لشروع العائلات في كسوتهم مبكرا التجار يضاعفون أسعار ملابس الأطفال يبدو أن الخطط والحيل التي ترسمها العائلات بغرض الفرار من لهيب الأسعار أضحت تبوء بالفشل في كل مرة، بعد أن تفوق عليها التجار بدهائهم بدليل الارتفاع الذي مس أسعار ملابس الأطفال في هذه الآونة بعد أن راحت بعض العائلات إلى كسوة الأبناء مبكرا، وقصدت من ذلك إتقاء نار الأسعار قبيل عيد الفطر المبارك إلا أنها وقعت في فخها وجحيمها حتى قبل حلول العيد بوقت طويل· نسيمة خباجة لاسيما وأن أغلبية التجار تيقنوا بأن العائلات ذهبت في الوقت الحالي إلى كسوة الأبناء مبكرا، من ناحية لاتقاء نار الأسعار ومن ناحية أخرى للفراغ من ذلك الحمل الثقيل الذي يذهب فيه الأولياء إلى الحوم والدوران بين العديد من المحلات في رحلة شاقة ومتعبة بحثا عن الملابس التي تروقهم وتروق ذوق أطفالهم وترضيهم، لذلك عولت الكثير من العائلات على الفراغ منها مبكرا، وضرب عصفورين بحجر واحد، إلا أن الأولياء اصطدموا باللهيب الذي عرفته أسعار الملابس واكتووا بنارها حتى في هذه الآونة التي تسبق حلول عيد الفطر المبارك بنحو شهر كامل· في جولة لنا عبر بعض المحلات المختصة في بيع ملابس الأطفال على غرار باب الوادي، وساحة الشهداء لاحظنا الاكتظاظ الذي شهدته تلك المحلات وكذا أجواء العيد التي طغت عليها مبكرا، بحيث كان الأولياء يصطحبون أبناءهم من اجل كسوتهم، فكل المعطيات تبين أن الكسوة التي يقبل الزبائن عليها هي بغرض العيد ومنه راح التجار إلى إلهاب أسعارها مبكرا لعدم ضياع الفرصة عنهم· اقتربنا من بعض المحلات على مستوى ساحة الشهداء أسبوعا قبل رمضان وسألنا البعض عن الدوافع التي دفعتهم إلى كسوة أبنائهم في هذا الوقت بالذات، فأجمعوا على أن الفرصة مواتية للتخلص من تلك الخطوة التي تثقل كاهل الأولياء لاسيما وأن رمضان في هذا العام سيوافق شهر أوت وأن الفراغ من كسوة الأبناء سيريحهم لينشغلوا بعدها بمصاريف رمضان، لكنهم أبانوا استياءهم من الأسعار التي فرضتها المحلات بعد أن تيقن أصحابها من شروع العائلات في كسوة الأبناء ففضلوا هم كذلك تسبيق رفع الأسعار للربح السريع على كاهل العائلات· تقول السيدة نورة إنها رافقت أبناءها بغرض كسوتهم للعيد والخلاص من تلك الخطوة الثقيلة نوعا ما في هذه السنة تبعا لحرارة الموسم، وكذا حرارة الأسعار التي من شأنها أن تزداد حدة قبيل العيد، سيما وأنها تشهد في هذه الآونة بالذات ارتفاعا على غرار الأطقم التي وصلت إلى حد 4200 دينار سواء تلك المخصصة للإناث أو للذكور، وكلها دلائل تؤكد على تفطن التجار للحيلة المستعملة من طرف الأولياء في كسوة الأبناء بغرض الفرار من الأسعار وبذلك أوقعوهم في فخها من الآن ليزيدوا من عبئهم تزامنا مع الميزانية التي يتطلبها الاستعداد لشهر رمضان المعظم لتختم بالقول إنها تعتزم كسوتهم مادام أن الأسعار هي نفسها الآن أو في الأيام القادمة ومن الممكن جدا أن تتضاعف على حد قولها· أما السيدة خديجة فقالت إنها انتهت من كسوة أبنائها الثلاثة ولا ينقصهم إلا الأحذية، وعن الأسعار ردت أنها متفاوتة من محل لآخر وتكون محددة تبعا لجودة الثوب وطريقة تفصيله، لتضيف أنها فضلت كسوة أبنائها بملابس ذات جودة عالية مما كلفها دفع مبالغ باهظة والتي سوف تبقى حتما على نفس الوتيرة قبيل العيد هذا إن سلمت من الزيادة، لذلك فضلت الانتهاء من الكسوة مسبقا للتفرغ بعد ذلك لأعباء رمضان المعظم وما يحتاجه من مصاريف إضافية·