يشكل حضور الفرنسيين من أصول مغاربية -خاصة الجزائريين- رقما صعبا في الاستحقاق الرئاسي الذي ستجرى مرحلته الأولى غدا الأحد الأمر الذي دفع عددا من المرشحين إلى محاولة جذب هذا الصوت الانتخابي. وحسب أرقام غير رسمية فإن عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية والذين يحملون الجنسيتين الفرنسية والجزائرية يتجاوز المليون ناخب وهم معنيون بالانتخابات الرئاسية كما الانتخابات التشريعية التي ستجرى في جوان المقبل. وتفرض هذه الكتلة الانتخابية الوازنة نفسها على معظم المترشحين للرئاسة الفرنسية الذين يسعون إلى نيل جزء من هذه الأصوات أو النصيب الأكبر منها. وفي فيفري الماضي زار المرشح المستقل للرئاسة إيمانويل ماكرون الجزائر وعبّر عن إدانته الاستعمار الفرنسي للجزائر ووصفه بأنه (جريمة ضد الإنسانية). وفجّر هذا التصريح جدلا كبيرا في فرنسا بين مؤيد ومعارض في الأوساط السياسية والشعبية ووصفته بعض الأوساط بأنه مجرد تصريح يهدف إلى كسب أصوات الناخبين من أصول جزائرية. وكان معهد (إيفوب) لاستطلاعات الرأي خلص في دراسة عام 2012 إلى أن الفرنسيين الذين يحملون الجنسيتين الفرنسية والجزائرية لعبوا (دورا حاسما في فوز فرانسوا هولاند بالانتخابات الرئاسية) على حساب خصمه نيكولا ساركوزي بعد تصريحاته العدائية ضد الجزائر ورغبته في تمرير قانون يمجد الاستعمار الفرنسي. وفاز فرانسوا هولاند على ساركوزي بفارق ضئيل وبنسبة لم تتجاوز حينها 3 بالمائة أي نحو مليون و140 ألف صوت. كما أكدت دارسة أخرى للمعهد نفسه أن الجالية الجزائرية الكثيفة في مدينة مرسيليا (أسهمت بشكل كبير في هزيمة الحزب الاشتراكي) في الانتخابات البلدية عام 2015.