اشتباه تركي بدعم ألمانيا للانقلاب الفاشل ** زادت أنقرة في الساعات الماضية من وتيرة هجومها على أوروبا على خلفية منع الأخيرة مسؤولين أتراكا من المشاركة في تجمعات تركية موالية للرئيس رجب طيب أردوغان وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن أوروبا تمارس النفاق في مسألة الديمقراطية وحرية التعبير. ق. د/وكالات رد متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأحد على تصريحات رئيس جهاز المخابرات الخارجية الألماني التي قال فيها إن الحكومة التركية لم تستطع إقناع جهازه بأن فتح الله غولن كان وراء محاولة الانقلاب. وقال إبراهيم كالين إن الشكوك التي عبرت عنها وكالة المخابرات الألمانية في دور فتح الله غولن المقيم في الولاياتالمتحدة في محاولة انقلاب في تركيا العام الماضي دليل على أن برلين تدعم المنظمة التي كانت وراء المحاولة. جاء ذلك في تصريحات له في مقابلة بثتها على الهواء مباشرة قناة سي أن أن ترك في تصعيد جديد للتوتر بين أنقرةوبرلين بدأته الأخيرة إثر منعها تجمعات للأتراك مؤيدة للتعديلات الدستورية في الاستفتاء المقبل ما يلقي الضوء على حرية التعبير في ألمانيا. ونشرت مجلة دير شبيغل الألمانية في وقت سابق مقابلة مع رئيس جهاز المخابرات الخارجية الألماني برونو كال قال فيها: حاولت تركيا إقناعنا بذلك على كل المستويات لكنها لم تنجح بعد. إلا أن كالين رأى في تصريح المسؤول الألماني أنه دليل على أن برلين دعمت الانقلاب. ورفعت ألمانيا من حدة التوتر أيضا وذلك بعد أن سمحت لنحو ثلاثين ألف شخص من الأكراد السبت في التظاهر في فرانكفورت غرب ألمانيا ضد سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رغم منعها تجمعات عدة للأتراك مؤيدة له. ورفع المشاركون أعلاما ولافتات لحزب العمال الكردستاني المحظور إضافة إلى صور لزعيمه عبدالله أوجلان ولم يلق ذلك أي اعتراض رسمي أو تعليق من السلطات. وأدانت الحكومة التركية المظاهرة بوصفها غير مقبولة واتهمت ألمانيا بالنفاق لسماحها بخروجها. وقال المتحدث باسم أردوغان في بيان: من غير المقبول رؤية رموز وشعارات حزب العمال الكردستاني فيما يُمنع الوزراء والمشرعون الأتراك من الاجتماع بمواطنيهم. وفي ألمانيا أكبر جالية تركية في العالم مع ثلاثة ملايين شخص تتودد إليهم مختلف الأطراف قبل كل انتخابات رئيسية في تركيا. وتوترت العلاقات بين برلينوأنقرة منذ الانقلاب الفاشل في تركيا في جويلية وتفاقمت بعد سجن مراسل صحيفة دي فيلت في تركيا الألماني التركي دنيز يوجل بتهمة الدعاية الإرهابية. وشهدت تركيا محاولة انقلاب فاشلة في 15 جويلية العام الماضي كادت أن تطيح بالسلطة الديمقراطية وبأول رئيس تركي منتخب إلا أن الشعب التركي أفشلها بعد طلب الرئيس التركي نزولهم إلى الشوارع. وتتهم تركيا غولن بأنه وجماعته وراء المحاولة الانقلابية وقامت باعتقال العديد من أتباعه وطالبت بتسليم غولن المقيم في الولاياتالمتحدة للمحاكمة. ومنذ الانقلاب الفاشل توترت العلاقات بين تركيا والدول الأوروبية التي زادت من انتقادها للسلطة في تركيا منذ المحاولة الانقلابية وكان تنديدها بالانقلاب فاترا. اتهامات متبادلة وشدد رئيس الوزراء التركي من جهته أن أوروبا صمتت عندما انقلب الجيش المصري على الرئيس المنتخب محمد مرسي كما صمّت آذانها عن المجازر التي تعرض لها المسلمون في البوسة والهرسك (إبان التسعينات). وتابع انتقاداته للدول الأوروبية قائلا: يركلون اللاجئين السوريين وينصبون الأسلاك الشائكة كي لا يستقبلوهم في بلادهم. وأضاف: نحن دولة تسودها الديمقراطية التي فقدت مؤخرا أثرها في أوروبا. وسأل دول أوروبا قائلا: أين هي الديمقراطية وحقوق الإنسان؟ وندد بممارسات الشرطة الهولندية مضيفا: رأينا كيف اعترضت سلطات هولندا طريق وزيرتنا وهاجموا مواطنينا بالأحصنة والكلاب. واختتم كلمته قائلا: سنلتزم جانب الهدوء ولكننا سنحاسبهم على ما فعلوه عندما يحل الوقت المناسب. الخارجية تستنكر كما استنكرت وزارة الخارجية التركية سماح السلطات الألمانية لأنصار منظمة بي كا كا التي تصنفها أنقرة بالإرهابية بالتظاهر في مدينة فرانكفورت السبت ضد الاستفتاء الذي ستشهده تركيا في 16 أفريل القادم. ووصفت الخارجية التركية في بيانها تصرفات الحكومة الألمانية بأنها مزدوجة المعايير من حيث سماحها لأنصار المنظمة الإرهابية بالتظاهر ووضعها عراقيل أمام نواب أتراك في لقاء مواطنيهم بألمانيا. وأوضح البيان إعطاء السلطات الألمانية الإذن لمظاهرة رفعت خلالها صور زعيم منظمة بي كا كا إلى جانب شعارات المنظمة الإرهابية بأنها حادثة تدعو للاستغراب وبأنها تدعو للتفكير على صعيد مكافحة الإرهاب. وأكدت الخارجية إدانتها لتصرف السلطات الألمانية ولفتت إلى أن الإدانة تم إبلاغها لسفارة برلين في أنقرة. وأعلنت شرطة فرانكفورت في وقت سابق تصريحها لمظاهرتين في منطقتين مختلفتين بالمدينة قالت إنهما للاحتفال بعيد النوروز في خطوة تظهر ازدواجية معايير ألمانيا التي منعت مسؤولين أتراكا من تنفيذ فعاليات على أراضيها قبل أيام. وأفادت مصادر بأن أنصار المنظمة الذين جاؤوا من مناطق مختلفة تجمعوا في مركز المدينة ونظموا مسيرة تحت إشراف الشرطة ورفعوا صورا لزعيم المنظمة عبدالله أوجلان ورايات المنظمة ورددوا هتافات ضد تركيا. وفي المقابل ألغت السلطات في مدينة غاغناو الألمانية مطلع الشهر الجاري ترخيصا كانت منحته لاتحاد الديمقراطيين الأتراك الأوروبيين لعقد اجتماع في المدينة بزعم وجود نقص في المرافق الخدمية اللازمة لاستقبال عدد كبير من الزوار المتوقع توافدهم لمكان الاجتماع. وإثر ذلك ألغى وزير العدل التركي بكر بوزداغ زيارته إلى ألمانيا حيث كان سيشارك في الاجتماع ويلتقي نظيره الألماني. كما ألغت مدينة كولونيا الألمانية تجمعا مماثلا كان من المفترض أن يلقي وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي كلمة خلاله بدعوى وجود مخاوف أمنية. تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا حظرت أنشطة بي كا كا عام 1993 إلا أن أنصارها حملوا الرايات مؤخرا في المظاهرات التي ينظمونها هناك. جاويش أوغلو يحذر من جهته حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من أن أوروبا تنحدر إلى هاوية خطيرة في ظل تصاعد خطاب العنصرية ومعاداة الأجانب. جاء ذلك في كلمة خلال مشاركته باجتماع اتحاد جمعيات رجال الأعمال الشباب في ولاية أنطاليا جنوبي تركيا حيث دعا جاويش أوغلو أوروبا إلى أن تستفيق. وأشار جاويش أوغلو إلى أن كافة القيم الأوروبية أخذت بالانحلال. وأردف قائلا مخاطبا الأوروبيين: هناك مشاكل اقتصادية يمكنكم تجاوزها لكن بدأت القيم الأوربية المشتركة بالزوال. وتابع: العنصرية المتصاعدة ومعاداة الأجانب والإسلام والتعصب ضد الآخر تدفع أوروبا إلى هاوية خطيرة على أوروبا أن تستفيق. وأشار الوزير التركي إلى أن أحزاب تيار الوسط في أوروبا أيضا أخذت تنحو منحى الأحزاب العنصرية في أوروبا خلال الأعوام الأخيرة الأمر الذي يظهر جليا من خلال خطاباتها وممارساتها على أرض الواقع. ولفت إلى سماح الاتحاد الأوروبي لمواطني دول لا صلة لها بأوروبا من قريب أو بعيد بالدخول إليها دون تأشيرة بينما يماطل بخصوص منح الوضع ذاته لمواطني تركيا. واعتبر جاويش أوغلو أن فرنساوألمانيا لا تزالان تمثلان مركز ثقل الاتحاد الأوروبي وأنهما أكثر دولتين تناهضان عضوية تركيا في الاتحاد خشية تغير هذه المعادلة.