بعد الابتزاز الإيطالي .. الاتحاد الأوروبي يُطمئن: ** * كانيتي: الظروف متوفرة لكي تواصل الجزائر تأمين التموينات الأوروبية وجّه الاتحاد الأوروبي رسالة طمأنة صريحة لبلادنا مفادها أنه لا خوف على صادرات الغاز الجزائري حيث أكد المفوض الأوروبي المكلف بالمناخ والطاقة ميغال آرياس كانيتي أمس الثلاثاء أن كل (الظروف متوفرة) لكي تتواصل الشراكة الطاقوية الجزائرية الأوروبية مشيرا إلى عديد المزايا التي تتمتع بها الجزائر من أجل المساهمة في تأمين التموينات الأوروبية وهو تصريح مطمئن جدا بعد (الابتزاز) الإيطالي. وصرّح كانيتي خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الطاقة والمناجم نور الدين بوطرفة قائلا إذا قدرنا القدرة الطاقوية غير المستغلة للجزائر وقربها الجغرافي ووجود منشآت قاعدية لنقل الغاز نحو أوروبا فإننا نلاحظ أن الشروط مجتمعة حتى تستفيد أوروبا أكثر من الغاز الجزائري وتستفيد الجزائر من السوق الأوروبية . وحسب المفوض كانيتي فإن الاتحاد الأوروبي حريص على ان تتواصل (تجارة الغاز هذه) التي تعود بالفائدة على كلا الطرفان وأن تتطور أكثر فاكثر. واعتبر أنه من اجل هذا من الضروري إبرام عقود جديدة للتموين والاستثمار والإنتاج والاستكشاف مشيرا إلى انه يجب تحقيق تقدم في بعض المجالات من اجل دفع التعاون الطاقوي الجزائري الأوروبي أكثر فأكثر. وقال إن الإطار التنظيمي الجزائري للاستثمار يجب أن يحسن حتى تصبح الجزائر وجهة أكثر جاذبية بالنسبة للمستثمرين الأوروبيين مشيرا في هذا السياق إلى الشروع في محادثات بين خبراء أوروبيين وجزائريين من اجل تحديد العراقيل وجلب الحلول. واتفق السيدان بوطرفة وكانيتي في هذا السياق على مواصلة -في الأشهر المقبلة- الحوار الرامي إلى تعزيز جاذبية إطار الاستثمارات في هذا القطاع أكثر فأكثر. وتعتبر الجزائر أكبر وأنجع مموّن لأوروبا وستبقى كذلك على المديين المتوسط والبعيد في حين تعد أوروبا أهم مستورد للغاز الجزائري وستبقى كذلك خلال السنوات المقبلة. وأعرب المفوض الأوروبي المكلف بالعمل من اجل المناخ والطاقة من جهة اخرى عن أمله في العمل من اجل رفع الاستثمارات الأوروبية في قطاع الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية مشجعا تسهيل الاتصالات بين المؤسسات الجزائرية والأوروبية. وفي نفس السياق صرح المفوض الأوروبي المكلف بالمناخ والطاقة أنه سيتم عقد لقاء حول الطاقة الشمسية بالجزائر العاصمة سيجمع المؤسسات الأوروبية بهدف الإعلان عن مناقصة لإنجاز مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية بطاقة 4.050 ميغاواط من أجل بحث سبل التعاون بما في ذلك دعم المؤسسات المالية الأوروبية المتخصصة في المجال. وأضاف السيد كانيتي أن الجزائر والاتحاد الأوروبي اتفقا على تعزيز وتعميق نشاطات التعاون في إطار الشراكة الاستراتيجية الجزائر-الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة من خلال تنظيم طبعة ثانية لمنتدى الأعمال الجزائر-الاتحاد الأوروبي حول الطاقة على مستوى صناع القرار بالجزائر العاصمة وتقييم التطورات الحاصلة خلال الاجتماع السنوي للحوار في 2018. وتعد خرجة المسؤول الأوروبي مطمئنة جدا للجزائر بعد أيام من خرجة إيطاليا التي هددت بعدم تجديد عقود استيراد الغاز الجزائري بدعوى ارتفاع أسعاره وهو ما اعتبره متتبعون استفزازا وابتزازا صريحين.. وترأس السيد بوطرفة والسيد كانيتي أمس الثلاثاء في بروكسل الاجتماع السنوي الثاني للحوار السياسي رفيع المستوى حول الطاقة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي. ويندرج هذا الاجتماع في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة حيث وقع الطرفان في جويلية 2013 على مذكرة اتفاق حول إقامة شراكة استراتيجية في مجال الطاقة بهدف بحث تفعيل هذه الشراكة وتعزيز وتعميق علاقاتهما في مجال الطاقة. وتشمل الشراكة مجمل المواضيع ذات الاهتمام المشترك وهي المحروقات والطاقات المتجددة والنجاعة الطاقوية وإصلاح الإطار التشريعي والقانوني والإدماج التدريجي لأسواق الطاقة وتطوير المنشآت ذات الاهتمام المشترك والتحويل التكنولوجي وكذلك التنمية المحلية.