هروبا من لهيب الأسعار أولياء يقتنون كسوة العيد مبكرا تعرف أغلب أسواق ومتاجر الألبسة عبر العاصمة إقبالا كبيرا من طر ف الأولياء الذين شكلوا زحمة بالمحلات وكانت محلات الملابس مقصدهم المفضل في هذه الأيام والغريب في الأمر أنهم يقبلون على اقتناء ملابس العيد قبل حلول شهر رمضان المعظم والسبب في ذلك هو ارتفاع أسعار الملابس قبيل العيد الأمر الذي دفعهم إلى شراءها مبكرا للفراغ منها والتفرغ فيما بعد للصيام والعبادة وتوفير قفة رمضان التي لا تسهل على أغلب الأسر الجزائرية بالنظر إلى المصاريف التي يتطلبها الشهر الفضيل. نسيمة خباجة أصبح الفرد الجزائري يحسب ألف حساب لبعض المناسبات التي تحتاج إلى نفقات على غرار شهر رمضان وعيد الفطر المبارك واختارت بعض العائلات القفز من ميزانية العيد حتى قبل حلول شهر رمضان الفضيل وراحت إلى الشروع في كسوة أبنائها قبل حوالي شهرين من حلول عيد الفطر وكان السبب الرئيسي الحفاظ على الجيب وعلى ميزانية الأسر التي ستختل حتما بسبب المصاريف التي يستنزفها الشهر الفضيل باعتبار أنه شهر يتطلب وجبات خاصة تناسب الصائمين على خلاف أيام الإفطار التي كانت تتدبر فيه الأسر أحوالها بإعداد وجبات بسيطة لا تخرج عن الحبوب والمعجنات في ظل التهاب أسعار الخضر واللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء. زحمة عبر محلات الملابس تشهد أغلب محلات الملابس عبر المتاجر الكبرى زحمة وتدافعا كبيرين والناظر يتهيأ له أننا على بعد أيام قلائل من مناسبة العيد التي تفصلنا عنها مدة شهرين بالتقريب إلا أن القدرة الشرائية للمواطنين جعلتهم يتدبرون أحوالهم ويحسبون جيدا لحلول بعض المناسبات من أجل إسعاد أبنائهم فكان الحل باقتناء كسوة العيد في شهر شعبان قبل حلول شهر رمضان المعظم. بل حتى المحلات تفاعلت مع غاية الأولياء وراح أصحابها يصطفون الملابس المناسبة لمختلف الأعمار مع تبيين أسعارها عبر القصاصات لتسهيل الأمر على الأولياء. اقتربنا من البعض منهم فأجمعوا أن تخوفهم من التهاب الأسعار مع اقتراب عيد الفطر المبارك هو ما دفعهم إلى شراء ملابس لأبنائهم في هذه الفترة والفراغ من المهمة قبل حلول الشهر الفضيل. قالت السيدة وفاء إنها أم لثلاثة أبناء واختارت اقتناء كسوة العيد في هذه الفترة بالنظر إلى انخفاض الأسعار وقالت إنها أكملت كسوة جميع أبنائها ولم يتبق لها إلا الأحذية وعن الأسعار قالت إنها ملائمة جدا وتنخفض كثيرا عن الأسعار الملتهبة في أيام العيد. وقالت إن تكلفة جميع أطفالها لم تتعد 15 ألف دينار وهو سعر مناسب خاصة وأنها كانت تكلفها الكسوة مبلغ 30 ألف دينار في سنوات سابقة عندما كانت تقتنيها في الأيام الأخيرة من رمضان. وفي نظرة خاطفة على الأسعار وجدناها بالفعل تتلاءم وقدرة الأولياء فهناك أطقم للفتيات لا تتعدى مبلغ 3800 دينار والتي ترتفع في أيام العيد إلى 7000 دينار وكذلك سراويل الجينز الخاصة بالأطفال توفرت بسعر 900 دينار في حين ترتفع في ايام ألعيد إلى 1800 دينار وهو ما وجد فيه الأولياء فرصة مناسبة لاقتناء الملابس. رأي مخالف لبعض الأولياء أولياء آخرون يعارضون الفكرة ويختارون جلب كسوة الأبناء في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل ولكل دافع في ذلك بحيث اختلفت الآراء السيدة رقية قالت إنها تعزف عن اقتناء ملابس العيد في شهر شعبان وتختار رمضان لاقتناء الكسوة للاستمتاع بتلك الأجواء البهيجة التي تسبق عيد الفطر المبارك بحيث عادة ما تخرج رفقة أبنائها وزوجها خلال السهرات الرمضانية إلى عدة نواحي عاصمية على غرار باب الوادي وساحة الشهداء من أجل شراء كسوة العيد للأبناء وتستمتع كثيرا رفقة عائلتها وعن الأسعار قالت إنها بالفعل ملتهبة لكنها تتفاوض مع البائعين لكي ينقصوا لها الثمن وهناك من يكونوا رحيمين بالزبائن وبالأولياء في أفضل الأيام. أما سيدة أخرى فقالت إنها تفضل اقتناء ملابس العيد في وقتها المناسب قبل حوالي 10 أيام من حلول عيد الفطر المبارك والسبب هو تنويع الملابس عبر المحلات وجلب موديلات رائعة للأطفال وآخر صرعات الموضة الأمر الذي جعلها تمتنع عن اقتناء ملابس لأطفالها خلال هذه الآونة وهو ما يقوم به بعض معارفها فعلا- تقول- للفرار من التهاب الأسعار لكنهم بنظرها يخسرون التنويع في الموديلات لأطفالهم.