تباينت آراء المترشحين لامتحان شهادة التعليم المتوسط في اليوم الثاني، الإثنين، بشأن أسئلة مادة الرياضيات التي اعتبرها البعض "مقبولة" في حين وصفها آخرون ب"الصعبة والمعقدة"، لا سيما اسئلة الهندسة التي تطلبت منهم --مثلما قالوا-- الكثير من الوقت والتركيز، لتحبس الرياضيات بذلك أنفاس كثير من ممتحني "البيام" الذين يسود بينهم التفاؤل بإمكانية تحقيق نسبة نجاح عالية. وخلال جولة استطلاعية في عدد من مراكز اجراء الامتحان بالجزائر العاصمة، رصدت وكالة الأنباء الجزائرية آراء بعض المترشحين التي جاءت متباينة، إذ في الوقت الذي اعتبر البعض من هؤلاء على مستوى مركز الامتحان بثانوية الادريسي (ساحة أول ماي) أن أسئلة مادة الرياضيات كانت "في المستوى وضمن المقرر الدراسي"، رأى البعض الآخر أن اسئلة الهندسة كانت "معقدة تطلبت الكثير من الوقت والتركيز". وفي هذا الصدد، قالت المترشحة وفاء أن امتحان الرياضيات كان "صعبا نوعا ما رغم أنه كان ضمن البرنامج الدراسي"، مشيرة إلى أنها تمكنت من الإجابة بفضل "التركيز والمثابرة والإصرار على النجاح". بدورها ذكرت زميلتها كاتبا التي تجري هذا الامتحان للمرة الثانية، أن أسئلة الرياضيات كان "سهلة" مقارنة بامتحان السنة الماضية، مؤكدة أنها وجدت في الجزء الثاني من اسئلة مادة الرياضيات المخصص للهندسة "نوعا من التعقيد". وعبرت ذات المترشحة عن اصرارها على تحقيق النجاح هذه السنة، لا سيما وانها --مثلما قالت-- قطعت جزءا منه بتحصيل معدلات تفوق 12 من 20 في الفصول الدراسية الثلاثة. وأكد العديد من المترشحين ان بعض الأقسام شهدت "اغماءات" لدى بعض زملائهم قبل إجراء امتحان الرياضيات، باعتبار ان هذه المادة أساسية بالنسبة لهم، مثلما كان للصيام أثر على التلاميذ الذين أصيبوا بالإرهاق في اليوم الثاني من الامتحان بسبب سهرهم بغرض المراجعة. وبثانوية محمد بوضياف والبجاوي بالمدنية، اعتبر المترشحون ان امتحان مادة الرياضيات كان "صعبا"، غير ان الإصرار على النجاح كان غالبا لا سيما وان اسئلة الإنجليزية رفعت من معنوياتهم لكونها كانت في متناول الجميع. وواصل اموقع الفايسبوك "التشويش" على الامتحان المصيري، وسط أنباء عن تسريب مضمون بعض الاختبارات، وإدراج نصوص مزيفة شتتت أذهان بعض التلاميذ.. للإشارة، فإن وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط كانت قد أكدت أن امتحانات شهادة التعليم المتوسط لم تشهد أي تسريب لمواضيع الامتحانات وكل التدابير اتخذت لتأمين هذه الامتحانات داعية الأولياء إلى مرافقة ابنائهم. وقللت الوزيرة خلال ندوة صحفية في ختام زيارتها لولاية معسكر، حيث أشرفت على مراسم إعطاء إشارة انطلاق امتحان شهادة التعليم المتوسط من أهمية بعض حالات نشر مواضيع إمتحانات نهاية السنة الدراسية "خاصة وأن المحاولات القليلة تخص نشر مواضيع الإمتحان بعد شروع التلاميذ في إجرائه وليس قبل دخولهم مراكز إجراء الإمتحان". وأضافت في ذات السياق أن "أخصائيين في الإعلام الآلي والشبكات الإجتماعية بالوزارة يقومون بمتابعة القضية و التعرف على من يقوم بنشر مواضيع الإمتحانات على الشبكة الإجتماعية لإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حقهم إضافة إلى إتخاذ إجراءات صارمة ضد التلاميذ الذين يعثر لديهم على هواتف نقالة خلال الإمتحان". وأبرزت بن غبريط أن "وزارة التربية تعمل على محاربة الغش في الإمتحانات من خلال عدة مستويات إضافة إلى إجراءات الرقابة الصارمة في أقسام الإمتحان ومنها العمل على توعية التلاميذ بالضرر الكبير الذي تلحقه بهم محاولات الغش و محاولات تسريب مواضيع الامتحانات و توعية الأولياء بضرورة منع ابنائهم من محاولات الغش و منع وسائل الغش عنهم". من جهة أخرى أعلنت الوزيرة أنه يجري على مستوى دائرتها الوزارية إعداد "البروتوكولات التنفيذية" الخاصة بمحاربة العنف في الوسط المدرسي بعد الإنتهاء من وضع السياسة العامة للوزارة في هذا المجال. واستهجنت بن غبريط بممارسة نوع آخر من العنف من قبل بعض التلاميذ عبر لجوئهم إلى تمزيق الكتب الدراسية التي سلمت لهم مجانا عند نهاية السنة الدراسية باعتبارها تضييعا للمال العام الذي ينبغي تعويضه لاحقا".