لضمان تحسين التكفل بالمصابين بالتوحد ** أعلن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف أمس الأحد بالجزائر العاصمة عن تشغيل 17 مصلحة للطب النفسي للأطفال خلال سنة 2017 لضمان متابعة وتكفل جيد لفئة المصابين بالتوحد عبر القطر. وأكد وزير الصحة خلال إشرافه على افتتاح يوم دراسي حول مرض التوحد بمناسبة إحياء اليوم العالمي لهذا الداء الذي يصادف 2 أفريل من كل سنة أنه سيتم تشغيل 17 مصلحة للطب النفسي للأطفال خلال سنة 2017 مشيرا إلى بعضها التي اكتسبت خبرة -حسبه- مما يؤهلها لتصبح مراكزا مرجعية حتى تستفيد من الدعم اللازم. ويمكن لهذه المراكز المرجعية -كما أضاف- أن تلعب دورا هاما في مجال التوأمة بين عدة ولايات فضلا عن دور الحركة الجمعوية الناشطة في هذا المجال والتي اثبتت جدارتها في مجال المرافقة. وبخصوص البرنامج الوطني للتكفل بالتوحد الذي تم بعثه خلال سنة 2016 أوضح وزير الصحة أنه وبفضل الاطلاع على تجارب الدول المتقدمة تم رسم الخطوط العريضة لهذا البرنامج القطاعي بعد التنصيب الرسمي يوم 18 جويلية الفارط للجنة الوطنية القطاعية التي اسندت لها مهمة متابعة وتطبيق هذا البرنامج. ويرتكز البرنامج خصوصا على متابعة الوضعية الحالية للمرض التوحد ودعم التكوين بالإضافة إلى بعث دراسات مستقبلية وقد كشف السيد بوضياف بالمناسبة عن إطلاق دراسة نموذجية حول هذا المرض بكل من ولايات الجزائر العاصمة والبليدة ووهران وقسنطينة. وقد بلغ عدد الأطفال المصابين بالتوحد المتكفل بهم من طرف وزارة التضامن الوطني والأسرة -حسبما ذكر به مدير ترقية الصحة العقلية بوزارة الصحة الأستاذ محمد شكالي 1702 طفل ومن طرف وزارة التربية الوطنية 2352 طفل بالإضافة إلى متابعة 4000 طفل من طرف الأطباء النفسانيين نسبة 20 تقل أعمارهم عن 3 سنوات كما سجلت ذات المصالح 730 حالة توحد من هذه الفئة العمرية خلال الأشهر الأولى لهذه السنة. وثمّن مدير ترقية الصحة العقلية بالمناسبة النشاطات التي قامت بها الحركة الجمعوية (الطرف الفعال بالبرنامج الوطني) رغم قلة وسائلها وعدد المصابين الذين يقصدونها معبرا من جهته أخرى عن ارتياحه للتكفل بالتأطير والتكوين ومرافقة هذه الجمعيات في إطار البرنامج المذكور. وشدد رئيس مصلحة الطب النفسي للأطفال بالمؤسسة المتخصصة في الأمراض العقلية بشراقة الأستاذ مجيد طابتي على ضرورة تكوين الأخصائيين لتحسين التكفل مشددا على الخصوص على الكشف المبكر لأعراض المرض منذ الأشهر الأولى من عمر الطفل والتي تظهر -حسبه- في عزلته عن الآخرين وعدم اهتمامه باللعب فضلا عن تسجيل اختلالات في النطق والسمع وتميزه في العديد من الحالات بكثرة الحركة. وأشارت الدكتورة حموم باية ناشطة بالحركة الجمعوية وطبيبة بوحدة الكشف المدرسي بولاية تيزي وزو إلى معاناة العائلات بحثا عن مراكز متخصصة تتكفل بأبنائها مؤكدة عدم قدرة الجمعيات والأسر لوحدها التكفل بهذه الفئة من المجتمع مشددة على ضرورة مشاركة وتظافر جهود الجميع خاصة القطاع الصحي من خلال تعزيز الكشف المبكر عن الداء.