نقابات اختارته موعدا للاحتجاج ** * 10 ملايين عامل يحتفلون بعيدهم العالمي وسط دعوات لتحسين ظروفهم يحتفل غدا أكثر من 10 ملايين عامل في الجزائر بعيدهم العالمي وسط غليان للجبهة الاجتماعية بسبب تدني القدرة الشرائية وغياب تام لسياسة مراجعة الأجور ما دفع بالكثير من النقابات المستقلة لمختلف القطاعات إلى اختيار الشارع للفت انتباه السلطات العمومية حيث يُنتظر أن تنظم غدا مسيرة بولاية بجاية يشارك فيها الآلاف من العمال للمطالبة بحقوقهم المشروعة ودفع الحكومة لإلغاء قانون التقاعد الجديد. الفاتح من ماي لسنة 2017 لن يكون عاديا في الجزائر بعد ارتفاع أصوات الطبقة الكادحة التي أرهقتها بعض تدابير قانون المالية في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد جراء تراجع أسعار النفط والتي أجبرت الحكومة على تطبيق سياسة التقشف والإبقاء على الأجر القاعدي الأدنى خلال الثلاثية الأخيرة (الحكومة الباترونة أرباب العمل) الذي لا يتعدى 18 ألف دينار في حين أجمع خبراء اقتصاديين أن معدل أجر الأسرة الجزائرية يتطلب ما لا يقل عن 60 ألف دينار هي الأوضاع التي جعلت الكثير من النقابات إلى تنظيم مسيرة كرامة التي انطلق التحضير لها منذ أزيد من شهر وسط حملات تعبئة مكثفة للعمال. نقابات عدة قطاعات ستكون حاضرة غدا في الميدان منها قطاع عمال التربية لمختلف الأطوار عمال البلديات موظفي قطاع التكوين المهني التعليم العالي والبحث العلمي الإدارة العمومية عمال مؤسسة الغاز والكهرباء ممارسو الصحة العمومية قرروا الخروج للشارع في عيدهم العالمي لإيصال صوتهم للحكومة ولمواجهة المستقبل الغامض والخطر الداهم الذي ينتظر الطبقة الشغيلة عامة التصدي لحزمة مشاريع القوانين غير الدستورية المؤثرة على المصالح المهنية لعمال ومجابهة السياسة المؤدية التي تزيد الفقر للفقراء والغنى للأغنياء تثبيت الحق في الحوار الاجتماعي الجاد والتفاوض الفعلي والتأسيس لفضاء نقابي قوي لمواجهة الأوضاع الراهنة والمستقبلية للعمال وتحميل المسؤولية التاريخية للمتقاعسين والمتفرجين عن ضياع الحقوق والمكتسبات والمستقيلين اجتماعيا ونقابيا. وطالب الممثلون النقابيون لهذه الشريحة العمالية الاتحاد لإنجاح مسيرة الكرامة التي اختير لها شعارات (نعم للتنمية والتشغيل والمساواة بين صناديق التقاعد وتحسين المقدرة الشرائيّة لا لتجريم النضال الاجتماعي لا لإلغاء الحقوق المكتسبة للعمال لا لمشروع قانون العمل الليبرالي الجديد) والتي ستنطلق من ملعب الوحدة المغاربية إلى مقر ولاية بجاية. ويرفض العمال الجزائريون حسب التكتل النقابي استهداف الحكومة للحقوق الأساسية المكتسبة على غرار الحق في الصحة والتعليم المجاني دون اعتبار منطق التكلفة والربحية التراجع الخطير على الحق في التقاعد والتمييز بين الصناديق ومراجعة قانون العمل وقوانين الضمان الاجتماعي تبني نظام التعاقد والهشاشة اللذان يهددان علاقات العمل وتكريس سلطة المستخدم وصلاحياته على حساب حقوق العمال وتأييد التعسف في استخدام السلطة إلى جانب التضييق المتصاعد على فضاءات حرية التعبير والممارسة النقابية والحق في الإضراب والتقييد لكل حراك اجتماعي. كما يستنكر المراجعة السنوية لقوانين المالية وارتفاع نسب التضخم وتصاعد غلاء الأسعار وتآكل القدرة الشرائية للشرائح الأضعف في المجتمع وهيمنة رأس المال والليبرالية المتوحشة تمهيدا للتخلي عن الدولة الاجتماعية والتضامن بين الأجيال وهي الظروف التي دفعت به لمطالبة كل العمال والموظفين وكل الغيورين على العدالة الاجتماعية والحريات الأساسية في كل القطاعات إلى المشاركة في إنجاح مسيرة الكرامة المزمع تنظيمها يوم الفاتح من ماي 2017 لقناعته بأن سيأتي اليوم الذي يصبح فيه صمتهم أقوى من صوتهم الذي تخنقه الحكومة.