قال جيمس كلابر، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، إن عملية "التطهير" التي تقوم بها السلطات التركية حاليًا في الجيش تعرقل التعاون في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم "داعش". ونقل راديو (سوا) الأمريكي، يوم أمس، عن كلابر قوله، خلال منتدى (أسبن) الأمني بولاية كولورادو، إن عملية الاعتقالات والإقالات شملت الكثير من الضباط الأتراك الذين تعاملوا مع الولاياتالمتحدة. وأشار إلى أن الأحداث في تركيا أثرت على الحرب ضد داعش، لأنها جلبت تداعيات على كل ركائز أجهزة الأمن الوطني في تركيا. وقامت السلطات التركية بتسريح حوالي 1700 عسكري واعتقال حوالي ثلث جنرالات المؤسسة العسكرية وعددهم حوالي 360 جنرالًا، ووجهت اتهامات لحوالي مائة منهم. وأعلنت السلطات التركية عن عملية "تطهير" واسعة في الجيش من أتباع زعيم ما يسمى ب"التيار الموازي" فتح الله غولن، شملت تسريح حوالي 1700 عسكري، واعتقال حوالي ثلث جنرالات المؤسسة العسكرية وعددهم حوالي 360 جنرالا، ووجهت اتهامات لحوالي مئة منهم. وتحتضن تركيا قوات وطائرات أمريكية على أراضيها، حيث تنطلق الطائرات من قاعدة انجرليك الجوية لتنفيذ هجمات على مقاتلي داعش في العراق وسورية. وتوقفت هذه العمليات الجوية في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة، واتهمت أطراف تركية واشنطن بمساعدة الانقلابيين، لكن الأخيرة نفت هذه التهم جملة وتفصيلا. وفي السياق، علق وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، على تصريحات كلابر بأنّ حصر القدرة العسكرية التركية بهؤلاء الموقوفين فقط ينم عن جهل، وينطوي على سوء نية. غولن متحديا أردوغان: لا أخشى تسليمي لأنقرة ! وفي سياق ذي صلة، خرج فتح الله غولن، الذي تتهمه السلطات التركية بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة، عن صمته مجددا وأعلن أنه لا يخشى مطلقا تسليمه إلى أنقرة من السلطات الأمريكية. وقال غولن، لصحيفة "كورييه دي لا سيرا" الإيطالية، يوم أمس: "لم تؤكد الإدارة الأمريكية حتى الآن حصولها على طلب رسمي من أنقرة بشأن تسليمي إلى تركيا. من الواضح أن الحديث يدور حول الطلب المسيس، وأنا واثق أن الحقائق ستثبت ذلك. لقد انتقدت مرارًا محاولة الانقلاب، وأرفض رفضا باتا أي اتهامات بتدبيري لها". وكان مسؤولون أتراك أكدوا في وقت سابق أنّ تسليم غولن أضحى مسألة وقت. وقال غولن "لست قلقًا وسأتعاون مع السلطات الأمريكية في هذا الشأن". ووجه زعيم حركة "خدمة" انتقادات لاذعة لسياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيرًا إلى أن "سم السلطة" أصاب أردوغان وحزبه على مر السنوات التي قضاها في السلطة، مضيفا أن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي كفيل بتأمين الديمقراطية بها. لأنّ أوروبا "تستطيع أن تؤثر على تركيا بشكل إيجابي". ويشار إلى أنّ وزارة العدل التركية تحدثت في وقت سابق عن احتمال مغادرة غولن الولاياتالمتحدة إلى بلدان أخرى، بما فيها كندا، أو مصر، أو أستراليا، أو جمهورية جنوب إفريقيا، أو المكسيك. وفي شأن ذي صلة، تناقلت مصادر إخبارية أن المسؤولين الألمان يرون مؤسسي جماعة مللي جوروش، ذات الصلات الوثيقة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، متطرفين. وتضم قائمة تعدها وزارة الداخلية الألمانية منذ فترة طويلة، بالتهديدات المحتملة، تنشر سنويا أسماء أنصار مللي جوروش، الذين يقدر عددهم بنحو 31 ألف شخص. وتم تقليص العدد الإجمالي لأنصار الجماعة، بدرجة كبيرة في تقرير المخابرات الألمانية للعام 2015، الذي نشر الشهر الماضي، في مؤشر إلى انحسار أعداد المتطرفين في الجماعة، على حد قول مصادر أمنية، إلا أن التقرير أكد أن عدد المتطرفين المؤيدين للجماعة لا يزال يقدر ب 10 آلاف. وجاءت الخطوة الألمانية في وقت تشهد العلاقات الألمانية التركية توترا بسبب الانتقادات العلنية لحملة أردوغان على المشتبه بمشاركتهم في محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت منصف جويلية الجاري.