الرئيس يبلغ عامه الثمانين اليوم ** المصالحة الوطنية.. الإنجاز الأكبر للرئيس بوتفليقة هكذا نجا بوتفليقة من الموت في باتنة.. ع. صلاح الدين يحتفل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم الخميس بعيد ميلاده الثمانين حيث أنه من مواليد يوم 2 مارس 1937 وهي مناسبة ارتأت (أخبار اليوم) أن تذكّر من خلالها بأهم محطات مسيرة (عبد القادر المالي) وأهم إنجازاته وأبرز الخدمات التي قدّمها لبلاده قبل وبعد وصوله إلى قصر المرادية. وحين انتخبه الجزائريون قائدا لهم في أفريل من سنة 1999 أصبح عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الثامن للجزائر منذ الاستقلال علما أنه التحق بعد نهاية دراسته الثانوية بصفوف جيش التحرير الوطني الجزائري وهو في ال19 من عمره وذلك في عام 1956 وقد كلفته جبهة التحرير الوطني بمهة قادته إلى مالي حمل إثرها تسمية (عبد القادر المالي). وزير في الخامسة والعشرين.. وبعد الاستقلال تقلد العضوية في أول مجلس تأسيسي وطني ثم تولى وزارة الشباب والرياضة والسياحة وهو في سن الخامسة والعشرين. وفي سنة 1963 عين وزيراً للخارجية. وفي عام 1964 انتخبه مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني عضوا في اللجنة المركزية وفي المكتب السياسي. وشارك بوتفليقة بصفة فعالة في (الحركة التصحيحية) ل19 جوان 1965 التي قادها هواري بومدين على الرئيس أحمد بن بلة وصار لاحقا عضواً لمجلس الثورة تحت رئاسة الرئيس هواري بومدين. وعُرف ذلك الحدث ب(التصحيح الثوري) وصار عطلة رسمية حتى سنوات بعد توليه الرئاسة في 2003 إلى أن تم إلغاء يوم 19 جوان كيوم عطلة مدفوع الأجر. واشتهر بوتفليقة كثيرا بإنجازاته الدبلوماسية حين جعل منصب وزير الخارجية منبراً للدفاع عن مصالح الجزائر ومناصرة القضايا بإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وقد عمل طوال فترة توليه المنصب على عده أمور ومنها: * عمل على الاعتراف الدولي بالحدود الجزائرية وتنمية علاقة حسن الجوار مع البلدان المجاورة. * عمل على النداء للوحدة العربية بمناسبة قمة الخرطوم سنة 1967 ثم تزامنا مع حرب أكتوبر 1973. * عمل على إفشال الحصار ضد الجزائر بمناسبة تأميم المحروقات. * عمل على تقوية تأثير منظمات العالم الثالث والعمل لتوحيد عملهم خاصة بمناسبة انعقاد قمتي منظمة ال 77 منظمة الوحدة الإفريقية المنعقدتين بالجزائر وكذالك بمناسبة الأعمال التحضيرية لقمة دول عدم الانحياز. * نادى بمساعدة الحركات التحررية في إفريقيا بصفة خاصة والعالم بصفة عامة. * نادى للاعتراف بالجزائر كناطق باسم بلدان العالم في مناداته بنظام دولي جديد. وانتُخب بوتفليقة بالإجماع رئيساً للدورة التاسعة والعشرون لجمعية الأممالمتحدة وكذلك بالنسبة للدورة الاستثنائية السادسة المخصصة للطاقة والمواد الأولية التي كانت الجزائر أحد البلدان المنادين لانعقادها. وطوال الفترة التي قضاها في الحكومة شارك في تحديد الاتجاهات الكبرى للسياسة الجزائرية في جميع المجالات منادياً داخل الهيئات السياسية لنظام أكثر مرونة. وبعد وفاة الرئيس هواري بومدين وبحكم العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه به ألقى كلمه الوداع. وبعد ذلك كان بوتفليقة الضحية الرئيسية لسياسة محو آثار الرئيس هواري بومدين أو البومديينية.. وغادر بوتفليقة الجزائر عام 1981 قبل أن يعود إليها سنة 1987 وكان من مُوقّعي وثيقة ال 18 التي تلت أحداث 5 أكتوبر 1988 وشارك في مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني في عام 1989 وانتخب عضواً للجنة المركزية. بوتفليقة رئيساً.. في ديسمبر 1998 أعلن عبد العزيز بوتفليقة عن نيّته دخول الانتخابات الرئاسية المقرّرة في أفريل 1999 كمرشح حر ونشّط حملة انتخابية بطريقة غير مسبوقة مصارحا الشعب بأهم الرهانات وواعدا بالعمل على حقن دماء الجزائريين التي كانت تسيل غزيرة ليحصد شعبية كبيرة سمحت به بالفوز بأصوات غالبية الناخبين ليصبح رئيسا للجزائر. وبعد انتخابه شرع بوتفليقة في تطبيق برنامج واسع كان يهدف أولا لاستعادة الأمن والاستقرار ثم إلى تعزيز الدولة الجزائرية من خلال إصلاح هياكلها ومهامها ومنظومتها القضائية ومنظومتها التربوية واتخاذ جملة من الإجراءات الاقتصادية شملت على وجه الخصوص إصلاح المنظومة المصرفية بقصد تحسين أداء الاقتصاد الجزائري مما مكن الجزائر من دخول اقتصاد السوق واستعادة النمو ورفع نسبة النمو الاقتصادي. وباشر بوتفليقة مسارا تشريعيا لتكريس الوئام المدني حرص على تكريسه عن طريق استفتاء شعبي نال فيه ثقة أكثر من 98 بالمائة من أصوات الناخبين. وعلى المستوى الخارجي سعى بوتفليقة إلى إنعاش اتحاد المغرب العربي كما حرص على (فك الخناق الدبلوماسي) عن الجزائر التي أبرمت اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي في 22 أفريل 2001 كما أصبحت بلادنا تشارك في قمة مجموعة الثمانية منذ سنة 2000. وفي 22 فيفري 2004 أعلن بوتفليقة عن ترشحه لفترة رئاسية ثانية فقاد حملته الانتخابية مشجعا بالنتائج الإيجابية التي حققتها فترته الرئاسية الأولى ومدافعاً عن الأفكار والآراء الكامنة في مشروع المصالحة الوطنية ومراجعة قانون الأسرة ومحاربة الفساد ومواصلة الإصلاحات. وأعيد انتخابه يوم 8 أفريل 2004 بما يقارب 85 بالمائة من الأصوات وكانت المصالحة الوطنية الرهان الأساسي لبوتفليقة في عهدته الثانية بعد أن نجح الوئام في تحجيم الأزمة الأمنية. وأصيب الرئيس بوعكة صحية غير خطيرة في 26 نوفمبر 2005 ونقل لمستشفى فرنسي خرج بعدها من المستشفى في 31 ديسمبر 2005. في 6 سبتمبر 2007 تعرض بوتفليقة إلى محاولة اغتيال في باتنة حيث حصل انفجار قبل 40 دقيقة من وصوله للمنصة الشرفية خلال جولة له شرق البلاد وقد خلف الحادث 15 قتيلا و71 جريحا. التفجير تم بواسطة انتحاري يحمل حزاما ناسفا حيث تم اكتشاف أمره من طرف شرطي هرب إلى الجمهور الذين ينتظرون الرئيس ففجر نفسه بين الحشود. زار الرئيس مباشرة ضحايا الاعتداء وأطل على الشاشة قائلا أن لا بديل عن سياسة المصالحة وبالفعل لم تُثن تلك المحاولة الرئيس بوتفليقة عن مواصلة مسار المصالحة الوطنية التي سمحت للجزائر بالتقاط أنفاسهم واستعادة أمنها تدريجيا.. ولعلنا لا نبالغ إن قلنا أن المصالحة الوطنية هي الإنجاز الأكبر للرئيس بوتفليقة. استقرار.. واستمرار سمح تعديل الدستور لبوتفليقة بفرصة الترشح لعهدة رئاسية ثالثة بعد أن حدد النص السابق للدستور عدد العهدات بإثنين فقط. وفي يوم الخميس 9 أفريل 2009 أعاد الجزائريون انتخاب عبد العزيز بوتفليقة للمرة الثالثة على التوالي بأغلبية ساحقة قدرت بنسبة 90.24 بالمائة تحت (شعار الاستقرار والاستمرار) حيث استغل الرئيس تحسن مداخيل الجزائر من العملة الصعبة بفضل انتعاش أسعار النفط في التخلص من عبء المديونية الخارجية من جهة وفي القيام بإنجازات داخلية كبرى حيث أطلق مشاريع هائلة لتحسين مختلف جوانب حياة الجزائريين مثل الطريق السيار شرق غرب الذي استهلك ميزانية تجاوزت العشرة ملايير دولاء وإيصال الماء الشروب إلى تمنراست وإنجاز ملايين السكنات بمختلف الصيّغ وغيرها. الإنجازات المحققة في فترات رئاسته الثلاث الأولى دفعت العديد من الأصوات إلى مطالبة بوتفليقة بالترشح لعهدة رابعة بهدف ضمان (الاستقرار والاستمرار) لاسيما في ظل الظروف الإقليمية التي جعلت الجزائر تواجه أخطارا بالجملة وانتُخب بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 17 أفريل 2014 بالأغلبية من مجمل الأصوات المعبر حيث كشفت نتائج الانتخابات تفوقه بنسبة تصويت بلغت 81 53 بالمائة من ما نسبته 51.3 بالمائة من مجموع الناخبين المسجلين ليواصل مهمته الرامية إلى ضمان أمن واستقرار الجزائر والعمل على قيادتها نحو تحقيق الإقلاع الاقتصادي المنشود في ظل الصعوبات المالية الناجمة عن تدهور أسعار النفط الذي يعد مصدر لقمة الجزائريين وهو ما دفع بالرئيس إلى حثّ الحكومة والمواطنين على التشمير عن السواعد واستغلال المقدّرات الهائلة التي تتوفر عليها بلادهم لتحقيق النهضة الكبرى التي تسمح للجزائر بالتخلص من التبعية (المُخزية) لأسعار النفط.