لم تكتف الجزائر بإغاثة رعاياها الهاربين من جحيم نظام معمر القذافي بليبيا، وإجلاء عدد كبير من رعايا دول أخرى في الأيام القليلة الماضية، ولم تكتف بفتح حدودها في وجه الراغبين في مغادرة ليبيا التي تعيش أوضاعا حرجة للغاية، بل وضعت نفسها هذه المرة في نجدة ضحايا نظام "العقيد"، الذين لم تتردد في تزويدهم بالأغذية والأدوية والأغطية، في الوقت الذي تعرف فيه الحدود بين ليبيا وتونس ما يمكن اعتباره مأساة إنسانية حقيقية·· وانطلقت قافلة إنسانية بعد ظهر اليوم السبت من تبسة (700 كلم شرق الجزائر العاصمة) باتجاه الحدود التونسية-الليبية لمساعدة آلاف المهاجرين اللاجئين من جنسيات عديدة فروا من ليبيا جراء تدهور الأوضاع هناك· هذه القافلة التي ستكون قد عبرت في ساعة متأخرة من مساء أمس المركز الحدودي لبوشبكة على بعد 40 كلم عن تبسة تتكون من أربع (4) شاحنات نصف مقطورة على متنها حمولة ب100 طن من المواد الغذائية والمياه المعدنية وأغطية فضلا عن مطبخ متنقل وسبع (7) سيارات رباعية الدفع تنقل أطباء وعتادا طبيا وشاحنة مزودة بنظام تبريد تحمل أدوية· وتعد هذه القافلة الإنسانية الجزائرية الأولى ضمن سلسلة قوافل أخرى ستنقل في غضون الأيام المقبلة 200 طن من المواد الغذائية والأدوية والأغطية موجهة للاجئين عالقين "في ظروف جد صعبة" حسب ما أفاد السيد محمد العيد عقون نائب الهلال الأحمر الجزائري الذي بادر إلى هذه العملية التضامنية وبمساهمة شركة سوناطراك· وفي سياق ذي صلة، تم يوم السبت تدعيم جهاز استقبال وإيواء الرعايا الجزائريين والأجانب الذين يغادرون التراب الليبي بعد تدهور الوضع الأمني بليبيا وذلك بفتح مركز استقبال جديد بإيفري (جانت) مجهز ب 10 خيم بطاقة 16 سريرا لكل واحدة منها كما أعلن عن ذلك المدير العام للحماية المدنية السيد مصطفى لهبيري· كما تم أيضا تدعيم مراكز المراقبة الحدودية الثلاث (تين ألكوم وتارات والدبداب) بولاية إيليزي ب 400 خيمة وثمانية أطباء تابعين لمصالح الحماية المدنية من أجل تعزيز الطواقم الطبية المتواجدة هناك كما أضاف السيد لهيبري على هامش الزيارة التفقدية التي قام بها أمس الجمعة لجهاز الإستقبال والإيواء بالدبداب وعين أمنا· من جهة أخرى، عمدت السلطات المعنية بهذه العملية إلى تسهيل الإجراءات المتعلقة بإجلاء الرعايا الأجانب بخصوص تأشيرة الدخول إلى التراب الوطني· وقد سجل إلى حد يوم أمس تسوية وثائق السفر المنتهية صلاحيتها لفائدة 23 مصريا و9 باكستانيين و3 بريطانيين و4 فيلبينيين كما أوضح مسؤول جهاز استقبال الرعايا الأجانب السيد سحنون عز الدين· وتتم هذه العملية بالتنسيق بين مسؤولي المصالح القنصلية التابعة لسفارات البلدان المعنية والمتواجدة بعين أمناس حسب نفس المصدر· هذه المصالح مدعوة في كل حالة تسوية التي تعلن عنها مصالح شرطة الحدود العاملة بمركز المراقبة بالدبداب لاتخاذ الإجراءات المتعلقة بالدخول إلى التراب الوطني حسب ذات المصدر· وبشأن الإتصالات فقد جرى أمس الجمعة تشغيل خطين للهاتف الثابت وأربعة خطوط أخرى للهاتف من نوع (جي إس إم) على مستوى موقع الإيواء بالدبداب من قبل الولاية ومتعامل الهاتف النقال (موبيليس) كما أوضح مدير البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال· وتندرج هذه العملية في إطار تسهيل خدمات الإتصالات لفائدة الرعايا الجزائريين والأجانب بما يسمح لهم بإجراء المكالمات مع ذويهم كما أضاف ذات المسؤول· كما جرى أيضا تشغيل تجهيزات للهاتف الخلوي من قبل الجزائر للإتصالات على مستوى المركز الحدودي بتارات وتسخير سيارة للبريد المتنقل تابعة لبريد الجزائر ببلدية الدبداب مخصصة لعمليات سحب وإيداع الأموال يقول ذات المصدر· وقد سجل بالمراكز الحدودية (تين ألكوم وتارات والدبداب خلال الساعات الأخيرة عبور نحو 380 شخص (27 جزائريا و136 ليبيا و31 مصريا و10 باكستانيين و121 موريتانيا و39 ماليا و14 تونسيا ورعية واحدة من جنسية مغربية)·