضل تضحياته وحرصه على أهدافه السامية والنبيلة. ومع تعاقب الأيام والسنين يزداد الشعب الصحراوي في مخيمات اللاجئين والأراضي المحتلة تمسكا بخياره النضالي وتشبثا بمؤسساته التي تشكل اليوم مبعث فخر واعتزاز وإحساس صادق وعميق بانتماء وطني يتعزز مع مرور الزمن إلى دولة مستقلة.
لا شيء سيثني الشعب الصحراوي عن المضي في معركته المقدسة العادلة عزيمة وثبات عبر عنها الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي قائلا: (لاشيء سيثني الشعب الصحراوي عن المضي في معركته المقدسة العادلة من أجل انتزاع حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال). موقف لطالما أكد عليه الرئيس الصحراوي الراحل محمد عبد العزيز في آخر ذكرى أحياها السنة الماضية وسط مواطنيه بمخيمات اللاجئين قائلا: (أننا إذ نجدد عهد الوفاء للشهداء الأبرار ونحيي مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي الأبطال المرابطين في الميدان على أهبة الاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات والتحديات فإننا نذكر بأن لائحة المجد والتضحية والشهادة ستبقى مفتوحة طالما لم نبلغ هدفنا العادل والأسمى في الحرية والاستقلال وخاصة إذا ما فرضت علينا المملكة المغربية كما فعلت سنة 1975 امتشاق بندقية الكفاح المسلح المشروع . وأكد المرحوم يقول أنه لا مستقبل ولا وجود للصحراويين إلا في وطنهم الحر المستقل الدولة الصحراوية السيدة على كامل ترابها الوطني).
فشل مغربي ذريع في المساس بمكانة الدولة الصحراوية وبعد إنسحاب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1984 احتجاجا على إنضمام الجمهورية الصحراوية إليها ها هو المغرب ينضم إلى الإتحاد الإفريقي في نفس الظروف وبوجود الجمهورية الصحراوية التي أصبحت اليوم عنصرا مؤسسا لا يمكن الإستغناء عنه في مسار تعزيز هذا الصرح القاري. وبهذا تكون المملكة المغربية قد (فشلت فشلا ذريعا) في مسعاها القاضي بتشريع احتلالها للصحراء الغربية وتنكرها لحقيقة الجمهورية الصحراوية بعد أن حاولت بكل الطرق والوسائل ولمدة أزيد من ثلاثة عقود المس من مكانة الدولة الصحراوية يؤكد وزير الخارجية الصحراوي محمد السلم ولد السالك. وبهذا الخصوص أوضح الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي أن انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي بجانب الجمهورية الصحراوية بعد فترة تمرد على ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية يشكل (انتصارا للحق والقانون والشرعية) و(انتصار للشعب الصحراوي).
تضامن دولي واعتراف متزايد بحقوق الشعب الصحراوي كما تأتي هذه الذكرى ال41 وسط هبة تضامنية واسعة واعتراف دولي متزايد بحقوق الشعب الصحراوي وسيادته على أراضيه سواء على الصعيد الأممي أو الأوروبي. فمنذ أول لائحة لمجلس الأمن تأسف فيها سنة 1975 للغزو المغربي للصحراء الغربية وطالب من خلالها المغرب بالانسحاب الفوري من هذا الإقليم إلى غاية آخر قرار اعتمد في أفريل 2016 ما انفك مجلس الأمن يلح على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والمطالبة بتنظيم استفتاء وهي المهمة التي أسندت لبعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو). وعلى الصعيد الأوروبي أكد قرار محكمة العدل الأوروبية الصادر بتاريخ 21 ديسمبر 2016 على أن اتفاقات الشراكة وتحرير التجارة المبرمة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لا تنطبق على الصحراء الغربية التي لا تعد جزءا من المغرب. وعزز هذا القرار الأوروبي ترسانة القرارات الكثيرة التي تؤكد بأن لا سيادة للمغرب على الصحراء الغربية وأن جبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي وأن استغلال ثروات الصحراء الغربية دون موافقة شعبها هو مجرد (عملية نهب وسرقة) وهو ما ينفى مرة أخرى وجود أية روابط سيادية بين المغرب والصحراء الغربية المحتلة. وكمبادرة عالمية داعمة لنضال الشعب الصحراوي أطلقت شخصيات عديدة عريضة على المستوى الأوروبي والعالمي عنوانها (الصحراء الغربية-الاستفتاء الآن) طالب عشرات الآلاف من الموقعين عليها مجلس الأمن الأممي بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي (قبل نهاية 2017) ما يؤكد طبيعة الصدى العالمي الذي ما فتئت تحدثه القضية الصحراوية على المستوى الدولي. وفي سبتمبر الماضي سلمت اللجنة السويسرية للتضامن مع الشعب الصحراوي للأمم المتحدة عريضة توقيعات عنوانها (الاستفتاء الآن) كانت قد أطلقتها شهر جانفي الماضي مطالبة بتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية السنة القادمة حيث جمعت العريضة آلآف التوقيعات من مختلف أنحاء العالم. كما نظمت ذات اللجنة مظاهرة حاشدة أمام قصر الأمم بمدينة جنيف السويسرية شارك فيها آلاف المتضامنين مع الشعب الصحراوي قادمين من عدد من البلدان الأوروبية على غرار فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وألمانيا وسويسرا. وتعد الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا يحتلها المغرب منذ 1975 وقد أدرجت الصحراء الغربية منذ 1966 في قائمة الأراضي غير المستقلة وبالتالي فهي معنية بتطبيق اللائحة 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة المتضمنة الإعلان عن منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.