على عكس اليوم الأول، خرج أمس التلاميذ المجتازين لامتحان شهادة البكالوريا غاضبين خاصة بالنسبة للشعب العلمية بسبب امتحان مادة الرياضيات الذي وصفوه بالصعب والمعقد، نظرا لاحتوائه على أسئلة مركبة تشمل العديد من الدروس التي تلقوها طيلة الموسم الدراسي لهذا العام، وهو ما أكده البعض ممن لا تعتبر هذه المرة الأولى التي يجتازون فيها امتحان البكالوريا، مشيرين إلى أنه كان صعبا مقارنة بامتحان السنة الماضية. أصيب تلاميذ في فرع الرياضيات والعلوم في اليوم الثاني من امتحانات شهادة البكالوريا بالارتباك بسبب امتحان الرياضيات الذي وصفوه بالصعب، وأن الأسئلة كانت جد معقدة، حيث انتابهم الارتباك بسبب الامتحان الذي جاء مغايرا لكل توقعاتهم وتكهناتهم، بالنظر إلى صعوبة الأسئلة التي تضمنها موضوع الامتحان الذي جاء ملما وشاملا لمعظم الدروس، الأمر الطي أثر على الكثير منهم، وهو ما أكده كل من الطالبين حسين ز ومحمد أ اللذان يجتازان امتحان شهادة البكالوريا أحرار شعبة رياضيات ورياضيات دقيقة بإحدى مراكز الإجراء ببلدية القبة، موضحين أن موضوع امتحان مادة الرياضيات كان صعبا للغاية، كما انه كان طويلا وملما بجميع الدروس في البرنامج الدراسي، فيما أكدت الطالبة شيماء و انه رغم خوضها لتجربة اجتياز شهادة البكالوريا السنة الماضية إلا أنها لم توفق في نيلها، إلا أنها شعرت بالارتباك والخوف فور إطلاعها على موضوع امتحان الرياضيات الذي أكدت انه كان صعبا مقارنة بامتحان السنة الماضية كما أنه كان جد طويل ويحتوي على العديد من التمارين التي تحتاج إلى التركيز. من جهة أخرى أكد العديد من التلاميذ المترشحين لنيل شهادة البكالوريا شعبة آداب وفلسفة وآداب ولغات أجنبية أن امتحان الرياضيات كان في متناول التلميذ المتوسط، حيث تضمن تمارين ليست في تلك الصعوبة التي تجعل التلميذ غير قادر على حلها، ورغم ذلك تم تسجيل خروج مبكر لتلاميذ شعبة الآداب من قاعات الامتحان البعض منهم أرجع ذلك لكون الامتحان بسيط وتمكنوا من حله بسهولة، فيما أكد البعض الأخر حلهم للتمرين الأول فقط لا غير وبسبب قلة التركيز فضلوا الخروج لمراجعة امتحان اللغة الانجليزية لعل ذلك يجعلهم يعوضون النقاط التي حسروها في مادة الرياضيات. استمرار مهزلة تسريب مواضيع الامتحان عبر الفايسبوك لليوم الثاني على التوالي استمرت مهازل قطاع التربية، حيث تم تسريب على مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك مواضيع امتحان مادة الرياضيات لمختلف الشعب دقائق معدودة فقط عقب توزيع أوراق الامتحان على المترشحين وانطلاق الوقت الرسمي للاختبار، وقد أثارت مثل هذه الممارسات التي لم تتمكن الوزارة الوصية رغم كل الإجراءات والتدابير المتخذة من وضع حد لها ولظاهرة الغش في الامتحانات الرسمية التي استفحلت في الآونة الأخيرة، فيما أكدت بعض المصادر المطلعة ل السياسي أن لا يكون المتهم في هذه التسريبات التلاميذ أو حتى الحراس نظرا لمنعهم من إدخال الهاتف النقال إلى قاعات الامتحان، موجهين الاتهام إلى مسؤولين في قطاع التربية هدفهم زعزعة استقرار القطاع . اغلب المتغيبين عن امتحان البكالوريا من الأحرار من جهة أخرى، أكدت وزيرة التربة الوطنية، نورية بن غبريط، أمس، أن عدد المتغيبين عن إجراء امتحان البكالوريا قليل على المستوى الوطني وأن أغلبهم من المترشحين الأحرار، موضحة في تصريح للصحافة خلال إشرافها على انطلاق امتحانات اليوم الثاني للبكالوريا بمركز بالعاصمة أنه تم خلال اليوم الأول من الامتحان تسجيل عدد قليل من الغيابات في وسط المترشحين للبكالوريا على المستوى الوطني ، مشيرة إلى أن أغلبهم من المترشحين الأحرار، فيما أشادت بالدور الذي قام به الطاقم التربوي بمعية القطاعات الأخرى المعنية خلال اليوم الأول للامتحان من أجل توفير الجو الملائم لإنجاح هذا الأخير والحفاظ على مصداقيته ، داعية الجميع إلى ضرورة البقاء مجندين إلى غاية انتهاء الاختبارات . وأكدت بن غبريط أن دائرتها الوزارية بصدد إحصاء حالات الغش، مشيرة أن العدد تقلص مقارنة بالسنوات الماضية، مبرزة أن حملات التحسيس والتوعية التي شملت التلاميذ والأولياء والمؤطرين خلال السنة الدراسية سمحت بالقضاء على بعض السلوكات السلبية التي تمس بمصداقية البكالوريا ، معتبرة أن القضاء على هذه الظاهرة من شأنه الحفاظ على مبدأ تكافؤ الفرص الذي يقوم على أساسه النظام التربوي قرار الحكومة بقطاع الانترنت مبرر في سياق ذي صلة، كشف المحامي نجيب بيطام، أن هناك من يرى أن قطع بعض مواقع التواصل الاجتماعي هو مساس لحرية الفرد، موضحا في تصريح لإحدى القنوات الإعلامية، أن هدف الحكومة من قطع هذه المواقع هو الحفاظ على مصداقية شهادة البكالوريا، وليس المساس بحرية الأفراد، مؤكدا أن قرار الحكومة هو أمر مبرّر لأن حسب المتحدث الغاية تبرّر الوسيلة ، مشيرا أنه لا يوجد أي قانون يمنع الدولة من قطع هذه المواقع، مضيفا أنه يمكن لهذا الحجب الذي طال بعض مواقع التواصل الاجتماعي أن يسجل بعض الخسائر للأشخاص الذي يتعاملون تجاريا في هذه الأخيرة.