دعت الولاياتالمتحدة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للاستجابة لطموحات شعبه، نافيةً أن تكون لها يد في الاضطرابات التي تشهدها بلاده, فيما أقال صالح حكام خمس محافظات تشهد اضطرابات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي في رسالة عبر موقع "تويتر": "الاحتجاجات في اليمن ليست نتاج مؤامرات خارجية. الرئيس صالح يعرف ذلك جيدًا. شعبه يستحق استجابة أفضل". وكانَ الرئيس اليمني قد ازعم في كلمة له أول أمس أنّ ما يجري من ثورات شعبية في المنطقة العربية ليس إلا "مجرد ثورة إعلامية تديرها الولاياتالمتحدة من غرفة في تل أبيب؟". وقلّل صالح من أهمية الاحتجاجات الشعبية العارمة في اليمن, وقال: إنّ الشعب اليمني يختلف عن التونسي والمصري, مشيرًا إلى أن "اليمن يعانِي من مشاكل في الجنوب والشمال وهو أحوج الشعوب إلى الوحدة". في هذه الأثناء, أقال الرئيس اليمني حكام خمس محافظات تشهد اضطرابات. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" أنّ الإقالات شملت محافظي محافظات حضرموت وعدن والحديدة ولحج وأبين، دون أن تعطي تفسيرًا لأسباب الإقالات. يأتِي ذلك في الوقت اتسعت فيه رقعة المظاهرات والاعتصامات لتشمل عشر محافظات إلى جانب العاصمة صنعاء، وهي: عدن، وتعز، والحديدة، وإب، وصعدة، ولحج، والضالع، وحضرموت، ومأرب، وعمران، إلى جانب تدفُّق متظاهرين من محافظات ريمة والمحويت والجوف، ومجاميع من القبائل المحيطة بالعاصمة، لمشاركة المعتصمين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء. ومن جانبه, أيّد الداعية اليمني الشهير الشيخ عبد المجيد الزندانِي مطالب المعتصمين أمام جامعة صنعاء، وقال: إنه "لا شرعية لحاكم لا يَرْتَضِيه شعبه، وإنّ الشعب هو صاحب الحقّ في اختيار حُكّامه ونوابه". واعتبر الزندانِي خروج الشباب في مظاهرات واعتصامات "حقًّا دستوريًّا وشرعيًّا، وهو نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، كما دعا المعتصمين إلى الاستمرار في مسيرتهم والحفاظ على سلميتها. وبدوره أعلن الشيخ علي الشبواني- وهو أحد مشايخ قبائل مأرب- انضمامه إلى صفوف المطالبين برحيل نظام الرئيس صالح. واكتظّت ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء بعشرات الآلاف الذين ضجّت أصواتهم وارتفعت بصوتٍ واحدٍ مطالبة الرئيس صالح بالرحيل، وهتفوا "اعتصام اعتصام.. حتى رحيل النظام"، كما رفعت شعارات وصور عديدة تدعو للمطالب نفسها. وكان لافتًا انضمام عسكريين إلى المعتصمين بينهم ضابط برتبة ملازم أول خاطب الحشود قائلاً: "من اليوم سأكون في صفّ الشعب، وليس في صف الكراسي"، مؤكدًا أنه لن يؤدِّي التحية العسكرية إلا لمن هم أعلى رتبة منه ممن حضروا لساحة التغيير أمام جامعة صنعاء.