اتهمت تركياألمانيا، أمس الجمعة، باتباع سياسة الكيل بمكيالين في التعامل معها، وأكّدت على أنه يتعين على برلين أن ”تتعلم كيف تحسن التصرف” إذا أرادت أن تحافظ على علاقاتها مع أنقرة. واتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الدولة العميقة في ألمانيا، بالوقوف خلف إلغاء فعالية في ولاية بادن - فورتمبيرغ الألمانية، كان سيحضرها وزير العدل التركي. وقال أوغلو: ”إلغاء فعالية كان سيحضرها وزير العدل التركي في ألمانيا يأتي في إطار الممارسات الممنهجة للدولة العميقة”. وأردف قائلا: ”إذا كنتم ترغبون بالعمل مع تركيا، فأنتم مضطرون لتعلم كيفية التصرف معنا، بهذه الطريقة لا تسير الأمور، نحن أيضاً سنرد بالمثل دون تردد”. وذكّر جاويش أوغلو المسؤولين الألمان بمحاولتهم العام الماضي عرقلة اجتماع للرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع المواطنين الأتراك حول المحاولة الانقلابية الفاشلة، في الوقت الذي أعطوا الإذن لمنظمة ”بي كا كا” المصنفة إرهابية بعقد اجتماع، شارك فيه قادة المنظمة عبر البث المباشر. وفي السياق استدعت وزارة الخارجية التركية، يوم الخميس، السفير الألماني لدى أنقرة، مارتن أردمان، لتبلغه احتجاجها على إلغاء سلطات بلاده تجمعين مواليين لأردوغان بمدينتي كولونيا وغاغنو الألمانيتين، في إطار حملة حشد التأييد للتعديل الدستوري بهدف تعزيز صلاحيات الرئيس المقرر التصويت عليه في استفتاء منتصف الشهر المقبل. وكانت بلدية مدينة غاغناو الألمانية أعلنت سحب ترخيص منحته ل”اتحاد الديمقراطيين الأتراك الأوروبيين” لعقد اجتماع في ولاية بادن - فورتمبيرغ جنوبألمانيا، وأرجعت السلطات الألمانية قرارها لعدم تمكن الطاقة الاستيعابية للمقرين من استقبال الحضور. ونقلت الأناضول عن مصدر بوزارة الخارجية قوله أن الاستدعاء تم بناء على أمر من وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، مضيفة أن نائب وكيل وزارة الخارجية محمد بوزاي أبلغ أردمان انزعاج تركيا من الخطوة. وكان من المنتظر أن يلتقي وزير العدل التركي بكر بوزداج بالجالية التركية في ألمانيا ويلقي كلمة في التجمعين. واحتجاجا على قرار السلطات الألمانية، قال وزير العدل التركي أنه ألغى زيارة كان مزمعا أن يقوم بها إلى ألمانيا وكان من المقرر أن يلتقي خلالها نظيره الألماني. ونقل التلفزيون التركي تصريحات بوزداج من مدينة ستراسبورغ الفرنسية على المباشر قال فيها: ”لن يكون هناك لقاء وسأعود من هنا إلى تركيا”. وقال بوزداج ”من غير المقبول أن تمنع السلطات الألمانية تجمعا للمجتمع المدني التركي، لا سيما وأنها تدعي حقوق الانسان والديمقراطية وحرية التعبير”. واستعر التوتر في العلاقات بين برلينوأنقرة على خلفية تنامي انتقادات ألمانيا لاعتقال السلطات التركية مراسل صحيفة ”دي فيلت”، وهو ألماني من أصل تركي. وانتقد وزير خارجية ألمانيا زيغمار غابرييل قرار حبس الصحفي دنيز يوجل (43 عاما)، ووصفه بالقاسي وغير المناسب. وتحدث عن ”أوقات صعبة للعلاقات الألمانية التركية”. وقال محامو يوجل في وقت سابق إن موكلهم محتجز للاشتباه في انتمائه إلى منظمة إرهابية والدعاية الإرهابية وإساءة استخدام البيانات. تجدر الإشارة إلى أن مدة الاحتجاز السابق للمحاكمة يمكن أن تصل إلى خمسة أعوام في تركيا. يذكر أنه يوجد بألمانيا نحو 3 ملايين تركي. وعلى غرار الانتخابات الرئاسية التي نُظمت سنة 2014، يعول الرئيس التركي رجي طيب أردوغان على أصواته في تعزيز صلاحياته خلال الاستفتاء المزمع تنظيمه في 16 أفريل المقبل.