ذهب نظام حسني مبارك فأطلق د. عمرو خالد مجددا مشروع "إنسان" بعد توقف دام عامين، أرجعه كثير من المتابعين لرغبة ابن الرئيس السابق جمال مبارك في منع أي مشروع ينافس مشروعه "تنمية ألف قرية" حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة المصريين. ومن قلب ميدان الثقافة، أكبر ميادين مدينة سوهاج بصعيد مصر، عقد الداعية عمرو خالد ظهر الجمعة لقاء جماهيريا حاشدا يعد الأول له بصعيد مصر منذ نحو منذ 10 سنوات وأعلن فيه عن تدشين مشروع "إنسان" الذي يهدف إلى مكافحة التسرب من التعليم والفقر والبطالة. وطالب خالد في كلمة له بأن تتحول دفة التنمية إلى الصعيد الذي ظلم كثيراً في العقود السابقة، وبأن يتكاتف أبناءُ الصعيد عامة وسوهاج خاصة في إحداث تلك التنمية. ووسط حضور شبابي بشكل خاص تجاوز ال15 ألفاً من المسلمين والمسيحيين بالمدينة، افترشوا الأرض بوسط الميدان لسماع كلمة عمرو خالد التي لم تتجاوز ال15 دقيقة، أكد الداعية الشهير أن "مصر تعيش مرحلة جديدة لا للكراهية فيها مكان، ولا مجال فيها لتصفية حسابات الماضي"، بحسب موقعه الخاص. وأضاف أن "المواطنين والجيش اليوم يدٌ واحدة يحبُّ كل منهما الآخر، وأشار أيضا إلى أن "ثورة 25 يناير أول ثورة في تاريخ العالم سلمية، تكنولوجية بدون زعيم.. الزعيم فيها هو الشعب". وشدد على أن "مثل هذه الثورة يجب أن ترافقها ثورة مجتمعية نهضوية تنموية لتغيير مجتمعاتنا إلى الأفضل" ومن هذا المنطلق أعلن اعادة إطلاق مشروعه التنموي (مشروع إنسان)، "بعد العراقيل التي أدت إلى توقفه، والمضايقات التي تعرض إليها المشروع، نتيجة عدم رغبة البعض في استمراره بسبب ظروف سياسية بحتة جاءت لتصادمه مع مشروع آخر تبناه النظام السابق وأثبت – للأسف الشديد– فشله". وأرجع اختياره لمحافظة سوهاج وليس القاهرة ليعلن منها إعادة إطلاق مشروع إنسان، إلى "الظلم الشديد الذي تعرض له الصعيد في مجالات التنمية والبنية التحتية والمشروعات الاجتماعية، وحتى في التغطيات". وقال عمرو أن الصعيد الذي كان يتجاهله كثيرون: يجب أن نبدأ في تنميته والاهتمام به خلال المرحلة المقبلة، لاسيما وأن أهله هم أصحاب حضارة وعزيمة، ومع ذلك فقد تراجعت أحوالهم خلال السنوات السابقة نتيجة عدم الاهتمام بهم وعدم السماع لمتطلباتهم للدرجة التي جعلت أكثر القرى فقراً في مصر في محافظات الصعيد. للمسلمين والمسيحيين معا وفي نهاية كلمته، التي حضرها شباب مسيحي، طالب عمرو خالد من أهالي سوهاج تطبيق خلقين أساسيين: وهما: "الاعتزاز بالنفس" أي تقدير الذات وفهم كل شخص لقدراته الحقيقية لأن ذلك سيساعد على بناء البلد، أما الخلق الثاني فهو "التراحم الشعبي"، خاصة بين المسيحيين والمسلمين، مؤكداً أن على كل سوهاجي أن يحلم بمستقبل بلده عامة ومحافظته خاصة لعشرين سنة قادمة، ولا ينظر تحت قدميه، حتى يساعد الجميع في بناء مصر. وكان عمرو خالد قد وصل إلى محافظة سوهاج صباح الجمعة إلا أنه لم يتمكن في إلقاء خطبة الجمعة حيث التقى مع 500 من أعضاء جمعيات "صناع الحياة" العاملة، ناقش معهم كيفية تنفيذ ومساهمة شباب سوهاج في مشروعات محو الأمية التي أطلقتها مؤسسة فودافون وبمشاركة من مؤسسة صناع الحياة وكذلك مشروع إنسان. وقد استقبل خالد بمجموعة من الهتافات والأغاني الخاصة بثورة 25 يناير باعتباره أحد المؤيدين للثورة، حيث تواجد خلال "الجُمع" الثلاث الماضية في قلب ميدان التحرير بالقاهرة. وعقب الاجتماع، استقبل الأنبا باخوم، أسقف الكنيسة في سوهاج عمرو خالد حيث بحث الطرفان كيفية التعاون لإحداث تنمية ونهضة كبيرة في محافظة سوهاج. وأثنى الأنبا باخوم على المشروعات التي طرحها د. عمرو وقال إن المشروعات التنموية مثل محو الأمية وصناع الحياة وإنسان، هي الأمل الحقيقي في إحداث وحدة وطنية حقيقية، لأن مثل تلك المشروعات لا يمكن أن تتم دون مشاركة مجتمعية كاملة من كل أطراف وأطياف الأمة. وطالب الأنبا باخوم من شباب الكنيسة المشاركة بقوة في تلك المشروعات لأنها تعمل على نهضة المحافظة خاصة ومصر عامة، وهو الأمر الذي تحرص عليه الكنيسة.