شن الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هجوما لاذعا على الزعيم الليبي معمر القذافي لما يقوم به ممن مجازر في حق شعبه، واصفا إياه بأنه "مجنون عظمة فقد عقله"، في حين أثنى على الشعب ودعا المتبقي منهم إلى الانضمام إلى الثورة التي وصفها بالمباركة وأقسم أنها ستكلل بالنصر مثلما انتصرت ثورتا تونس ومصر. وخلال خطبة الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة قال الشيخ القرضاوي: "كما أقسمت أن مبارك زائل وثورة 25 يناير منتصرة وقد انتصرت بالفعل، أقسم أن ثورة 17 فبراير منتصرة وأن أهلها منتصرون وأن شعب ليبيا سينال حقه إن شاء الله، لماذا اقسم؟ لأني أؤمن بسنن الله، سنن الله حاسمة، سنن الله ثابتة، سنن الله لن تتغير ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا". حاكمٌ فقد عقله وأردف قائلا أن "هذا الرجل (القذافي) فقد عقله، فمن سمع خطابه منذ ثلاثة أيام وهو مهزوز الشخصية ويهذي بما لا يعرف ويتهم الناس بالخيانة والعمالة ويتهم الشباب بأنهم يأخذون حبوب الهلوسة، يعرف هذه الحقيقة". وأثني القرضاوي على هؤلاء الشباب قائلا: "هذا الشباب الطاهر البريء الذي وضع رأسه على كفه من أجل وطنه، ومن أجل دينه لا يتناول مثل هذه الأشياء، يبدو أنه يعبِّر عن نفسه ويتناول هذه الأشياء هو وأبناؤه فهذا الشباب تربي على الصحوة الراشدة". وأضاف القرضاوي أنه "لما قامت هذه الثورة المجيدة في ليبيا قال ابن القذافي المسمى سيف الإسلام وهو بالإسلام لا سيفا ولا عصا، أننا لسنا مصر ولا تونس نحن قبائل وسيقتل بعضُنا بعضاً حتى نفنى عن آخرنا وجاءه الرد والتكذيب فورا من القبائل التي انضمت إلى الثورة". وأوضح أن "قبيلة القذاذفة نفسها معظمهم انضم إلى الثورة وكان آخر أحمد قذاف الدم أبن عم القذافي الذي أرسله إلى القاهرة لكي يجمع فلولا وأناسا يغريهم بالمال مثل المرتزقة الذين جاء بهم من أفريقيا وغيرها، فذهب إلى أبناء علي وغيرهم فرددته هذه القبائل أطرح رد وقالوا له نحن مصريون نعم نحن أصلنا من ليبيا ونحب ليبيا ولكننا مصريون كما نحن مع الثورة وليس ضدها ثم عاد ليطلب اللجوء السياسي من مصر". وكان أحمد قذاف الدم قد أعلن رسميا استقالته من المناصب التي يتقلدها في الجماهيرية الليبية، احتجاجاً على أسلوب المعالجة التي تتم في معالجة الأزمة الليبية، حيث يشغل قذاف الدم منصب المبعوث الشخصي للزعيم الليبي معمر القذافى. وتابع: "فكل الضباط الأحرار الشرفاء انضموا للثورة الليبية.. ولابد للمقربين من القذافي أن ينصحوه بترك السلطة، وإذا لم يفعلوا فسيلحقهم العار في الدنيا والعذاب في الآخرة لأنهم وقفوا ضد أمَّتهم وضد قبائلهم من أجل مصالحهم الشخصية فمن يحب القذافي فلينصحه هذه النصيحة". يهذي بما لا يعرف وحول خطاب القذافي الثلاثاء الماضي الذي هدده فيه بسحق شعبه ووصفهم بالجرذان والفئران و"المقمّْلين"، قال القذافي "هذا الرجل فقد عقله من سمع خطابه منكم منذ ثلاثة أيام وهو مهزوز الشخصية ويهذي بما لا يعرف ويتهم الناس الخيانة والعمالة ويتهم الشباب بأنهم يأخذون حبوب الهلوسة وذكر هذا 13 مرة في خطابه، هذا الشاب الطاهر البريء الذي وضع رأسه على كفه من أجل وطنه ومن أجل دينه وهو قال عن هؤلاء الشباب هؤلاء جرذان.. رجل يسب شعبه وأخيرا يقول إنهم من أتباع بن لادن، فهل بن لادن يتحكم في الشعب الليبي كله ما أعظم ابن لادن إن كان كذلك". واستطرد قائلا: "أقلُّ ما يقال عنه إنه رجل شاذ عنده جنون العظمة يريد أن يجعل نفسه فيلسوفا ومفكرا وصاحب نظرية مثل كارل ماركس وماوي تسي تونغ، فكل شيء عنده شاذ حتى اسم الدولة الجماهيرية الشعبية الاشتراكية.. العظمى؟". وأشار الشيخ القرضاوي إلى أن القذافي "جاء بما لم يأتِ به أحدٌ؛ فلا مؤسسات ولا مجلس نواب ولا أحزاب.. هو كل شي وشاذ حتى في الصيام والفطر ليبيا تصوم قبل العالم الإسلامي كله وتفطر قبل العالم الإسلامي كله". واعتادت ليبيا على تحديد الأشهر الهجرية ورؤية أهلَّتها عبر الحسابات الفلكية دون الأخذ بالرأي الشرعي والتي غالبا ما تأتي مخالفة لكافة العالم الإسلامي. وتابع الشيخ القرضاوي قائلا: "كنت هناك قبل أشهر وقلت لهم ما هذا يا أهل ليبيا؟ فقالوا هذا الأمر لا نستشار فيه وهو صاحب هذا الأمر فهو شخص شاذ والإسلام لا يحب الشذوذ، يد الله مع الجماعة حتى أنه في وقت من الأوقات خيل إليه أن يحذف كلمة "قل" من سورة قل أعوذ برب الناس قائلا إن ربنا قال للنبي قل.. فكلمة قل تدل على أن النبي ملقن لأنه مخاطب يخاطب من سلطة أعلى منه، وكان يعيب على الناس أنهم يحبون النبي قائلا إنكم تعبدون محمداً". ولفت الشيخ القرضاوي إلى أن القذافي مريض بجنون العظمة مستشهدا بمقولة الزعيم الليبي الشهيرة "أنا ملك ملوك إفريقيا وسلاطين العالم وأمير المؤمنين؟". وتشهد ليبيا منذ الأسبوع الماضي مظاهرات عنيفة تطالب بإسقاط نظام القذافي سقط خلالها مئات القتلى والجرحى، وسط أنباء عن فقدان الزعيم الليبي السيطرة على مساحات واسعة من البلاد. * ... "كما أقسمت أن مبارك زائل وثورة 25 يناير منتصرة وقد انتصرت بالفعل، أقسم أن ثورة 17 فبراير منتصرة وأن أهلها منتصرون وأن شعب ليبيا سينال حقه إن شاء الله، لماذا اقسم؟ لأني أؤمن بسنن الله، سنن الله حاسمة، سنن الله ثابتة، سنن الله لن تتغير ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا".