- تسود حالة من الترقب أوساط المشاهدين في الولاياتالمتحدةالأمريكية مع قرب انتهاء حلقات المسلسل التليفزيوني »24«، والذي تعرض آخر حلقاته اليوم الإثنين على شاشات التليفزيون الأمريكي. وسيقوم العميل الخاص جاك باور، مدمر الإرهابيين في أنحاء العالم، والذي يجسد دوره الممثل كيفر ساذرلاند، بنزع فتيل آخر قنابله وينقذ العالم من المتآمرين الأشرار لآخر مرة مساء اليوم الإثنين مع بث آخر حلقات هذا المسلسل الطويل على شاشات التلفزيون الأمريكي. وبدأ العرض الأول للمسلسل على شبكة »فوكس« التليفزيونية في نوفمبر 2001، حيث كانت أمريكا لا تزال تعاني من تبعات الهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 سبتمبر من نفس العام. وفي ذلك الوقت، كان هناك كثير من التكهنات بشأن إذا ما كان الرأي العام الأمريكي المصدوم الذى اهتزت مشاعره بصورة كبيرة بسبب بشاعة الهجمات يرغب في رؤية مشاهد روائية للإرهاب مرة أخرى. لكن نجاح »24« أظهر شهية كبيرة للإثارة والتمثيل بالأشخاص وفوق كل هذا بطل خارق يمكنه هزيمة جميع الأعداء. وكانت السمة المميزة للعميل الخاص هي مبدأ »الغاية تبرر الوسيلة« التي تتسبب في تصادمه مع مسؤولي واشنطن البارزين، الذي يعارضون لجوء باور إلى تعذيب الإرهابيين المشتبه بهم للحصول على المعلومات التي يحتاجها لإنقاذ أرواح المدنيين. وقال باور في إحدى الحلقات لمتهم »ستقول لي ما أريد أن أعرفه- الأمر يتوقف فقط على مدى الأذى الذي ترغب فيه«. وتدور تكهنات أن المبررات التي استخدمها باور أثرت على أفراد الجيش الأمريكي الذين ارتكبوا انتهاكات في العراق وفي مناطق أخرى. ولطالما انتقدت منظمات حقوق الإنسان صور التعذيب التي يعرضها المسلسل، لكن الملاحظة انتشرت على نطاق واسع حتى أن الجيش الأمريكي ناشد منتجي المسلسل بتخفيض وتيرة الأحداث، وفقا لتقرير نشرته مجلة »نيويوركر« في عام 2007. ونقل التقرير عن البريجادير جنرال باتريك فينيجان، عمدة الأكاديمية العسكرية الأمريكية الشهيرة في ويست بوينت، قوله »أود منهم أن يتوقفوا. يتعين عليهم عرض أين يأتي التعذيب بآثار عكسية... يشاهد الأطفال هذا ويقولون /إذا كان التعذيب أمر خطأ فماذا عن 24؟/ الأمر المحير هو أنه على الرغم من هذا ربما يتسبب التعذيب في بعض الألم المنسي لجاك باور، فهو دائما الشيء الوطني الذي يمكن فعله »في المسلسل«. ومثل هذه الشخصيات موجودة في السينما الأمريكية والتليفزيون منذ فترة طويلة، لكن الابتكار الحقيقي هو في إطار »الزمن الحقيقي« للحلقة والتي تمثل فيها كل دقيقة من دقائق البث التليفزيوني دقيقة تمضي في معاناة الشخصيات، مع الظهور المتكرر لساعة رقمية كبيرة على الشاشة لزيادة إثارة تدفق الأحداث. وعلى مدار ثمانية أعوام فتنت أعمال باور البطولية الكثير من المشاهدين من خلال إحباطه لعمليات اغتيال ونزعه فتيل قنابل نووية واعتراضه لهجوم بغاز الأعصاب. حتى أن ساذرلاند نفسه تفاجئ بالنجاح الذي حققه المسلسل. وقال باور »يتوافق بالفعل مع الأشياء التي تحدث في الأخبار وجعلته حقا شيئا واقعيا يفاجئنا على حين غرة«. لكن الأمر لم يكن مفاجئا لوالتر جاري شارب، وهو عسكري سابق في البحرية الأمريكية يدرس منهجا في جامعة جورج تاون يتعلق بمسلسل »24«. وقال شارب »يعطينا إحساسا بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية يمكنها، وهي بالفعل كذلك، على فعل شيء ما لمحاربة الإرهاب... يعطينا بطلا«. ربما تنتهي الحلقات لكن البطل سيظل عالقا في أذهان كثير من مشاهدي المسلسل البالغ عددهم تسعة ملايين شخص الذين شعروا بالسعادة لمتابعة حلقاته الأسبوعية. وأعلن منتجو المسلسل خططا لتحويل المسلسل إلى فيلم سينمائي، والذي يتوقع أن تكون أحداثه درامية ومروعة ومثيرة للجدل بصورة أكبر من المسلسل نفسه.